قال عميد السجناء السياسيين عماد شيحة والذي اطلقت السلطات السورية سراحه الثلاثاء الماضي ضمن مجموعة تضم 43 سجينا سياسيا ،بعد ان امضى ثلاثين عاما في السجون السورية على خلفية اتهامه بتفجير اهداف اميركية في دمشق عام 1975 والانضمام للمنظمة العربية الشيوعية ، انه يجب اطلاق الحريات الاساسية والغاء حالة الطوارىء في سورية فهي جزء من عملية اصلاح سياسي عميق ربما من الضروري ان يكون متدرجا بحكم الظروف ولكن يجب ان يترافق مع ضرورات الاصلاح الاقتصادي والاداري لتعزيزها لان الاصلاح بانواعه يسمح في المحصلة بتمتين اللُحمة الوطنية التي تقف في وجه الهجمة الاميركية والاسرائيلية وتعزز القرار السيادي الوطني ونحن نريد تحصينه بالتفاف الناس حوله .
واضاف شيحه في حوار خاص مع "ايلاف " نطلب من السجناء السياسيين طي صفحة الماضي كما نطلب من السلطة طيها عبر دفع السجناء المفرج عنهم للعمل و تأمين فرصا لهم من اجل حياة كريمة واعادة تأهيلهم النفسي والاجتماعي والغاء التجريد المدني لحقوقهم وعودة الموظفين منهم الى وظائفهم بعد خروجهم من السجن وصرف التعويضات لمن يستحقها وعلاج من لايستطيع منهم ان يتحمل تكاليف علاجه واعانتهم على الاندماج مع مجتمعهم .
وشدد شيحة ان التعويض الحقيقي الذي تقدمه السلطات للسجناء هو فرصة العمل
واوضح انه منذ ثلاث سنوات اصبح بامكانه رؤية التلفزيون والاستماع الى الاذاعات وقراءة الصحف الرسمية دون انقطاع وبشكل يومي في السجن واما بخصوص عودته للعمل السياسي فقال انه بحاجة الى اعادة التعارف مع الخارج واعادة الاندماج مع الواقع وقراءته ولكنه لاشك لن يترك الشأن العام .
وبخصوص المنظمة العربية الشيوعية التي اعتقل اثر الانضمام اليها فقال انها انتهت وانتهى نشاطها عبر اعتقال العديد من الناشطين بها في الكويت ولبنان وسورية.
وحول موضوع الاحكام التي طالت كل المعتقلين قال شيحة ان شقيقه اعدم بعد اعتقاله وهو سجن كل هذه السنوات بينما في الكويت ولبنان وعلى خلفية نفس التهمة وهي ضرب الاهداف الاميركية اعتقل المتهمون لمدد لاتتجاوز 7 سنوات .
وبالنسبة لقانون الاحزاب والسماح بالنشاط السياسي وحرية التعبير في سورية فقال سيأتي هذا اليوم على سورية دون شك وسيُسمح لجميع المنظمات والاحزاب بالعمل .
واما ماذا عن الغد فقال انه يريد ان يرى البحر ويتمنى ان يخرج ليرى الناس وردا على سؤال ايلاف هل سيتابع دراسته التي حرم منها في كلية الاداب قسم اللغة الانكليزية لانه سجينا سياسيا قال شيحة الدراسة شيء مهم لكنه سيبحث في البداية عن عمل لان العمل هو الكرامة واحد ابرز تجليات الحرية .
وردا على سؤال هل يشعر بالندم على مافعله بعد ان دفع ثمنا كل هذه السنوات من فقدان الحرية قال "انت افترضتِ في صيغة سؤالك ان هناك ندما ولكني اندم على شيء اذا كان لي مصلحة خاصة به وموضوع السياسة هو موضوع اخر فانا لي تصورات معينة عن العالم وعن دوري في هذا العالم وعندما اتبنى شأنا عاما اعرف انني اضحي وان التضحية تأخذ ابعادا كبيرة وان هناك الكثير مما اقدمه وطرح السؤال لايتم هكذا فالسؤال يتم بالشكل التالي وهو هل تستحق القضية التي تبنيتها كل هذه التضحيات وجوابي ان كل قضية تطرح مشروعا نبيلا من اجل المستقبل تستحق التضحية وان كان هناك خطأ في تصور المسألة او في تطبيقها فهذا نقد عقلاني لايخضع للاعتبارات فمسألة الثمن لاتتم عبر حسابه هل هو ثمن غالي او رخيص لان الموضوع ليس تجارة وبالنسبة لي فقد كرست نفسي للشأن العام".
اما والدة عماد شيحة فقد رأت في حديث مع "ايلاف" :" ان الثلاثين عاما التي قضتها في انتظار خروج ابنها عماد شيحة من السجن في كفة وال18 يوما الاخيرة في كفة اخرى فالناس تتوافد الى منزلها في دمشق منذ 19 الشهر الماضي لمعرفة مصير ابنها عماد والذي قيل لها بانه سيطلق سراحه وعاشت اياما قلقة بينماسعادتها الان لاتعادلها سعادة فقد انتهت ايام القلق وساعات الخيبة والحرقة عندما كان يصدر عفوا عن السجناء ولاتجد اسم ابنها موجودا فيه" .