بغداد، وكالات: وصل المرشح الديمقراطي إلى البيت الأبيض باراك أوباما الإثنين إلى العراق، البلد الذي يدعو سناتور أيلينوي إلى إنسحاب القوات الأميركية منه في غضون سنتين، كما اكد مسؤول اميركي. وقال المتحدث باسم سفارة الولايات المتحدة في بغداد ارمند سوسينييلو quot;ان السناتور اوباما وصل الى العراق في اطار وفد برلماني مع السناتورين تشاك هاغل وجاك ريدquot;.

وقد وصل اوباما اتيا من الكويت حيث توقف بعد محطة اولى في افغانستان التي يعتبرها الجبهة المركزية في quot;الحرب على الارهابquot; وحيث دعا الى ارسال تعزيزات على الفور. وسيتوجه بعد ذلك الى الاردن فاسرائيل ثم سيتابع جولته في ثلاث دول اوروبية هي المانيا وفرنسا وبريطانيا.

الصحف البريطانية

القصص والتقارير والتعليقات التي تقتفى أثر أوباما، لم تغب كالعادة عن الصحف البريطانية. فعلى صفحة الرأي والتحليل في الديلي تلجراف، نقرأ اليوم تعليقا طريفا للكاتب توم ليونارد في زاوية quot;مفكرة نيويوركquot; جاء بعنوان quot;حتى أولئك الرجال المتربعين على قمة أهل النكتة وفن الإضحاك فلن يتمكنوا من التهكم والسخرية على أوباما.quot;

يقول ليونارد إن المحللين عادوا بالفعل إلى الإرشيف فوجدوا أنه حتى في المناسبات النادرة التي عثروا فيها على نكتة تتعلق بأوباما، فإن تلك النكتة تكون بالعادة مبنية على حساب شخص آخر. مثل السناتور هيلاري كلينتون أو القس جيسي جاكسون.

ويدلل الكاتب أيضا على ضحالة وقلة عدد النكات التي تطال أوباما وندرة من يودون التطاول عليه بالاستهزاء والسخرية من خلال قصة أحد مقدمي البرامج في إذاعة راديو نيويورك الذي ناشد جمهوره، quot;المحب للحديث والثرثرةquot; عادة، طالبا منهم الاتصال بالبرنامج وإخباره بنكاتهم المفضلة عن أوباما، لكن الأمر انتهى بالمذيع بأن لم يبادر أحد للاتصال به وببرنامجه!

ويمضي ليونارد إلى القول إن العارفين ببواطن الأمور في محطات التلفزة الأميركية يرون أن أيا من الكتاب ومقدمي البرامج والجمهور لا يجد في الأمر راحة بأن يتناولوا رجلا أسودا بالسخرية والتهكم.

لكنه يردف قائلا: quot;إلا أن آخرين يرون أن أوباما حديث العهد وذو شعبية واسعة، والأكثر من ذلك غير ساخر بطبعه، الأمر الذي يجعل من أمر تحويله إلى مادة للنكتة والسخرية غاية في الصعوبة.quot; إلا أن الكاتب يرى أنه في حال نجح أوباما بالوصول إلى البيت الأبيض، quot;فإن الأمور ستتغير وسيصبح quot;أول رئيس أميركي أسود مادة خصبة للكثير الكثير من الضحك والضحك المر الساخرquot;.

العرب وأوباما

ووسط الكم الهائل من التحقيقات والتحليللات التي تحظى بها جولة أوباما الخارجية في صحف اليوم، يستوقفني تحقيق لأندرو إنجلاند، مراسل الفايننشال تايمز في أبو ظبي، يتحدث فيه عن الشكوك التي تعتري العالم العربي بشأن ما إذا كان أوباما سيغير سياسة بلاده تجاه العالم العربي في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

يقول التحقيق إن اسم أوباما كان يكتسب المزيد من الأهمية والشهرة في العالم العربي بشكل أكبر وأوضح مع كل فوز كان السناتور الأسود يحققه في الانتخابات التمهيدية، فالعديد من العرب كانوا يرقبون المشهد بمزيج من الفضول ودرجة عالية من الترقب.

فهذا الشاب الأميركي من أصل أفريقي والابن لذلك الأب الكيني المسلم يمثل بالنسبة للكثيرين في العالم العربي كل ما هو جديد وفتي، وفي الوقت ذاته، كل ما هو مجهول في دهاليز السياسة الأميركية.

وينقل التحقيق عن أحد المسؤولين العرب قوله إن صانعي القرار في المنطقة العربية يميلون إلى تفضيل أوباما على منافسه الجمهوري جون ماكين، إلا أنهم في الوقت ذاته لا يتوقعون أن يحدث أوباما في حال فوزه كبير تغيير في السياسة الأمريكية الراهنة تجاه القضايا العربية، ومنها الصراع العربي-الإسرائيلي.

ليبرمان يتهم أوباما باختيار خسارة حرب العراق

الى ذلك أتهم السيناتور جوزف ليبرمان أوباما، باختيار خسارة حرب العراق بتخطيطه لسحب القوات الأمريكية المقاتلة من هناك. وقال عضو الكونغرس المستقل إن دعم المرشح الجمهوري المفترض، جون ماكين، للحملات العسكرية لتهدئة العاصمة العراقية بغداد، والمحافظات المحيطة بها، هي التي ستتيح لأوباما القيام برحلته المعتزمة إلى العراق.

ودافع ليبرمان، أكبر أنصار السيناتور ماكين، عن سياسات المرشح الجمهوري المفترض الداعمة لحرب العراق، خلال مقابلة مع شبكة quot;فوكسquot; الإخبارية قائلاً: quot;لماكين الشجاعة للجدل ضد الرأي العام وتعريض حملته للخطر لأنه، وكما قال، يفضل خسارة الانتخابات عن خسارة حرب يعتقد أنها مهمة للولايات المتحدة.quot;

وتابع هجومه على سياسة المرشح الديمقراطي الرافضة للحرب: quot;إذا طبقنا سياسة باراك أوباما حول العراق، فما كانت ستتاح له زيارة هذا البلد اليوم لأنه على استعداد للقبول بالتراجع والهزيمة.quot;

أوباما غدا في عمان

وأفادت مراسلتنا في عمان أن أوباما سيصل غدا الى العاصمة الأردنية عمان حيث انه من المتوقع ان يلتقي العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني للتباحث في العلاقات العربية - الأميركية والنظرة المستقبلية لهذه العلاقة، إلى جانب التطورات في المنطقة، خصوصا فيما يتعلق بعملية السلام. كما ان العاهل الاردني سيطلع اوباما على مدى الاهتمام الأردني بالقضية الفلسطينية، وسعي الأردن لإيجاد حل عادل للقضية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. ويعقد أوباما، مؤتمرا صحفيا في اليوم ذاته.