محمد الخامري من صنعاء : شكلت فتاة يمنية مجموعة من 15 فتاة تعمل في أحياء ومديريات ومناطق محافظة تعز ( 320 كيلو متر جنوب العاصمة صنعاء) والتجول في مبانيها السكنية ومحلاتها التجارية لعرض " عينات " من أدوات التجميل والمعقمات وأدوات النظافة الغير معروفة وغير مسجل عليها أي شئ لا اسم ولا ماركة ولا بلد المنشأ ولا تاريخ الإنتاج فضلا عن تاريخ الانتهاء.
تقول حنان " إحدى العاملات ضمن المجموعة أن بلقيس " صاحبة شركة الخير " حصلت على توكيل لشركة سويسرية لتصنيع أدوات التجميل ومعقمات التطهيرعلى أساس أن تروج منتجاتها في اليمن ، وهي الآن في طور دراسة نجاح المشروع من فشله واستعانت بـ15 فتاة للقيام بمهمة الترويج لهذه المنتجات في الأوساط الشعبية عبر آلية معينة.
وعند سؤالها عن كيفية الآلية المعتمدة للترويج ، أشارت حنان إلى أن " صاحبة الشركة " أعطت كل واحدة منهن مجموعة من المنتجات مع بعض الأوراق والبروشورات المكتوب عليها بعض الجوائز ، وأضافت نذهب إلى الشقق السكنية ونتعرف على النساء ونسألهن عن المساحيق التي يفضلنها بالنسبة لأدوات التجميل والمطهرات ومنظفات الغسيل وبعد اخذ فكرة وافية عنهن وعن ميولهن إلى أي منتج نحاول شرح عملية الترويج التي تقوم بها الشركة السويسرية هذه الأيام وهي عبارة عن مسابقة يختار العميل احد الأكياس الفاخرة التي بحوزتنا والمعدة سلفا بمبلغ ألف ريال ، وعندما يفتحه يجد مجموعة من المنتجات الغير معروفة بالإضافة إلى ورقة صغيرة مكتوب عليها الجائزة التي يستحقها واغلب الاوراق يكون مكتوب فيها " عفوا .. حاول مرة أخرى " وهكذا.
اعترفت حنان أنها لم تجد أي جائزة ضمن المنتجات التي وزعتها إلا مرة واحدة على مدى عشرة أيام وهي عبارة عن " سماعة كمبيوتر " لا يجاوز سعرها 500 ريال " ومع ذلك فالإقبال من النساء كثير خصوصا بعد العملية التي قامت بها " بلقيس " في بداية المشروع ، إذ قامت بالاتفاق مع احد محلات الاليكترونيات والأجهزة المنزلية بأخذ ثلاجة كبيرة قيمتها تزيد على 70 ألف ريال لتقدمها كهدية لأحد الساكنين في حي " المجلية م. تعز" وهذا الساكن من معارفها وبمجرد ما استلم الثلاجة أخذها ثاني يوم وأرجعها للمعرض بحجة بيعها ، والحقيقة انه لم يكسب ولم يبع ولم يعمل شئ وإنما هي مسرحية من مسرحيات " صاحبة الشركة " التي تجيد هذا النوع من الفهلوة " بحسب حنان".
وأضافت : نجحت " صاحبة الشركة " في جعل سكان المنطقة كلها يتسابقون إلى شراء منتجاتها للحصول على ثلاجة او " موبايل " او مسجل هاي " او غيرها من الجوائز المعلن عنها في البروشور الذي نقوم بتوزيعه وشرحه للعملاء.
الشئ الغريب في الموضوع ان هذه الفتاة " صاحبة الشركة " لا تربطها بتلك الفتيات " فريق العمل " الا الهاتف ووعود كبيرة بتحسين مستواهن فور الانتهاء من تشطيب المكتب وإغراؤهن بمرتبات شهرية تفوق الخمسين ألف ريال ، ولا يمكن أن تعرف أي فتاة من العاملات ضمن فريق عملها عنها شيئا إلا أنها " بلقيس " وصاحبة الشركة فقط ، وتقوم هي بمتابعتهن هاتفيا من عدة أرقام مختلفة اذ لايوجد معها " جوال " بحجة تأثيره على قلبها المريض ، أو تذهب إليهن في منازلهن للحسابات بينما هن لا يعرفن لها عنوانا محددا.
الجدير ذكره ان هذه " الشركة الوهمية " تمارس عملها في أوساط المجتمع منذ ما يزيد على الشهر دون علم الجهات المختصة في التجارة والبلدية والصحة والأمن ، ولها صدى واسع جدا في محافظة تعز وينتظرها السكان بفارغ الصبر ، لكن الأمر قارب على الانتهاء إذ انتشرت مؤخرا شائعة تقول أن " فتاة " تتصل بكل الشقق التي تشتري المنتجات وتكتب معلوماتها للدخول في السحب الكبير على جوائز كبيرة وتقول لهم بسخرية " معاكم الكاميرا الخفية" وتضحك ثم تغلق سماعة الهاتف ليكتشف المواطن انه وقع ضحية فتاة لعوب استطاعت ان تجند مجموعة من الفتيات بعيدا عن أعين الأجهزة الأمنية وتجني مكاسب طائلة من هذه العملية.