المفاوضات انطلقت في أنقرة
استطلاع: 75% من الإسرائيليين يرفضون إعادة الجولان
خلف خلف- إيلاف:
اظهر استطلاع للرأي العام الإسرائيلي أن 75% يرفضون إعادة هضبة الجولان مقابل السلام، بينما يوافق على ذلك فقط 23%، و2% لا رأي لهم. وفي حال اتفق على الانسحاب، أجاب 53% من الإسرائيليين بأنهم سيخلون طواعية, في حين يعارض 40% منهم الإخلاء، و7% لا رأي لهم. وفيما يتعلق بالإخلاء مقابل التعويضات فيشير الاستطلاع الذي نشرته صحيفة معاريف الصادرة اليوم الاثنين أن 56% من المستطلعين أكدوا بأنهم سيخلون مقابل التعويض، في حين سيرفض 29% ذلك، و15% أجابوا لا أدري.
quot;أي نوع من التعويض يقنعك بالإخلاء؟quot;، قال 24% المال النقدي بقيمة الملك، بينما طالب 23% من المستطلعين بأرض بديلة في الجليل، وطالب 1% بأرض بديلة في النقب، في حين 10% طالبوا مُلك في الوسط، في حين قال 29% لن أخلي، و15% أجابوا لا أداري. وفي رد على سؤال، هل توافق على الإخلاء مقابل تعويض بقيمة 150 في المائة من مُلكك، قال 58% نعم، و26% أجاب لا، و16% قال لا أداري. أما 59% من الجمهور فوافقوا على الإخلاء مقابل تعويض 200%، وعارض ذلك 24%، في حين 17% قالوا لا أداري.
واستؤنفت أمس محادثات السلام بين إسرائيل وسوريا في أنقرة، بوساطة تركية، وهي ستستمر حتى هذا المساء. حسب مصادر سياسية إسرائيلية تحدثت لصحيفة هآرتس الصادرة اليوم الاثنين، وفي المحادثات الحالية، غير المباشرة، سيحاول الطرفان تعريف ما هي المسائل التي ستبحث في المفاوضات بينهما وتحديد جدول أعمال لها. مصدر تركي كبير ذو صلة بالاتصالات قال إنه يحتمل أن يوافق الطرفان على لقاء مباشر في الشهر القادم، ولكن في هذه المرحلة لا يبحث في اللقاءات بين زعماء إسرائيليين وسوريين.
ويرى مراقبون للشأن السوري والإسرائيلي أن المحادثات الجارية جاءت نتيجة تخوفات من اندلاع حرب بين الجانبين، وبخاصة أنه بعد انقضاء حرب لبنان الثانية علت في سوريا الأصوات التي تدعو إلى تحرير هضبة الجولان بالقوة العسكرية. وأجرى التلفاز الرسمي مقابلات مع قادة حزب الله، ووعظ هؤلاء الجمهور السوري بأن تحرير الجولان بوسائل عسكرية سيكون مهمة سهلة. بل إن رئيس حكومة سوريا محمد ناجي العطري زار القنيطرة في بدء أيار 2007، وأعلن احتفالات quot;مهرجان الجولانquot;. كما أن الرئيس بشار الأسد نفسه أعلن فورا بعد انقضاء القتال في لبنان انه quot;توجد خيارات أخرى عدا الخيارات الدبلوماسيةquot;، بل زعم على نحو صريح جدا أن سوريا قد تهاجم إسرائيل إذا لم تنسحب من الجولان، quot;بل لن تدافع عنكم حتى قنبلتكم الذريةquot;.
في إسرائيل أيضًا صدرت تقديرات وضع كئيبة. على حسب تقدير الوضع عند شعبة quot;الاستخباراتquot; الإسرائيلية quot;أمانquot; في بدء شهر تموز العام الماضي، لم يقرر الأسد الحرب، لكن علا مستوى العداء من قبل سوريا. وصدرت أقوال تخوف مشابهة من حرب مع سوريا عن ناطقين إسرائيليين كبار: سالي مريدور، سفير إسرائيل في واشنطن، أكد في مقابلة صحفية أن إسرائيل تواجه زيادة القوة العسكرية الكبرى على طول حدود هضبة الجولان منذ 1973.
وبقيت التوترات تعلو بين الجانبين إلا أن دخلت تركيا على الخط، وبدأت المفاوضات السرية، ويمثل إسرائيل حاليًا في المحادثات، مستشارا رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت يورام تربوبيتش وشالوم ترجمان. وسيصرح الرجلان أمام السوريين، بواسطة الوسطاء الأتراك بأن إسرائيل معنية بالحفاظ على قناة المحادثات رغم الأزمة السياسية فيها، بحيث أن المفاوضات ستستمر حتى ولو استبدلت الحكومة أو أجريت انتخابات مبكرة.
جولة المحادثات في تركيا هي الأولى منذ أعلنت سوريا وإسرائيل عن استئناف المفاوضات بينهما، في 21 أيار الماضي. وكان البيان ثمرة سلسلة من اللقاءات السرية عقدها مستشارا اولمرت في تركيا في السنة الأخيرة. ورفض الناطقون بلسان إسرائيل، سوريا وتركيا أمس التطرق رسميا إلى جوهر المحادثات. ولكن المصدر التركي قال إن quot;من السابق لأوانه الحدث عن اتفاقات سياسية بين الطرفين، ذلك أنه تبقت مواضيع فنية عديدة من اللقاء السابق، ستبحث هذه المرةquot;.
وحسب هذا المصدر فأن الطرفين لم يبدآ في البحث في الخطوط الهيكلية لاتفاق سلام مستقبلي بينهما. quot;ولكن واضح أن المحادثات تجري على أساس اتفاق مبدئي بموجبه إسرائيل تنسحب من هضبة الجولان وبالمقابل تطبع العلاقات بين سوريا وإسرائيل. طبيعة هذا التطبيع، حجمه ومراحله ستبحث في مرحلة لاحقةquot;. وقال اولمرت أمس بعد لقاء مع حاكم ولاية نيو مكسيكو بيل ريتشاردسون أنه quot;صحيح حث المحادثات مع سوريا ولكن هذا لا يعني أن إسرائيل تنازلت عن شيء. الطريق لا تزال طويلةquot;.