أسامة مهدي من لندن:دعا متحدث باسم رجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر في بغداد اليوم الاف الشيعة الى تنظيم مسيرة الى النجف فيماقالت مصادر مقربة من رجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر انه اصيب بجراح في المواجهات الدائرة في النجف بين جيشه والقوات العراقية والاميركية، كما ذكر ان السلطات اكتشفت مخططا لتهريب رجل الدين المتشدد مقتدى الصدر إلى البلد المجاور، في المقابل قال وزير الداخلية فلاح النقيب إن الصدر لم يصب وطلب الخروج من النجف وتجري مفاوضات برئاسة مستشار الأمن القومي موفق الربيعي للتوصل إلى حل للوضع الأمني المتفاقم في المدينة، فيما حذر المرجع الديني اية الله السيد تقي المدرسي من اندلاع حرب اهلية في البلاد.وأكد متحدث باسم الصدر في بغداد ان الصدر أصيب بجراح محدودة في الساعة السابعة من صباح اليوم بالتوقيت المحلي "الرابعة بتوقيت غرينتش" موضحا أنه أصيب بشظايا في صدره وذراعه خلال وجوده في مرقد الإمام علي وسط مدينة النجف لكنه في حالة مستقرة كما ابلغ قناة العربية اليوم، وأضاف أن الصدر أصيب في قصف أميركي لموقع كان يتحصن بمدينة النجف ونقل على أثره إلى جهة غير معلومة. وأشار مساعدو الصدر إلى أنه دعا مساعديه إلى الاستمرار في القتال بينما اعتلى قناصة الجيش الاميركي سطوح البنايات العالية في مركز النجف ووجهوا نيرانهم ضد كل جسم يتحرك.

في وقت سابق قال مسؤولون عراقيون إن مقتدى الصدر قد يكون محاصرا داخل مسجد الإمام علي بالنجف مع الآلاف من أتباعه موضحين أن مسلحيه يشنون هجمات بقذائف المورتر على القوات الأميركية والعراقية، كما قامت بتلغيم المنطقة المحيطة بمسجد الامام، وكانت قوة من مشاة البحرية الأمريكية "المارينز" قد اقتحمت امس منزل مقتدى الصدر في النجف دون أن تعثر له على أثر.
وشهدت النجف قتالا عنيفا أمس بين القوات الأمريكية المدعومة بالآليات العسكرية الثقيلة وبين أنصار الصدر في عمليات عسكرية واسعة وصفها المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية بالاختبار الحاسم للحكومة العراقية.

وتأتي هذه المعلومات في وقت قالت مصادر عراقية إن الفوج رقم 606 بقيادة اللواء حكمت عبد الحليم في منطقة العمارة الجنوبية قد التحق بقوات جيش المهدي. وهدد المجلس المحلي لمدينة العمارة بالانفصال عن حكومة بغداد إذا استمر الهجوم الاميركي على مدينة النجف. ولوحظ انسحاب دوريات الشرطة من المدن العراقية مع تصاعد هجمات المقاومة احتجاجا علي اقتحام النجف وكان عشرات الشرطة انضموا إلى الصدر في مدينة البصرة الجنوبية امس.

وقال مسؤول عراقي بارز إن الاستخبارات العسكرية الأميركية والعراقية اكتشفت مخططا ايرانيا لتهريب مقتدى الصدر وعدد من معاونيه الاقربين إلى ايران عبر الحدود برغم إعلانه أنه مستعد للموت في النجف، وأن القوات الاميركية وقوات الحرس الوطني العراقي سدت كل المخارج والمداخل من النجف وإليها بحيث لم يعد هناك أي أمل له ولعناصر الاستخبارات الايرانية المكلفين بتهريبه والعالقين بداخلها في مغادرتها بعد الآن.

وأوضح المسؤول القريب من رئيس الوزراء إياد علاوي أن اكتشاف خطة تهريب الصدر حصل عندما التقطت أجهزة الرقابة الاميركية المتطورة اتصالات هاتفية بين إيرانيين في النجف ومسؤولين عنهم في طهران, طالبوا خلالها بتعديل بعض جوانب خطة تهريب الصدر بعدما تم حصار الصحن الحيدري في المدينة بشكل لم يعد يستطيع معه أحد من المقاتلين أو قادتهم اختراقه وبعد سقوط مقابر النجف بصورة شبه كاملة، حيث كانت مركز ثقل المسلحين الذين قضي على المئات منهم تحت قصف الطائرات والصواريخ ومدافع الدبابات الاميركية المستمر منذ ثمانية ايام كما ابلغ صحيفة " السياسة " الكويتية اليوم.

وقد سيطرت القوات العراقية والأميركية الذين تعززهم الطائرات والدبابات على قلب مدينة النجف في هجوم كبير لسحق مسلحي الصدر في جيش المهدي التابع له.

وقصفت طائرات حربية وطائرات هليكوبتر مواقع أنصار الصدر في المقبرة القديمة القريبة من ضريح الامام علي بن ابي طالب، فيما اقتحمت القوات الاميركية منزل الصدر في وسط النجف لكنه لم يكن موجودا فيه حيث يعتقد أنه محاصر الآن داخل مرقد الامام علي مع المئات من انصاره من مسلحي جيش المهدي.
ومن جهته حذرالمرجع الديني الشيعي آية الله السيد محمد تقي المدرسي من تحول المعارك الدائرة في النجف إلى حرب أهلية وطالب أبناء الشعب العراقي بالخروج في مظاهرات سلمية إلى حين توقف اراقة الدماء.

وقال المدرسي في بيان له من مدينة كربلاء (110 جنوب بغداد) إن ما يجري في مدينة النجف وسائر المدن العراقية يعتبر إنتهاكاً للحرمات وتعدياً على المقدسات وسفكاً للدماء البريئة، ما ينذر بحرب أهلية طاحنة، داعيا إلى نبذ العنف ووقف جميع العمليات العسكرية وسحب القوات الأجنبية من المدن فوراً طالبا من الجيش والشرطة وكافة المسلحين الإمتناع عن الإشتراك تجنبا للوقوع في حرب أهليه.

شدد على ضرورة حل المشاكل العالقة عبر المفاوضات حقناً للدماء وصوناً للوحدة الوطنية، وقال إن من الواجب على جميع أبناء الشعب العراقي أن يحتج على ما يجري من قتل الأبرياء وإنتهاك المقدسات وقصف المدن بالطائرات عبر المظاهرات السلمية إلى أن يتم وقف ذلك ..

وفيما يلي نص البيان :
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله سبحانه : وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ . صدق الله العلي العظيم.
أيها المؤمنون..
إن ما يجري في مدينة النجف الاشرف وسائر المدن العراقية يعتبر إنتهاكاً للحرمات وتعدياً على المقدسات وسفكاً للدماء البريئة من ما ينذر بحرب أهلية طاحنة وعليه أدعو الجميع إلى نبذ العنف ووقف جميع العمليات العسكرية وسحب القوات الأجنبية من المدن فوراً كما أدعو الجيش والشرطة وكافة المسلحين إلى الإمتناع عن الإشتراك فيما قد تتحول إلى حرب أهليه، كما أدعو إلى حل المشاكل العالقة عبر المفاوضات حقناً للدماء وصوناً للوحدة الوطنية.
إن من اللازم اليوم على جميع أبناء الشعب العراقي أن يحتج على ما يجري من قتل الأبرياء وإنتهاك المقدسات وقصف المدن بالطائرات عبر المظاهرات السلمية إلى أن يتم تحقيق هذه المطالب الشرعية، كما أدعو المسلمين في خارج العراق إلى مساندة الشعب العراقي للخروج من محنته الراهنة وعلى المؤمنين جميعاً المحافظة على الممتلكات العامة والخاصة وعلى أرواح الأبرياء في جميع الأحوال.
أسأل الله العلي القدير أن يحفظ هذا الوطن ويحقن دماء المسلمين ويعيد الأمن والإستقرار إلى البلاد.

واشنطن تقلل من اهمية دورها في ادارة الوضع في النجف
وفي ردود الفعل قللت واشنطن امس الخميس من اهمية الدور الذي تلعبه لدى الحكومة العراقية لادارة الوضع في مدينة النجف المقدسة حيث تدور معارك ضارية واكدت ان قواتها لا تنوي الهجوم على ضريح الامام علي. وقال مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية ادم ايرلي ان الولايات المتحدة لا تقوم الا بدور استشاري محدد مؤكدا ان "الحكومة العراقية لها مواقف حازمة حول فرض سلطتها في كل انحاء البلاد بما فيها النجف، فهي تسعى الى هذا الهدف". واضاف ايريلي امام الصحافيين "بالنسبة للولايات المتحدة ولمشاركتنا في القوة المتعددة الجنسيات، اننا على اتصال وثيق بالحكومة العراقية بشان هذا التحرك".

وامتنع المتحدث عن الرد على الاسئلة حول المعارك الدائرة في النجف وعن التعليق على ما تقدمه الولايات المتحدة من نصائح للسلطات العراقية. وقال ايريلي "المسالة ليست في ما تفعله الولايات المتحدة، فالمسالة هي كيف تواجه الحكومة العراقية التحديات لارساء سلطتها وكيف نتحرك مع الحكومة العراقية لنساعدها". واكد "لا نريد ان نهاجم الاماكن الاسلامية، فهذه ليست طريقتنا.

بوش: الولايات المتحدة لن تبقى في العراق "يوما واحدا اكثر مما هو ضروري"
في المقابل اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش مساء امس ان الولايات المتحدة لن تبقى في العراق "يوما واحدا اكثر مما هو ضروري" وانتقد نية منافسه الديموقراطي جون كيري تحديد موعد لتقليص القوات الاميركية في العراق.

وردا على سؤال للتلفزيون الاميركي سي ان ان حول توقعات سحب القوات الاميركية من العراق (نحو 140 الفا) قال بوش "الاجندة هي التالية: لن نبقى يوما واحدا اكثر مما هو ضروري. والقادة على الارض هم الذين يعلموننا بهذا الوقت".

وانتقد الرئيس الجمهوري كيري الذي قال "سنقلص إلى حد كبير حجم قواتنا في الاشهر الست بعد وصوله إلى الحكم في حال انتخابه. وقال بوش "هذا وكاننا نقول للعدو: انتظر ستة اشهر ويوما واحدا. او نقول للعراقيين ان الاميركيين ليسوا جديين" واضاف بوش "من المهم بمكان لنا الا نحدد جدولا زمنيا".

قتيل وثلاثة جرحى في هجوم لميليشيا جيش المهدي على مقرين للشرطة في السماوة
هذا واكد مصدر في الشرطة المحلية في محافظة السماوة التي تبعد 250 كيلومترا جنوب بغداد ان عناصر من ميليشيا جيش المهدي التابعة للزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر هاجمت ليل الخميس الجمعة مقرين للشرطة في وسط المدينة مما ادى الى سقوط قتيل وثلاثة جرحى.

وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان عناصر مسلحة من ميليشيا جيش المهدي هاجموا مبنى مديرية شرطة السماوة ومركز شرطة الجمهوري وسط المدينة بعد الساعة الواحدة من اليوم الجمعة". واضاف ان "الهجوم على هذين المقرين استمر حوالى اربع ساعات وحصلت فيه اشتباكات بين عناصر الشرطة التي كانت تحرس المقرين وجيش المهدي". واوضح المصدر نفسه ان "احد عناصر جيش المهدي قتل وجرح اثنان آخران شرطي في الاشتباكات"، موضحا ان "اربعة من عناصر جيش المهدي يحملون اسلحة ومتفجرات اعتقلوا". واكد ان "الهجوم ادى ايضا الى اضرار في عدد من سيارات الشرطة والمنازل المحيطة بهذين المقرين".

مقتل سبعة عراقيين في هجمات اميركية على الكوت جنوب بغداد
أما في الكوت فذكر مصدر طبي ان سبعة عراقيين قتلوا وجرح 34 آخرون عندما قصفت القوات الاميركية مواقع يشتبه بايوائها عناصر من ميليشيا جيش المهدي التابعة للزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر ومقرا للحرس الوطني العراقي بطريق الخطأ في الكوت (175 كلم جنوب بغداد).

وقال الطبيب عبد القادر عرار مدير مستشفى الكوت ان "ستة عراقيين قتلوا بينهم امرأة واصيب عشرون آخرون بجروح عندما قامت قوات اميركية بمهاجمة حي عزت علي المطل على ضفاف نهر دجلة". واضاف عرار ان "احد عناصر الحرس الوطني قتل واصيب اربعة عشرة اخرون بجروح عندما قصفت القوات الاميركية عند الساعة الثانية من اليوم الجمعة عن طريق الخطأ احد مقرات الحرس الوطني".

وقالت القوات المتعددة الجنسيات في بيان الخميس ان الوضع في الكوت "لا يزال خطيرا والمعارك يمكن ان تندلع في اي لحظة"، موضحة ان القوات الاميركية "يمكن ان تتدخل اذا ما اندلعت المعارك مرة ثانية في هذه المدينة". واضافت ان "المحافظ الذي يتمتع بالسلطة الشرعية في المنطقة له الحق في ان يطلب من قيادة القوات متعددة الجنسيات في العراق بتقديم المساعدة من قبل القوات الاميركية للتدخل".

خطف صحافي بريطاني في جنوب العراق
على صعيد آخر خطف مسلحون صحافيا بريطانيا من الفندق الذي يقيم فيه في مدينة البصرة في جنوب العراق، حسبما ذكرت ادارة الفندق الذي يقيم فيه. وقال احد العاملين في الفندق طلب عدم كشف هويته ان حوإلى عشرين رجلا ملثما يرتدي بعضهم بزات الشرطة اقتحموا فندق وطلبوا من موظف الاستقبال سجل النزلاء. واضاف ان احد هؤلاء المسلحين قال له "كيف تجرؤون على قبول اجانب في فندقكم"، قبل ان "يتوجهوا (المسلحون) إلى الطوابق العليا".

وتابع "سمعنا بعد ذلك عيارين ناريين ثم ظهروا وهم يقتادون الصحافي البريطاني معهم"، موضحا ان الصحافي "كان ينزف". ولم يؤكد متحدث بريطاني في البصرة عملية الاختطاف، لكنه قال "نعمل مع السلطات المحلية للتأكد من حقيقة الامر".

وقال موظف آخر يعمل في الاستقبال ان "الصحافي مسجل باسم جيمس اندرو ويعمل لصحيفة "صنداي تلغراف" البريطانية. ولم يؤكد متحدث بريطاني في البصرة عملية الاختطاف، لكنه قال "نعمل مع السلطات المحلية للتأكد من حقيقة الامر".

وتأتي عملية الخطف هذه بعد يوم واحد من تحذير وجهته مجموعة تطلق على نفسها اسم "ابو العباس" إلى جميع العاملين مع القوات البريطانية الحليفة الرئيسية للقوات الاميركية من انهم سيتعرضون للقتل.

الافراج عن رهينة اردني في العراق
على صعيد آخر، اعلنت وكالة الانباء الاردنية (بترا) نقلا عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاردنية علي عايد انه تم الافراج عن رجل الاعمال الاردني جمال صادق السلايمة الذي خطف خلال الاسبوع الجاري في العراق. وقال العايد ان "سفارة الاردن في بغداد تلقت نبأ الافراج عن السلايمة" مساء الخميس.

وكان السلايمة (63 عاما) خطف من منزله في بغداد. وقال نجله ان خاطفيه يطالبون بفدية تبلغ 250 الف دولار.ولم يعرف ما اذا كانت الفدية دفعت.وافرج في الايام الماضية عن سبعة اردنيين خطفوا في تموز/يوليو في العراق، دفع رجل اعمال بينهم فدية للافراج عنه بينما اطلق سراح الآخرين بفضل "وسطاء عراقيين.

تعزيز الاجراءات الامنية في السلفادور بعد تهديدات لاسلاميين على موقع على الانترنت
في سياق متصل صرح وزير الداخلية السلفادوري رينيه فيغيروا ان السلطات السلفادورية عززت الاجراءات الامنية على الحدود وفي المرافىء والمطارات بعد تهديدات جديدة اطلقتها مجموعة اسلامية تعارض ارسال مزيد من الجنود السلفادوريين الى العراق.

وجاء هذا التصريح بعد ان توعدت "جماعة التوحيد الاسلامية" على موقع على الانترنت بان تعيش القوات السلفادورية "الجحيم" اذا ارسلت الحكومة قوات جديدة في 17 آب/اغسطس كما هو مقرر.

وقال وزير الداخلية "ندقق في كل التحركات وعمليات الدخول وخصوصا للاشخاص الذين لا يزورون السلفادور عادة". واوضح ان مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) والشرطة الدولية (انتربول) يتحققان من صحة التهديدات التي لم تؤكد حتى الآن.
وكانت "جماعة التوحيد الاسلامية" قالت في "رسالة موجهة الى حكومة السلفادور وغيرها من الدول التى تسعى الى ارسال قوات الى العراق" ان الدول التي ترسل قوات الى العراق "سيكون مصيرها الجحيم كما حدث فى اسبانيا وغيرها من البلدان". واضافت "لن نتهاون ولن نتوقف عن الرد (...) لذا ننصح الشعب السلفادوري بعدم ارسال ابنائه الى العراق"، مؤكدة انها في غير الحالة "لا تفهم سوى لغة السيارات المفخخة ولغة الدم التى سوف تنطق وسوف تسمع".

وكان الرئيس السلفادوري انطونيو سقا اكد الاسبوع الماضي بعد تهديدات اطلقتها "كتائب محمد عطا-تنظيم القاعدة" ان بلاده لن ترضخ للتهديد.

من جهة اخرى، تظاهر حوالى مئتي شخص امام البرلمان في سان سلفادور وهم يرددون هتافات معادية لوجود جنود سلفادوريين في العراق. يذكر ان السلفادور هي الدولة الاميركية اللاتينية الوحيدة التي تتمتع بوجود في العراق حيث وصلت طلائع قواتها في ايلول/سبتمبر الماضي الى مدينة النجف الشيعية جنوب بغداد.

بولندا تستعد لانسحاب جزئي من العراق في 2005
كما اعلن رئيس الاركان البولندي جيسلاف بياتاس في وارسو ان بولندا التي تتولى قيادة قوة متعددة الجنسيات تضم 6500 رجل بينهم 2500 جندي بولندي في العراق، تستعد لانسحاب جزئي من العراق في 2005 .

وقال بياتاس لصحافيين ان "مهمة قوتنا الحالية في العراق هي ايجاد الظروف الملائمة للحد من وجودنا العسكري". واضاف "سندرس في ايلول/سبتمبر عدة خيارات حسب تطور الوضع"، موضحا ان بولندا ستترك في العراق "كمية من المعدات" وستبقي وحدات في حالة تأهب "يمكن نقلها الى العراق اذا احتاج الامر". وقال الجنرال بياتاس ان جنود القوة المتعددة الجنسيات يجب ان يغادروا المدن العراقية الكبرى قبل نهاية 2004 ليتمركزوا في قواعد بينما ستغادر القيادة البولندية قاعدتها الحالية في بابل لنقلها الى مكان آخر.

من جهته، قال نائب وزير الدفاع البولندي يانوش جيمكي ان "القوات البولندية في العراق ستقلص الى حد كبير في 2005"، مؤكدا ان عديد القوات البولندية "سيحدد حسب الوضع السياسي وخصوصا الامن في العراق".
واضاف "سنخفض عدد القواعد التي يتمركز فيها الجنود البولنديون (...) وستنقل قاعدة كربلاء الى مكان اكثر امانا بعيد عن المدينة".

وكانت القوات البولندية نقلت الى القوات الاميركية الاثنين الاشراف على محافظتي النجف والقادسية العراقيتين اللتين تتولى ادارتهما مع ثلاث محافظات اخرى منذ عام تقريبا في قطاع يقع في جنوب بغداد.

فضل الله يحذر من اجتياح الاماكن المقدسة

من جهته، حذر المرجع الديني الشيعي اللبناني السيد محمد حسين فضل الله اليوم من "ثورة اسلامية عربية" اذا اجتاحت القوات الاميركية الاماكن المقدسة في النجف الاشرف ولو ب"رخصة" من الحكومة العراقية داعيا الى حل المسألة سلميا.

ودعا المرجع الذي يتخطى نفوذه الديني لبنان في خطبة الجمعة "الشعب العراقي والشعوب العربية والاسلامية تقف مع النجف الاشرف ضد الهجوم الاميركي على مقداستها وانتهاك حرماتها ليعرف الاحتلال بانه لا يملك اية حرية في اجتياح المقدسات ولتعرف السلطة (العراقية) بانها لا تملك اعطاء الرخصة للاحتلال".

وقال المرجع الذي امضى سابقا سنوات دراسة طويلة في النجف "نحذر الجميع من ثورة عربية اسلامية اذا امتدت الجريمة في حرمة القداسة". واضاف ان "الشعب يريد من السلطة العراقية ان تعالج الامور بالحكمة والوسائل السلمية والحوار الموضوعي الذي يتناسب مع المصالح العامة".

وانتقد المرجع الشيعي المعروف باعتداله، موافقة الحكومة العراقية على قصف القوات الاميركية للنجف. وتساءل "كيف منحت قوات الاحتلال الحق في قصف اي مكان في المدينة المقدسة بما يؤدي الى امتداده للمرقد المقدس (مرقد الامام علي بن اي طالب) بشكل مقصود وغير مقصود".

وتابع "هل المرحلة التي يمر بها العراق في الوقت الحاضر تسمح باللجوء الى العنف من قبل الحكومة المؤقتة؟ وهل تملك فرض ارادتها بالقوة التي لن تكون قوة عراقية بل قوة دولية بقيادة اميركية يجد فيها الشعب العراقي امتدادا للاحتلال حتى لو تغطى بغطاء سيادي لا واقع له؟".