فلبينيون يحرقون علم استراليا خلال احتجاجمانيلا: تعمق النزاع الدبلوماسي بين استراليا والفلبين حول العراق يوم الاربعاء بعد ان استدعت الخارجية الفلبينية سفيرة استراليا في مانيلا. وأكد متحدث باسم وزير الخارجية الاسترالي الكسندر داونر ومسؤول في السفارة الاسترالية في العاصمة الفلبينية مانيلا صحة نبأ استدعاء السفيرة الاسترالية روث بيس.

وأبلغت مصادر في الخارجية الفلبينية رويترز ان بيس ستلتقي مع دبلوماسي رفيع بعد ظهر الاربعاء لكن وزيرة الخارجية الفلبينية دليا البرت لن تكون موجودة حيث تقوم بزيارة لجزيرة مينداناو في جنوب البلاد. وقال مسؤول في السفارة الاسترالية لرويترز "ستتوجه (روث) الى وزارة الخارجية (الفلبينية) هذا كل ما أعلمه."

ولم يؤكد مسؤولون في مانيلا صحة ما رددته تقارير وسائل الاعلام الاسترالية من ان الحكومة الفلبينية طلبت الاجتماع للاحتجاج على انتقاد وزير الخارجية الاسترالية لقرار الفلبين سحب قواتها من العراق. وقررت الفلبين سحب قواتها من العراق مبكرا لانقاذ حياة رهينة فلبيني اختطف هناك.

ورفضت استراليا يوم الثلاثاء الاعتذار لاسبانيا والفلبين بعد ان لامتهما على قرار سحب قواتهما من العراق وحملتهما مسؤولية تشجيع المقاتلين على المضي قدما في تهديداتهم. وقال وزير الخارجية الاسترالي يوم الثلاثاء انه على اسبانيا والفلبين "مواجهة الحقيقة" وهي انهما سمحا "للارهابيين" باستغلال موقفي مدريد ومانيلا في تهديد دول اخرى اذا لم تسحب قواتها من العراق.

واستدعت اسبانيا السفير الاسترالي لديها يوم الاثنين احتجاجا على تصريحات لدوانر خلال اليومين الماضيين وصفتها بانها "غير مقبولة." وقال داونر للاذاعة الاسترالية يوم الثلاثاء "لا جدوى من الهرب من الحقيقة...اشعر بحساسية خاصة من استخدام الارهابيين مثال اسبانيا والفلبين لممارسة ضغوط على استراليا. اذا استجبت لمطالب الارهابيين سيستغلون الرضوخ الى مطالبهم... لن نعتذر. ولننس الماضي."

وجاءت تصريحات داونر بعد ان هددت جماعة تصف نفسها بانها الجناح الاوروبي لتنظيم القاعدة كلا من استراليا وايطاليا بشن هجمات ضدهما اذا لم يفعلا مثل اسبانيا والفلبين ويسحبان قواتهما من العراق. كما هددت الجماعة التي لم يسمع بها من قبل الاسبوع الماضي كلا من بلغاريا وبولندا اذا لم تسحبا قواتهما من العراق.

ورفض جون هاوارد رئيس الوزراء الاسترالي المحافظ التراجع ايضا في النزاع الدبلوماسي وأيد تصريحات داونر ونفى ان يكون وزير خارجيته قد تسبب في تفجير خلاف مع اسبانيا والفلبين وقال ان موقف حكومته المتشدد الرافض للاستسلام "للارهابيين" يجب ان يحتذى.

وقال هاوارد للصحفيين يوم الاربعاء "لن نتصدى لتيار الارهاب اذا ساومنا وراهنا وهذا موقف الحكومة الاسترالية دوما وعلى الدول الاخرى تبني نفس الموقف."

ومزق محتجون في العاصمة الفلبينية مانيلا العلم الاسترالي في احتجاجات يوم الثلاثاء على انتقاد استراليا لبلادهم.

ولم يتسن يوم الاربعاء الاتصال بسفيرة الفلبين في استراليا كريستينا اورتيجا لكن الصحف الاسترالية ذكرت انها مستاءة من نقد استراليا "اللاذع" لبلادها.

وقال هاوارد يوم الثلاثاء ان قرار سحب القوات "يرسل اشارة خاطئة." ودافع رئيس الوزراء الاسترالي الاسبوع الماضي عن قراره الانضمام الى الحرب التي قادتها الولايات المتحدة ضد العراق رغم نشر تقرير انتقد المخابرات الاسترالية ومعلوماتها عن عراق ما قبل الحرب.

وتعهد هاوارد بان تبقى القوات الاسترالية في العراق وقوامها 850 جنديا طالما كان ذلك ضروريا. وأظهر استطلاع للرأي ان ثلثي الاستراليين يؤيدون موقفه.

لكن حزب العمال المعارض وهو حزب يسار وسط تتقارب شعبيته مع شعبية الحكومة المحافظة التي تشكلت قبل ثماني سنوات تعهد باعادة القوات الاسترالية الى البلاد بحلول عيد الميلاد في حالة فوزه في الانتخابات التي تجري في اكتوبر تشرين الاول.