بعد فشل لجنة الوساطة وسقوط أكثر من 180 قتيلا
القوات اليمنية تحكم سيطرتها على معاقل الحوثي

محمد الخامري من صنعاء: انهارت مساء أمس آخر آمال اللجنة الموسعة التي شكلها الرئيس اليمني علي عبدالله صالح يوم الأربعاء قبل الماضي والتي تضم في عضويتها 29 شخصية سياسية ودينية واجتماعية، في التوصل إلى حل او صلح اووساطة بين الحكومة اليمنية والزعيم الديني المتمرد حسين بدر الدين الحوثي ، إذ عادت اللجنة بكامل هيئتها وأعضائها مساء أمس الى صنعاء قادمة من محافظة صعدة (240 كيلو مترا شمال العاصمة اليمنية صنعاء) التي مكثت فيها عشرة أيام دون الخروج بالنتيجة المأمولة. وكان مصدر في اللجنة قد أكد لـ" إيلاف " أن اللجنة تراجعت يوم الأربعاء عن إكمال مساعيها حينما سبقتهم طائرات الاباتشي العسكرية لضرب المكان المتفق عليه للاجتماع بالحوثي.

وتقول الأنباء الواردة من ميدان المعركة ان القوات الحكومية شارفت على الحسم النهائي للمعارك لصالحها، إذ أسقطت خلال الساعات الـ 24 الماضية معظم المعاقل التي كان يتحصن فيها الزعيم المتمرد حسين الحوثي وأنصاره.وأضافت المصادر ان القوات الحكومية تمكنت مساء الخميس من السيطرة على آخر المعاقل الجبلية وهي، قلة عاصم، والشمري، والمجازين، والجميمة، بعد أن تمكنت قبل يومين من السيطرة على جبلي الحكمي والشرفة اللذين كانا أهم الحصون التي يتمركز فيهما أنصار الحوثي، بالإضافة إلى السيطرة التامة على منطقة مصنعة الغلول ، كما أن القوات الحكومية تقوم حالياً بتمشيط قرية مران منذ ظهر اليوم بحثاً عن زعيم التمرد حسين الحوثي الذي تؤكد بعض المصادر القبلية انه لم يخرج منها.

وقال مصدر عسكري في ميدان المعركة لـ" إيلاف " انه لا يستبعد ان يكون الحوثي قد قتل في غارة شنها الجيش على معقله في جبل الحكمي بمنطقة مران ظهر اليوم ، مشيرا إلى ان القوات العسكرية بدأت حملة تمشيط واسعة لجميع القرى الواقعة في محيط جبال الحكمي والشرفة بعد أن فرضت سيطرتها الكاملة عليهما.
وحول عدد القتلى الذين سقطوا منذ تجدد المواجهات يوم الأربعاء قال مصدر حكومي ان من الصعب على السلطات معرفة العدد الدقيق للقتلى بسبب صعوبة الاتصال بالمناطق التي وقعت فيها تلك المواجهات ، مشيرا إلى انه يعتقد أن العدد كبير مقارنة بالأيام السابقة منذ بداية الحملة العسكرية في 19 حزيران (يونيو) الماضي.
من جانبه قال مصدر طبي في مستشفى السلام بمدينة صعدة إن اكثر من 20 شخصا على الأقل من العسكريين قتلوا في مواجهات اليوم ووصلت جثثهم إلى المستشفى، بينما وصل عدد الجرحى الذين أسعفوا في المستشفى إلى ما يقارب الـ70 جريحا ، مشيرا إلى أن هناك العديد من الجثث لعسكريين ومدنيين نقلت بطائرات الهيلكوبتر الى مدينتي حجة والحديدة ، بالإضافة الى نقل العديد منهم الى المستشفى العسكري بصنعاء.

وأشارت مصادر عسكرية الى ان القوات الحكومية استولت على مخازن أسلحة تابعة للحوثي بعد سيطرتها على مناطق التي كان يتحصن بها ، مشيرة الى ان المخازن احتوت على قذائف آر بي جي، ورشاشات متوسطة، وكمية من الذخائر.

ونشرت بعض وسائل الإعلام تقارير إخبارية، غير مؤكدة، عن ان القوات الحكومية ألقت القبض على الحوثي لكنها تخفي اعتقاله ، لكن مسؤولين حكوميين اتصلت بهم "إيلاف" رفضوا تأكيد أو نفي تلك التقارير، مشيرين إلى أن الأوامر صارمة بعدم التصريحات الصحافية و"ممنوع الاستدراج".