اعتدال سلامه من برلين: في الوقت التي ركزت فيه الجهات الأمنية الألمانية اهتمامها على الجماعات الإسلامية المتطرفة، غاب عنها أنها وفرت لليمين المتطرف أجواء لينمو بشكل يدعو إلى القلق حسب وصف أحد المشاركين في مؤتمر عقد أمس في برلين عالج لأول مرة التحول الجديد لليمين المتطرف في ألمانيا واتخاذه أشكالا متجددة لكسب المزيد من المؤيدين وممارسة مختلف النشاطات بعيدا عن أعين السلطة.

وأشار البيان النهائي أن التيارات اليمينية المتعصبة والنازية نمت في السنوات الأخيرة في أجواء هادئة وصمت وبشكل مموه، ولكي لا تلفت الأنظار تخلى أفراد مجموعات كثيرة معروفة سابقا بتطرفها عن المظاهر العسكرية النازية أو تشكيل تنظيمات، ولا يرتدون اليوم الأحذية الجلدية الضخمة أو جاكيت القناص الجلدية، وبدلا من مظهر " رامبو" والرأس الحليق تحولوا إلى شبان يحلقون يوميا ذقونهم ويرتدون أحدث الملابس ويستخدمون لهجة لطيفة ومهذبة خاصة مع كبار السن. ولا يتجولون كما في الماضي في المدن الكبيرة، بل يتمركزون في المدن الصغيرة أو حتى القرى والجزر . وتحاول حلقات اليمين المتطرف السكن في منازل لها حدائق صغيرة أو مباني صغيرة منعزلة. ويختبأ على سبيل المثال أعضاء الحزب الوطني ألمانيا في بلدتي فولغاست وانكلام في شرق ألمانيا وراء مبادرات شعبية " كالسكن الجميل" لوضع حلول لمشاكل الناس اليومية مما يعني وصولهم إلى أكبر نسبة من الناس وأكثر سهولة لكسبها عن طريق تقديم المساعدة والمشورة لها وتكون بالطبع حسب مواصفاتهم للدس ضد الأجانب وطالبي حق اللجوء السياسي.

وذكر البيان بأن المجموعات المتطرفة تحاول تجاوز قانون حظر الحكومة لما سمي بحلقات "الأخوة والصداقة" وظهرت بكثرة في التسعينات دون وضع نظام أساسي أو شكل قانوني لتبقى مجموعات متفرقة، مما يصعب على السلطات الأمنية وضعها تحت المراقبة أو التحقيق مع أفرادها على أساس انتمائه إلى تنظيم ممنوع.

ونوه بيان المؤتمر أن نوع الاعتداءات قد تغيير في الآونة الأخيرة مقارنة مع التسعينات، مثل إضرام النار في منازل الأجانب أو تجمع اللاجئين السياسيين، حيث يتم التخطيط حاليا للاعتداء على الملونين أو اللاجئين أو شبان يساريين باصطيادهم في أماكن منزوية أو محطات القطار تحت الأرض.

وطالب البيان الحكومة الاتحادية زيادة مساندة الجيل الجديد في سبيل محاربة اليمين المتطرف والنازية خاصة في الأقاليم الشرقية بتوفير أماكن عمل أو تأهيل،فنسبة البطالة العمالية هناك تتعدى في بعض المدن الستين في المائة مما يجعل الشبان أرضا خصبة لزرع الأفكار المتطرفة ،وتحسين الوسائل لمراقبة أنشطهم السياسية ووجوب تحمل الدولة لكامل مسؤولياتها.