أسامة العيسة من القدس: خطا ابن أحد الأسرى في سجون الاحتلال، بثقة نحو الميكرفون في أحد خيام الاعتصام التي نصبها الفلسطينيون أمام مكاتب الصليب الأحمر في المدن الفلسطينية تضامنا مع أسراهم المضربين عن الطعام، وقال مخاطبا المعتصمين ومعظمهم من أمهات الأسرى ومن نشطاء سياسيين، بأنه سيلقي عليهم قصيدة باللهجة العراقية على لسان أم تطلب من ابنها أن يصمد في السجن ولا يعترف، واسم القصيدة (براءة).
واستمع الجمهور الشغوف باللهجة العراقية، إلى الفتى وهو يتلو قصيدة الشاعر مظفر النواب التي كتبها باللهجة العامية وتحث فيها ابنها الحزبي على عدم الاعتراف على زملائه وعدم البراءة من معتقداته.
وصفق الجمهور طويلا للفتى الذي وان لم يقدم القصيدة بلهجة عراقية متقنة، ولكنه على الأقل أراحهم قليلا من سيل الكلمات الخطابية من مسؤولين ووزراء وزعماء تنظيمات، اعتادوا على إلقاء الكلمات بشكل يومي ومكرر.
وشجع الحضور للشعر، آخرين لتضمين كلماتهم أبياتا ومقاطعا شعرية لمظفر النواب.
وكتبت مقاطع شعرية له على لافتات علقت في خيم الاعتصام بمبادرات فردية ممن تأثروا بشعره الذي يلقى اهتماما جماهيريا في الظروف العادية، حيث طبعت أعماله الكاملة لغايات تجارية وأدبية، ووزعت بدون أذنه أو دفع مستحقات له على الأغلب.
ولم يقتصر هذا التصرف الشاذ على ذلك، بل عمد شعراء محليين، إلى إلقاء قصائد أو مقاطع لمظفر النواب على انه من شعرهم، ونالوا تصفيقا من جمهور يتذوق الكلام الجميل، بعد أن مل من الخطب الرنانة.