انتقدت مصادر سورية تصريحات رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الاسرائيلي الجنرال اهارون زئيفي للاذاعة الاسرائيلية العامة،واعتبرتها لا تخدم الا التصعيد،وضمن توجه عام من جلّ الاسرائيليين وبعض الاميركيين بهدف ايجاد بؤرة صراع يمكن ان يبنى عليها موقف مفاده بان من الممكن ان يقدم السوريون نتيجة هذه البؤرة تنازلا جوهريا، واعتبرت المصادرانه اذا ما كانت اسرائيل تفكر بهذا فهي لاتراكم التجربة لان سورية تستطيع ان تنتظر ولكن السؤال هل من مصلحة اسرائيل والعالم هذا الانتظار المكلف والذي يخلق وقائع تتجاوز الصراع الى ماهو اخطر من خلق بؤر لايمكن ضبطها . واضافت المصادر ان النداء هنا هو نداء للعقلانية السياسية في مواجهة اللاعقلانية الاسرائيلية واللاعقلانية لدى المحافظين الجدد.
وفي هذا الصدد قال الكاتب والمحلل السياسي عماد شعيبي بان هذه تصريحات زئيفي ليست جديدة فهي خط الليكود منذ زمن طويل وهي ترى بان كل مقاومة هي ارهاب يساعدها اليوم في تنامي هذا المفهوم وجود فوبيا الارهاب في الولايات المتحدة وعصاب الولايات المتحدة بعد 11 من ايلول والهدف من كل هذه اللعبة الاسرائيلية هي تثبيت مقولة قالها لي بوضوح عضو الكونغرس الاميركي توم لانتوس وهي ان على العرب ان يقبلوا بالسلام مقابل لاشيء لانهم خسروا الحرب في 1967.
واستغرب شعيبي ان يرى لانتوس ان على العرب خسارة ارضهم مقابل السلام كما خسرت بولندا عشر اضعاف الجولان ، مشيرا ان الليكود يعتقد ان منطقه هو منطق المنتصر وهو ذات المنطق الذي تفوه به نتنياهو في كتابه "مكان تحت الشمس" .
واكد شعيبي "ان السلام لايمكن ان يقوم على الغاء الاخرين ولا ينبغي ان يبنى على منطق المنتصر الاوحد و الخاسر الاوحد وبالتالي المسالة برمتها تتلخص بالمعادلة التالية : انهم اذا كانوا يتوهمون انهم يستطيعون الغاء المقاومة بدعوى الارهاب فهم سذج لان المقاومة مشروعة بالقانون الدولي ثم ان هذا المنطق لن يوصلهم لشيء بالعكس فهم فهو سيشعل المنطقة وسيزيد من التطرف وهم الذين صنعوا مع الاميركيين ظاهرة بن لادن واذا استمروا في اتهام الشعوب التي تقاوم بانها ارهابية فسيزيدون الارهاب لان الارهاب الذي يصنعونه ياتي نتيجة للاحباط ".وراى شعيبي "ان هذه التصريحات لاتجر المنطقة الا لمزيد من التصعيد فاذا كانوا يريدون التصعيد فعلا فهذا يعني انهم يلعبون بالنار وعليهم ان يتذكروا دائما درس اللعب الاميركي بالنار العراقية وهو درس لم ينته بعد ونحن لانقول هنا شعارات انما نتحدث بلغة السياسة لان الولايات المتحدة تريد الخروج من المستنقع الذي دخلته نتيجة ايديولوجيا المحافظين الجدد ".
وطلب شعيبي من المصرح الاسرائيلي وغيره ان يقراوا كتابي كلينتون وروس الذين اكدا ان سورية تريد السلام بينما باراك لم يكن يريد ذلك.
واعتبر شعيبي ان هناك طرقا مختلفة للسلام بعضها يسيل انهارا من الدم وبعضها الاخر اقصر واقرب وهو باعادة الارض الى اصحابها والكف عن اختراع مقاييس جديدة للعمل السياسي الدولي تتجاوز القانون الدولي الذي حكم المقاومة المشروعة والقانون الدولي هو القاسم المشترك بين الجميع. وكان الجنرال زئيفي صرح ان الرئيس السوري بشار الاسد "يعتبر الارهاب سلاحا استراتيجيا لاستخدامه ضد اسرائيل حتى توقيع اتفاق لسلام شامل".
واضاف انه "بالنسبة لعرفات الارهاب يشكل وسيلة للتعويض عن التفوق العسكري الاسرائيلي حتى تحقيق كل الاهداف المتعلقة بالدولة الفلسطينية".
التعليقات