أكد أن الإتفاقية الإستراتيجية مع واشنطن ستوقع في عهد بوش
المالكي: نفاوض الأميركيين على جدول لإنسحابهم بفترة قصيرة

أسامة مهدي من لندن: قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إن مفاوضات بلاده الحالية مع الولايات المتحدة تستهدف وضع جدول لسحب القوات خلال فترة زمنية قصيرة، وإشار إلى أن هناك رغبة عراقية في عقد إتفاقية طويلة الأمد أو إستراتيجية في مجالات التعاون الثنائي السياسي والإقتصادي، وأضاف أنه عندما وجد الجانب العراقي إستعدادًا لدى الجانب الأميركي لمناقشة أفق زمني في بقاء القوات وإنسحابها أصبحت العملية سهلة، ولذلك فإن المفاوضات قد تنتهي بشكل مؤكد خلال فترة إدارة الرئيس بوش.

جاء ذلك في تصريحات نشرتها مجلة quot;دير شبيغلquot; الألمانية اليوم الإثنين وأثارت خلافًا بين الحكومتين الأميركية والعراقية ووزع نصها مكتب رئيس الوزراء العراقي وأرسلت نسخة منها إلى quot;ايلافquot; . فقد إعترض البيت الأبيض على ما إعتبره تأييدًا من المالكي لخطط المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية باراك أوباما بسحب قوات بلاده من العراق خلال 16 شهرًا، لكن النص الموزع عراقيًا تضمن عبارات مغايرة لما وزعته وكالات الانباء من اجزاء عن المقابلة وخاصة في ما يتعلق بالموقف من اوباما .

وقال المالكي في تصريحاته وبحسب النص الرسمي العراقي إن مسألة حصانة القوات الأميركية تشكل واحدة من مشاكل المفاوضات. وأوضح أن ذلك يتعلق بأصل وجود القوات الأجنبية وإلى اي مدى ستبقى في العراق وبأي صلاحيات وتحت اي غطاء وهذا هو المهم الذي ينبغي ان ينظم، إضافة الى تنظيم دخول العراق والاستيراد والتصدير وهذه كلها ضمن مذكرة مكتوبة يجري النقاش حولها .

وحول زيارته الى المانيا التي تبدأ اليوم وامكانية مشاركة الشركات الالمانية في التنقيب عن النفط العراقي قال المالكي ان الساحة العراقية فيها مجالات كبيرة للعمل في قطاعات الاستثمار النفطي والكهرباء ومختلف الصناعات quot;ونتوقع ان تساهم الشركات الالمانية في كل هذه المجالاتquot;. وكانت الحكومة العراقية قد قالت امس الاول ان تصريحات المالكي لمجلة quot;دير شبيغلquot; حول تأييده رؤية اوباما حول الانسحاب الاميركي من العراق قد اسيء فهمها وان للعراق رؤيته الخاصة حول هذا الانسحاب .

وأعلن الناطق الرسمي بإسم الحكومة الدكتورعلي الدباغ أن المالكي يؤكد أن تصريحاته هذه قد اُسيء فهمها وترجمتها ولم يتم نقلها بصورة دقيقة حول رؤية السيناتور باراك أوباما مرشح الرئاسة الأميركية لمدة إنسحاب القوات الأميركية من العراق. وأوضح ان المالكي يؤكد وجود رؤية عراقية تنطلق من واقع الحاجة الأمنية للعراق حيث أن التطورات الإيجابية للوضع الأمني والتحسن الذي تشهده المدن العراقية يجعل موضوع إنسحاب القوات الأميركية ضمن آفاق وجداول زمنية متفق عليها وعلى ضوء إستمرار التطورات الإيجابية الأمنية على الأرض والتي جاءت ضمن الخطة الاستراتيجية للتعاون والتي وضعها المالكي والرئيس الاميركي جورج بوش وأن الحكومة العراقية تُقدر وتثمن جهود جميع الأصدقاء الذين يستمرون بدعم ومساندة القوات الأمنية العراقية. وأكد الدباغ أن تصريحات رئيس الوزراء أو أي من أعضاء الحكومة العراقية لايجب أن تُفهم بأنها تأييد لأي من مرشحي الرئاسة الأميركية.

ونظرًا الى حساسية الموضوع ذكر البيت الابيض السبت انه اتصل بمكتب المالكي بعد صدور تصريحاته في دير شبيغل . وقال المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ستانزل ان المالكي اوضح ايضا ان quot;كل قرار سيبنى على استمرارquot; تحسن الوضع الميداني. واضاف ان بغداد وواشنطن quot;اتفقتا على القول انه اذا ما استمر التقدم في المجال الامني سيكون في وسعنا احترام الافق الزمني الذي يأمل فيه العراقيون والاميركيونquot;. وتتفاوض الحكومتان الاميركية والعراقية حول شروط الوجود العسكري الاميركي ما بعد 31 كانون الاول (ديسمبر) تاريخ انتهاء تفويض الامم المتحدة الذي يعمل الجنود الاميركيون بموجبه.

وفي ما يلي نص تصريحات المالكي الى المجلة الالمانية كما وصلت الى quot;ايلافquot; من مكتب المالكي اليوم الاثنين:
س/ لم يشارك الالمان في الحرب التي جرت عام 2003 ولكن وزير الاقتصاد الالماني كان هنا قبل ايام وشركات المانية كبيرة من ضمنها شركة دامبريندك تستعد لفتح مكاتب في العراق هل تشهد المرحلة الحالية تطورا جديدا في العلاقات بين العراق والمانيا ؟

رئيس الوزراء/ بالتاكيد الزيارة المقبلة التي نهيئ ونستعد لها وبدعوة كريمة من الحكومة الالمانية هي على هذه القاعدة لرغبتنا الكبيرة في ان تكون لدينا علاقات متينة مع الشركات الالمانية ، ولشعورنا من خلال التواصل بان هذه الرغبة موجودة عند الجانب الالماني ايضا سواء كانت الشركات ام الحكومة وهذا يرتبط بالماضي، ففي الماضي كانت هناك علاقات طيبة ومتينة مع الشركات الالمانية ، ووجود رغبة عراقية وثقة بالشركات الالمانية ومتانتها وكفائتها، وقد تضافرت مجموعة عوامل لبلورة موقف من الطرفين الالماني والعراقي نحو مزيد من التعاون والتواصل على الساحة العراقية التي ستشهد تطورا كبيرا في مجال الاعمار والاستثمار، والشركات الالمانية نرغب ان تكون حاضرة لانها تحظى بثقة جيدة .

س/ انتم لاتمتلكون مشاعر سلبية بسبب عدم اشتراك المانيا في التحالف الذي ازاح صدام ؟
ج/ بالنسبة لنا هذا لايشكل معيارا في الصداقة ، ان تكون جهة شاركت، وجهة لم تشارك في عملية اسقاط نظام صدام حسين، هذا خيار للدول وارادة نحترمها ونعتز بها ، وهذه لاتشكل بالنسبة لنا عقدة او نظرة سلبية، وحتى الدول التي كانت قد تعاملت مع نظام صدام حسين، ولكنها حين اكتشفت جرائمه اوقفت التعامل معه هذا هو الذي يشكل لنا التحول الكبير .

س/ ماذا تتوقعون على وجه الخصوص من الالمان والشركات الالمانية ؟
ج/ اولا نحن نحتاج ان نلتقي معهم وسنلتقي مع الشركات ورجال الاعمال لنعرف ان كانت لديهم رغبات اولا ، او كانت لديهم مخاوف من الاقبال على الساحة العراقية، اما ما نتوقعه فهو كثير وكما قلت فان الشركات الالمانية شركات متينة ، والساحة العراقية فيها مجالات كبيرة للعمل في قطاعات الاستثمار النفطي والكهرباء ومختلف الصناعات ونتوقع ان تساهم الشركات الالمانية في كل هذه المجالات .

س/ هل يمتلك الالمان فرصة للمشاركة في عملية التنقيب عن النفط ؟
ج / انا لااعرف في الحقيقة اذا كان في المانيا شركات نفطية كبرى وبأي مستوى من مستوى الشركات التي تستثمر ، لكن قطعا المجال مفتوح امامها لوجود الثقة بكفاءة الشركات الالمانية ، لدينا تصنيف للشركات من انتاج يومي مليون برميل فصاعدا المستوى الثاني (500000-1000000) برميل يوميا والمستوى الثالث من ( 100000-500000) برميل واعتقد ان الشركات الالمانية لديها هذه القدرة والطريق امامها مفتوح ومرحب بها .

س/ ماالذي تتوقعونه من الالمان في المجال السياسي على سبيل المثال الالمان الان يدربون القوات الامنية العراقية ولكن خارج العراق هل ترغبون ان يحصل هذا التدريب للشرطة والجيش داخل العراق ؟
ج/ بالدرجة الاولى فان التواصل السياسي والتبادل الدبلوماسي موجود مع المانيا ونحن نريد ان يتعمق ويتطور الجانب الاقتصادي الذي سيكون الجانب الابرز في علاقاتنا الثنائية ، اما الموضوع الاخر وهو قيام الاجهزة الالمانية بتدريب القوات العراقية فهو عمل جيد ، ولكن اصبحت لدينا كفاءة واكتفاء ذاتي بتدريب اجهزتنا الامنية في داخل العراق واذا ماكانت هناك حاجة مازالت مستمرة سواء في التدريب ام الاجهزة اللازمة سنتواصل مع المانيا ولكن على الارض العراقية .

س/ قبل اسبوعين قامت الحكومة العراقية برفع قضية كبيرة ضد شركات غربية متهمة بمنح رشاوى لنظام صدام في ضمن برنامج النفط مقابل الغذاء، وجزء من هذه الشركات كانت شركات المانية من ضمنها شركة سيمنز، كيف تنظرون الى هذا الامر؟
ج/ تعاقدنا قبل فترة قصيرة مع شركة سيمنز على بناء محطات كهرباء في العراق ، وهذا لن يمنع بقاء رغبة التعامل مع الشركات الالمانية ، اما مسالة رفع دعوى قضائية فهذا موضوع قضائي قد يثبت او لايثبت ، لكن حاليا نحن تعاقدنا مع شركة سيمنز بدليل ان المسألة مازالت بطور التحقيق والقضاء .

س/ هل لديكم مخاوف من احتمال قيام بعض الشركات الاجنبية بوضع ايديها على الاموال العراقية التي مازالت غير محررة في حال رفع العقوبات الدولية ؟
ج/ العراق دولة، ولاتستطيع اي جهة ان تضع يدها على امواله، بالنسبة للاموال المودعة في البنوك لدينا شركات اختصاصية لمناقشة موضوع حماية هذه الاموال، ولدينا اجراءات معتمدة والاموال مازالت محمية بقرار مجلس الامن والحماية الخاصة موجودة من قبل الرئيس الاميركي . وايضا هناك تداول في الاتفاق الذي يعقد مع الجانب الامريكي في استمرار مجلس الامن ببقاء الاموال العراقية محمية بموجب الفصل السابع ونحن قمنا بدور قضائي لرد الدعاوى المقامة على العراق، بسبب سياسات نظام صدام حسين والتقاضي حولها بالمحاكم الدولية، لحسم هذه الامور ، لانها لابد ان تحسم اليوم او غدا ، اذاً المخاوف على وضع اليد على الاموال العراقية انما تحصل اذا ماكان هناك دعاوى مقامة على العراق، لكن هذه المسالة ضمن حقنا بالدفاع ورد هذه الدعاوى، لاننا نعتقد بانها دعاوى باطلة، وليس للعراق ان يدفع اموال لسياسات انتهجها نظام صدام حسين لصالحه الشخصي.

س/ ذكرتم باتفاقية وضع القوات مع الجانب الامريكي المانيا وضع مشابه للعراق فقد حررت من قبل الاميركان قبل حوالي (60) عاما وماتزال هناك قوات اميركية موجودة على الاراضي الالمانية كيف تنظرون لحالة التناظر هذه ؟
ج/ قطعا المانيا تختلف عن العراق، المانيا خاضت حربا عالمية وانتهت وفرضت عليها عقوبات اقتضت وجود هذه القوات وماتلتها من اتفاقيات ، العراق اليوم بصدد مناقشة الاتفاقية وقد استفاد من تجربة المانيا واليابان وكوريا واستعاد العراق لاوضاعه الطبيعية وبناء قواته، و دور قوات الاجهزة الامنية العراقية في ضبط الاوضاع الامنية تجعلنا نفكر بشكل واضح ، وهذا مايجري الحوار عليه مع الجانب الاميركي وهو اننا بصدد وضع جدول لسحب القوات خلال فترة زمنية قصيرة نعتقد بانها كافية لاستكمال بناء القوات العراقية ، لكن تبقى الرغبة الموجودة عند الجانب العراقي بعقد اتفاقية طويلة الامد او استراتيجية في مجالات التعاون السياسي والاقتصادي اما في الجانب الامني فالعراق جاد في استعادة كامل السيادة وانهاء كامل للوجود الاجنبي على الارض العراقية .

س/ انتم الان تعملون على اتفاقية وضع القوات ولكن يبدو الان ليس من المؤكد الانتهاء من هذه الاتفاقية اثناء ولاية الرئيس بوش كيف تنظرون الى الوضع الحالي من المفاوضات الجارية ؟
ج/ اعتقد بان هناك تفهما جيدا للادارة الامريكية بخصوص وضع القوات والاتفاقية، كانت الادارة الاميركية سابقا تتحسس كثيرا من مسالة الجدولة والانسحاب لانه يعني هزيمة امام القاعدة والميليشيات، اما اليوم فقد اصبح الحديث عن خروج القوات يعني الانتصار وسحق ارادة القاعدة والميليشيات، لذلك من طبيعي ان يجري التفاوض الان بيننا وبين الجانب الاميركي على موضوع سحب القوات والمفاوضات وحين وجدنا استعداداً لدى الجانب الاميركي لمناقشة افق زمني في بقاء القوات وانسحابها ، اصبحت العملية سهلة، وفي تقديرنا المفاوضات قد تنتهي بشكل مؤكد خلال فترة ادارة الرئيس بوش حينما يتم الاتفاق على الجانب الامني ببعده افق الزمني المطلوب، وتنظيم الية حركة القوات واتوقع ان المفاوضات تبدا الجولة الجديدة بجدية ووضوح اكثر بعد ان ظهر ان الافكار الاولية التي طرحت لم تكن مقبولة عند الجانب العراقي ، اصبحنا الان على ارضية يمكن ان تساعدنا بفترة زمنية قريبة .

س/ اليس جوهر المشكلة يتعلق بمسألة الحصانة بقيام قوات جنود امريكان بارتكاب جرائم ضد مواطنين عراقيين وهم لايقعون تحت طائلة القضاء العراقي كيف تتعاملون مع هذا الامر ؟
ج/ بالتاكيد هذه واحدة من اهم القضايا مسألة الحصانة وماحصل من عمليات تجاوز على العراقيين كان الاصل هو وجود القوات الى اي مدى ستبقى القوات وباي صلاحيات وتحت اي غطاء هذا هو المهم الذي ينبغي ان ينظم، وضمنا هناك جملة اشياء تحتاج الى تنظيم دخول العراق وخروجه ، عمليا الاستيراد والتصدير هذه كلها ضمن مذكرة مكتوبة يجري النقاش حولها، لكن كما قلت الاصل هو وجود القوات والمدى الزمني الموجود والغطاء والصلاحيات التي تمنح هذه هي جوهر الحوارات والمشكلة التي تجري في التفاوض .

س/ بأي تأريخ تعتقدون او تتوقعون ان تكون اغلب القوات الاميركية قد غادرت العراق ؟
ج/ هذه مسألة مازالت قيد التفاوض ولكن رغبتنا في ضوء تطور الواقع الامني والقدرات العراقية ان تكون في اقصر فترة زمنية كلام اوباما انه اذا استلم الحكم فانه يسحب القوات خلال 16 شهرا، نحن نعتقد بان هذه هي مدة تزيد او تنقص قليلا قد تكون صالحة الى ان ينتهي فيها وجود القوات في العراق .

س/ هل يمكننا ان نأخذ هذا التصريح كتوصية حول اي الرئيسين يفهم العراق او الوضع العراقي بشكل اكثر هل هو مكين الذي يقول ربما نبقى الى خمسين او مئة عام بينما أوباما الذي هو يستعجل ويريد الخروج بسرعة ؟
ج/ انا اعتقد من يريد الخروج اكثر تقديرا للواقع على الارض لان بقاء القوات فترة طويلة يستبطن مشاكل كثيرة ربما تتولد للقوات وللحكومة العراقية، لذلك انا اعتقد ان الطرفين الاميركيين الجمهوري والديمقراطي اصبحا يفكران بضرورة اختصار الزمن لبقاء القوات، هذا لايمثل تبنيا لاحد المرشحين كأن نفضل اوباما على مكين، لان هذا هو خيار الشعب الاميركي ، نحن نعتقد ان اي طرف سيصل الى البيت الابيض سيتعامل مع القضية بواقعية، وفي ضوء التطورات حتى لانفهم بأننا نميل الى طرف على حساب طرف آخر، وما نستطيع تأكيده انه ايضا بالمقابل خيار ورغبة الشعب العراقي ، سواء من قبل السياسيين ام الجمهور وهناك رغبه ملحة بضرورة اختصار فترة وجود القوات الدولية على الارض العراقية .

س/ الامن يتحسن في العراق بشكل كبير خصوصا خلال الاشهر الاخيرة برأيك ماهو الحدث او التحرك السياسي الذي ادى على وجه الخصوص الى هذا التحسن الامني الكبير ؟
ج/ هناك مجموعة عوامل وأحد من هذه العوامل هو نجاح المصالحة الوطنية التي كان لها الدور الكبير في غلق الابواب بوجه القاعدة والمتمردين والخارجين عن القانون ، والجانب الثاني هو تطور جهد وقدرات الاجهزة الامنيةالعراقية والجانب الثالث هو حالة النقمه التي تولدت لدى الشعب العراقي من سلوك الميليشيات والقاعدة وبقايا النظام السابق، هذه العوامل كلها يضاف لها ايضا التحسن الذي حصل في الجانب الاقتصادي والاستقرار في الاوضاع السياسية في البلد ، كلها تضافرت مع بعضها وحاصرت تنظيمات القاعدة والتنظيمات الارهابية وحققت هذه النجاحات وهي مستمرة .

س/ ذكرتم الميليشيات بشكل محدد ، وهذا يتعلق بالنجاحات الاخيرة التي حققتموها في الجنوب لكن هناك من يقول بأنكم عاقبتم بشكل قاسٍ جيش المهدي بينما كنتم متهاونين او لم تمارسوا نفس الاجراءات مع منظمة بدر ؟
ج/ نتبع نفس الاجراءات مع اي طرف يخرج عن القانون وقبل يومين خرجت مجموعة عن القانون لها علاقة ببدر طوقها الجيش العراقي وانهى وجودها بالاعتقال العقوبة على قدر الجريمة التي ترتكب عندما تكون الاطراف ملتزمة بالقانون ومنضبطة ليست لدينا رغبة في ان نعاقب على الانتماء، وليست العقوبة من طرفنا هي رغبة توزيع العقوبة على كل المنتمين اما من ينتمي للعملية السياسية ويتعامل معها نكرمه ، لكن حينما يخرج عن العملية السياسية وحينما يخرج عن القانون سيعاقب الجميع بشكل متساوٍ .

س/ في المعركة التي خضتموها في الجنوب كنتم شديدين جدا حتى ان البعض يقول كنتم بمستوى شدة صدام هل تجد ان هذا مديح او اسلوب ينبغي ان يتبع ؟
ج/ الذين لايحبون الاستقرار كانوا يقولون اننا اشداء والذين يحبون العراق والامن والاستقرار كانوا يعتقدون انها عقوبة يقتضيها الفعل الذي كانت تقوم به العصابات الموجودة في الجنوب لم نكن نرغب بأن نتوسع في ظاهرة العقوبة والملاحقة ، لذلك اعطيناهم اكثر من فرصة وسهلنا لهم عملية القاء السلاح ، واعطيناهم عفوا والتزمنا بهذا العفو مرارا ، ولكن درجة الخروج عن القانون كانت شديدة ولذلك كانت العقوبة تقتضي ان تكون بنفس القوة التي خرجوا بها عن القانون .

س/ ماهو الدور الذي ترونه سياسيا او غير سياسي للسيد مقتدى الصدر في مستقبل العراق وهل تعتقدون بأنه يمكن للمصالحة الوطنية ان تمضي من دون دور يلعبه فيها ؟
ج/ المصالحة الوطنية تمضي ولكنها ترحب بكل من يرغب ان يكون شريكاً فيها والسيد مقتدى الصدر بامكانه ان يكون شريكا سياسيا ويستفيد من هذا الارث التأريخي للعائلة التي ينتمي اليها ، وهو مرحب به ان يكون شريكا سياسيا في اطار العملية السياسية، وبالذات حينما بدت واضحة لديه بأن الكثير من القواعد التي تعمل معه هي قواعد مخترقة من القاعدة او من رجالات النظام البعثي السابق ، وعملية الفرز التي تجري عند السيد مقتدى حاليا تؤهله ان يكون شريكا سياسيا وليس رئيس ميليشيا .

س/ انت تملك فهما جيدا لايران هل تستطيع ان تعطينا فكرة عن دوافع ايران في الوقت الحاضر هل هم حقيقة يريدون ان يبنوا سلاحا نوويا وهل هم يمثلون خطرا على المنطقة ؟
ج/ ليس لدي اطلاع كاف على ما يجري في مجال التسلح النووي ولكن مانسمع من الايرانيين بشكل مباشر ان برنامجهم هو باتجاه سلمي ومانسمع من بعض الفنيين ان المشوار مازال بعيداً جدا امام ايران حتى تصل الى صناعة الاسلحة النووية، لذلك انا لااستطيع ان اعطي جوابا واضحا ونهائيا عن التوجه الايراني بهذا الخصوص، ولكن نعتقد بأن المنطقة ينبغي ان تكون منزوعة السلاح خالية من الاسلحة النووية حتى لايكون وجود اسلحة نووية عند دولة من دول المنطقة مدعاة ومحفزا ومبررا لان تكون لدى ايران او غير ايران من الدول الاخرى سلاحا نوويا ، لانه يعتبر سلاح الردع المتقابل اوالتوازن المتقابل في المنطقة ،المنطقة هشة ووضعها الامني لايتحمل وجود اسلحة نووية لذلك من اجل ان نوقف التوجهات نحو التسلح النووي بالمنطقة لابد وان نجعل منها منطقة منزوعة السلاح النووي .

س/ هذه الحرب التي مر خلالها بلدكم ادت الى وفاة اعداد كبيرة جدا من الناس وادت الى معاناة كبيرة للعراقيين عندما تنظرون الى الماضي والى كل الاحداث التي جرت هل تعتقدون ان تلك الحرب كانت تستحق الثمن الذي دفع لها ؟
ج/ ابدا ليست هناك حرب ولا مغامرة من مغامرات النظام كانت بالاتجاه الصحيح او المبرر ولم تعد على العراق ولا على المنطقة ولا على العالم الا بالضرر الكبير الفادح ولا نستطيع ان نعبر عنها الا انها مغامرات طائشة .

س/ نتحدث عن حرب ازالة صدام ؟
ج/ لربما التقدير الذي كان يجري في من يعرف الاخلاقية و السياسة التي يتجه اليها عقل الدكتاتور آنذاك كانت تقتضي من العالم ان يضع حدا لمثل هذا التفكير لان العالم قد شهد مثال هكذا عقليات جرت العالم الى حروب عالمية، وبقاء صدام وبقاء نظام مثل نظام حزب البعث في العراق كان كفيلا بأن يجر العالم الى حرب عالمية، نعم هناك ضحايا كبيرة وخسائر ضخمة ولكن تلافي او تحاشي وقوع كوارث اخرى في المنطقة وفي العالم اعتقد كانت تقتضي ان يكون هذا الثمن، لان حسابات الخسائر التي تحققت في حربه مع ايران وفي غزوه للكويت وفي حرب الشمال وفي حرب الجنوب هذه كلها، قد اتت على مئات الالاف ان لم تكن ملايين البشر من العراقيين وغير العراقيين وبقاء نظام صدام حسين يعني ديمومة عملية سحق ارواح الناس والاضرار والخسائر الكبيرة والفادحة في منطقة حساسة وخطيرة في العالم انما يمكن ان يكون هذا مبررا لان المنطقة خطيرة والمنطقة حساسة والمنطقة ثرية والمنطقة قادرة على ان تشعل حربا كونية جديدة لذلك انا اعتقد نعم رغم ان الخسائر كبيرة ولكنها كانت مبررة في ازالة مثل هكذا طاغوت دكتاتور ربما يؤدي الى اضرار اكبر في العالم .

س/ ربما انتم تشغلون اخطر وظيفة سياسية في العالم كيف تعيشون حياتكم اليومية ؟
ج/ بشكل طبيعي جدا لان هذا قدر العراق وهي الحياة التي اعتدنا عليها في ظل الديكتاتورية ونحن فرحون بأننا نبذل جهدا كبيرا ونقدم تضحيات ولكننا نبني بلدا على اسس من الديمقراطية والسيادة واحترام الانسان لذلك نشعر بالارتياح رغم الجهود الجبارة والكبيرة والتحديات الخطيرة لاننا مرة اخرة نبني هذا البلد بلد التأريخ والحضارة والقدرات الاقتصادية .

س/ يوم امس احتفلتم بمرور 50 عاما على تأسيس اول جمهورية عراقية وهو يوم تأريخي في العراق بشكل خاص هل فكرتم في الاحتفال بهذا اليوم ام ان اليوم مضى عاديا ؟
ج/ اعتقد ان الناس تتفاعل مع بعض الاحداث ولكن في عملية التقييم ربما نجد ان هناك ما يقتضي ان يتفاعل معه الانسان في مثل هذا اليوم النظام لم يكن بمستوى الطموح ولكن ايضا هذا التحول الذي حصل بدى وبدت معه موجة من المتغيرات على اسس الانقلابات العسكرية يعني ان فرحة العراقيين بتغيير النظام الملكي قادتهم الى الانقلابات والتي جاءت بعد اربع سنوات او خمس بحزب البعث ثم بعد كذا سنه جاءت بصدام حسين وفرحة العراقيين بهذا اليوم لم تكتمل لانها فتحت العراق على بوابة الانقلابات العسكرية يعني ان من صنع هذا التحول لم يستطع ان يحافظ على هذا النجاح ولذلك سلم العراق الى الانقلابات العسكرية .