خديجة العامودي من الرباط: يعيش كريستيان شيزنو وجورج مالبرونو منذ سنوات في منطقة الشرق الأوسط. ربطتهما علاقة صداقة بعد التقائهما في عمان قبل ثلاثة أعوام، منذ ذلك الحين لم يفترقا أبدا حتى أثناء قيامهما بتحقيقات صحافية.
عرف الصحافيان بكونهما خبيران في شؤون الشرق الأوسط خاصة العراق ولهما عدة إصدارات اشتركا في تأليفها ونشرت أخيرا منها "صدام حسين، صورة شاملة" و"سنوات صدام" ويعرض المؤلف الأخير لشهادات للمترجم الخاص للرئيس لعراقي المخلوع صدام حسين، الذي سهل لهما التعرف على خبايا عدد من المؤسسات العراقية السابقة خاصة مؤسسة الجيش.
قبل أن ينتقل إلى العاصمة الأردنية منذ أواخر 1999، تعرف شيزنو على العالم العربي وطبيعة المجتمعات العربية من خلال تعاونه مع اليومية المصرية "لوبروغري إيجيبسيان". وبعد انتهاء عقد عمله مع الصحيفة ظل في القاهرة حيث عمل مراسلا لعدد من الصحف الفرنسية. لكنه عاش تلك الفترة وفق شروط مادية صعبة.
قبيل اندلاع حرب الخليج الأولى قرر شيزنو العودة إلى فرنسا، في تلك الفترة كانت فكرة الذهاب إلى الشرق الأوسط تشغل الأوساط الصحافية العالمية.
وتقول صحيفة (لوموند) إن كريستيان تعلم العربية في الفترة التي قضاها في مصر وازداد شغفه بالشرق. حينما عاد إلى فرنسا عمل في العديد المجلات التلفزيونية بعيدا عن طموحاته ومؤهلاته واهتمامه بالشرق الأوسط.
وسافر عدة مرات إلى الأراضي الفلسطينية على حسابه الخاص، وفي تلك الفترة سيصدر كتابه "معركة الماء في الشرق الأوسط" الذي بات مع مرور الوقت مرجعا يعتد به.
بعد ذلك ستعرض عليه مجلة "هيدروبليس" المتخصصة في الرهانات الإستراتيجية للماء منصب رئيس تحرير للمجلة، غير أن قبوله للعرض لم يثنه عن الاشتغال على قضايا العالم العربي، إذ أصدر بتعاون مع الصحافية والمترحمة الفلسطينية جوزيفين لاما كتاب "فلسطينيو 1948-1998 جيل الفدائيين من الكفاح المسلح إلى الحكم الذاتي".
في 1999 تخلى كريستيان عن رفاهية رئاسة التحرير لمجلة هيدروبليس كي يستقر في العاصمة الأردنية عمان. هناك عمل مراسلا لعدد من الصحف الفرنسية (لوبوان، لاتريبين دو جونيف، لوموند ديبلوماتيك، أرابيا...)، كما عمل مراسلا لإذاعة فرنسا وإذاعة فرنسا الدولية. وعرف باحتفائه وترحيبه الكبير بزملائه وأصدقائه الذين يقومون بزيارات لعمان، كما أنه كان لا يتردد في مقاسمتهم معرفته الواسعة بالشرق الأوسط.
هكذا تعرف على الصحافي جورج مالبرونو الذي يعمل مراسلا منذ 1994 لفائدة قناة تلفزيونية وعدد من الصحف الجهوية الفرنسية منها "ويست فرانس" و"إيست ريبيبلوكان".
مالبرونو سيبدأ مسيرته المهنية مع وكالة الأنباء الفرنسية لكنه سيقرر أن يضع مساره المهني رهن إشارة قضايا الشرق الأوسط. وإلى جانب مؤلفه "الانتفاضة" سينجز عدداً من التحقيقات الصحافية لفائدة "لوفيغارو" منذ عام 2000.
جمعت الصحافيين اللذين تقاسما عشق الشرق صداقة متينة إلا أن أصبحا لا يفترقان حتى أثناء إنجازهما لتحقيقات صحافية. وهما من الصحافيين الغربيين الأوائل الذين دخلوا إلى جنوب لبنان مباشرة بعد جلاء القوات الإسرائيلية.
كان كريستيان شيزنو وجورج مالبرونو صلة الوصل بين الشرق والغرب، أحبا الأول وتفهما دائما ثوراته ونضالاته، دون أن ينكرا انتماءهما للثاني. وأحد مؤلفاتهما الأخيرة لم يهده الكاتبان إلى أقربائهما ولكن إلى الشعب العراقي.
التعليقات