الياس توما من براغ : أحبطت وزارة الخارجية التشيكية محاولة تصدير رادار " فييرا " التشيكي المتطور والقادر على الكشف عن طائرات " ستيلث " الأمريكية إلى مصر.وأكد القسم الصحفي في وزارة الصناعة والتجارة التشيكية أن موقف الخارجية التشيكي السلبي جعل شركة "اومنيبول " المتخصصة ببيع السلاح تتوقف عن إجراء المفاوضات مع مصر بشان بيعها هذا النوع من الرادارات التشيكية المتطورة .

بالمقابل ذكر وزير الخارجية التشيكي تسيريل سفوبودا أن الولايات المتحدة ستشتري أحد هذه الرادارات من تشيكيا لإجراء التجارب عليه معبرا عن أمله بان تتمكن براغ بعد بيع هذا الرادار إلى الولايات المتحدة من بيعه إلى دول أخرى في حلف الناتو.

ويأتي بيع هذا النوع من الرادارات بعد أن أوقفت الحكومة التشيكية السابقة برئاسة فلاديمير شبيدلا صفقة كان سيتم بموجبها بيع ستة رادارات من هذا النوع إلى الصين مقابل عدة ملايين من الكورونات وذلك بعد الضغوط القوية التي مارستها الإدارة الأمريكية على براغ لثنيها عن إتمام الصفقة متذرعة بان ذلك يهدد أمن قواتها وتحركاتها قرب السواحل الصينية وتايوان .

وعلى الرغم من حديث الخارجية التشيكية عن أن بيع هذا الرادار إلى الولايات المتحدة يمكن أن يفتح المجال لاحقا لشراء واشنطن المزيد من هذا النوع من الرادارات إلا أن الكثير من الخبراء التشيك بالتسلح يعتقدون بان الولايات المتحدة ستكتفي بشراء رادار واحد لإجراء تجارب عليه بهدف تطوير طائرة ستيلث بالشكل الذي لا يستطيع فيه هذا الرادار مستقبلا الكشف عن هذه الطائرة.

وتقول الصحيفة الاقتصادية التشيكية إن اتحاد صناعة التسليح التشيكي ينتقد السلطات التشيكية ولاسيما الخارجية بسبب حدها من صادرات السلاح التشيكية إلى الخارج وأكد رئيس الاتحاد ييرجي هينيك أن الوضع تدهور إلى درجة انه طلب الاجتماع بوزير الخارجية التشيكي لبحث المسالة باعتبار أن الخارجية هي إحدى الجهات الرسمية التشيكية المخولة بإعطاء أو حجب رخصة تصدير السلاح إلى الخارج .
ويؤكد هينيك أن إجراءات منح رخص بيع السلاح يتم تأخيرها أو رفض الطلبات مشيرا إلى أن الشركات التشيكية منعت هذا العام على سبيل المثال من بيع مسدسات إلى كولومبيا ويتم الآن تعقيد بيع ذخيرة إلى الفيليبين
وتنفي وزارة الخارجية الاتهام بأنها تضع شروطا صارمة لتصدير السلاح التشيكي الى الخارج مؤكدة أنها رفضت في النصف الأول من هذا العام عشر طلبات لبيع السلاح كانت قيمتها نحو عشرة ملايين كورونات في حين أعطت الموافقة على مئات الطلبات الأخرى قيمتها المالية بعدة مئات من الملايين .
وتؤكد الصحيفة الاقتصادية التشيكية أن هذه الأرقام غير دقيقة وان إحباط تصدير رادارات فييرا إلى الصين جعل الخسارة بالنسبة لشركة "اومنيبول " التشيكية بعدة ملايين من الكورونات كما أن إحصاء الوزارة يغيب منه عدم موافقة الخارجية التشيكية على بيع مصر هذا النوع من الرادارات
وترفض الخارجية التشيكية تبرير سبب رفضها بيع مصر هذا النوع من الرادارات مكتفية بالقول عبر قسمها الصحفي بأنه من غير الممكن التعليق على كل حالة تجارية أولا بسبب حمايتها الأسرار التجارية وثانيا لان بعض إجراءات البت تحتاج إلى وقت طويل وان الموضوع لم يغلق بعد .
وتؤكد الأوساط المشتغلة بتجارة الأسلحة التشيكية أن هنالك اهتمام دولي بشراء رادارات فييرا وانه يوجد الآن أمام وزارة الصناعة والتجارة التشيكية طلبا من باكستان لشراء هذا النوع من الرادارات وان البت في المسالة لا يزال قائما
وكانت الخارجية التشيكية قد رفضت في السابق بيع رادار فييرا إلى باكستان وكذلك عبرت عن موقف مماثل وزارة الدفاع بسبب خوفها من أن يؤدي بيع الرادار إلى باكستان من إفشال مشروع بيع التشيك طائرات ال 159 العسكرية للتدريب وفي النهاية لم تقم الهند بشراء هذه الطائرات .
وتبدي الآن حسب الأوساط الرسمية التشيكية ماليزيا أيضا رغبة بشراء هذا النوع من الرادارات الذي يعتبر فريدا في العالم كونه يستطيع رصد كافة أنواع الطائرات بما فيها ستيلث الأمريكية كما انه لا يتم كشفه ولا يدخل الآن سوى في تسليح لجيش التشيكي .