ائتلاف "الإمارات للإعلام" و "الشرق الأوسط يثير التكهنات المحلية

بهاء حمزة من دبي: فتحت اتفاقية التعاون الإعلامي التي أعلن مساء أمس عن توقيعها في العاصمة البريطانية لندن بين “المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق” التي تصدر عددا من المطبوعات الدورية اشهرها يومية الشرق الأوسط و ”مؤسسة الإمارات للإعلام” التي تملك جريدة الاتحاد وتليفزيون أبو ظبي باب التكهنات واسعا في الإمارات حول مغزى الاتفاقية وحدودها وإمكانية تنفيذها على ارض الواقع.

أول التكهنات أكدت أن الاتفاقية التي وقعها الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الإعلام الإماراتي ورئيس مجلس إدارة "الإمارات للإعلام والأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق خطوة أولى على طريق فصل جريدة الاتحاد إداريا وماليا عن تليفزيون أبو ظبي بعد مرور اقل من خمس سنوات على دمجهما معا في كيان الإمارات للإعلام وذلك بعدما ثبت أن الدمج اضر بالاتحاد نظرا للخسائر الباهظة التي تسبب فيها تليفزيون أبو ظبي لمؤسسة، مقابل توازن في ميزانية الجريدة ضاع وسط خسائر التليفزيون بل أن الأمر الأكثر طرافة أن العاملين بالجريدة التي حققت تطورا لافتا عقب قرار الدمج لم يستمر اكثر من عامين وكان ابرز ما فيه صدور ملحق منوعات يومي باسم دنيا، أمّن جماهيرية جيدة للجريدة، دفع ثمن خسائر التليفزيون إذ كانت الإدارة تلجأ لإنهاء خدمات العديد منهم للاحتفاظ بالعاملين في التليفزيون حتى لا يلتحقوا بالفضائيات المنافسة في دبي، سواء الموجودة في مدينة الإعلام مثل أم بي سي والعربية أو سي أن بي سي أو حتى قناة دبي المجددة.

وذكرت مصادر إعلامية على دراية بما يجري في المؤسسة، أن قرارا تم اتخاذه بالفعل يقضي بفصل الجريدة عن التليفزيون على أن يعلن قبل نهاية العام الحالي وأشارت إلى أن الاتفاقية مع مالكي "الشرق الأوسط ستتيح للاتحاد اقتباس العديد من المواد الصحافية المميزة التي تنشرها الجريدة الدولية وإعادة نشرها في الجريدة المحلية الأمر الذي سيمكن الاتحاد من العودة إلى المنافسة بقوة مع مواطناتها الخليج والبيان (التي تخضع لعملية تطوير هذه الأيام) دون الحاجة للاعتماد على أعداد كبيرة من الصحافيين المكلفين.

أما صحافيي الاتحاد أنفسهم فينظرون للاتفاقية بعيون يختلط فيها الرجاء بالقلق .. الرجاء في أن تساعدهم مواد الشرق الأوسط على النهوض من جديد مما يكسبهم رضا الإدارة ومن ثم مساعدتهم على البقاء في الجريدة ، والقلق من أن يؤدي تزايد الاعتماد على مواد الشرق الأوسط الأكثر إمكانيات والأوسع انفتاحا إلى اقتناع الإدارة بالتخلي عن أعداد كبيرة منهم.

الملاحظة الهامة في الاتفاق انه أكد الدور المتنامي داخل مؤسسة الإمارات للإعلام لمدير الطباعة والتوزيع عارف العواني إذ تم اختياره عضوا بمجلس المديرين الذي انبثق عن الاتفاقية ليتولى تحقيق أغراض الائتلاف وأهدافه ورسم استراتيجيته وسياسة العمل به مما يعزز التكهنات التي تفيد بإسناد دور اكبر له خلال المرحلة المقبلة ربما يكون رئاسة مجلس إدارة جريدة الاتحاد "المستقلة".