بهية مارديني من دمشق :قال رئيس البرلمان السوري محمود الابرش ردا على ما يثار من مطالب لتعديل الدستور السوري تجاه إلغاء المادة الثامنة التي تنص على قيادة حزب البعث للدولة والمجتمع "إن حزب البعث العربي الاشتراكي هو حزب الأكثرية الساحقة في سورية فلماذا يتم رفض وضع هذا الاطار ضمن صيغة دستورية سليمة" وأوضح الابرش في تصريحات صحافية "اذا كان كل عشرة أشخاص وجدوا ان مسيرة البلد بكاملها لا تناسبهم وانهم يريدون ان يصنعوا حزباً مهمته التخريب، فإن هذا ليس اسمه حزبا سياسيا ولا معارضة، بل ان هذا اسمه تخريب على الوطن وهو منطق الناس المعزولين الفرديين الذين ينطلقون من الديمقراطية للتعدي على الديمقراطية".
ويقول مراقبون إن ما يجري على ارض الواقع هو ان هناك زخما ما في المعارضة السورية باعدادها التي تتعدى العشرات وباحزابها التي تنشط في اجتماعاتها وتصريحاتها التي تتدفق دون توقف في وقت تزداد اتصالات السفارات الاوروبية في دمشق مع العديد من الاحزاب والناشطين في جمعيات حقوق الانسان . اما الرسالة الاميركية للمعارضة السورية فقد كانت واضحة في مشروع القرار 363 الجديد حول " انتهاكات حقوق الانسان والحريات المدنية للشعب السوري" والذي جاء في توقيت مفاجىء واثناء التغني الرسمي السوري بالنقلة الجديدة الحوارية مع اميركا، اذ طرح في الكونغرس مشروع القرار الخاص بانتهاكات حقوق الانسان والحريات المدنية للشعب السوري على يد الحكومة السورية ووافق مجلس النواب الاميركي بأكثرية ساحقة على قرار ادان فيه بشدة هذه الانتهاكات.
وبعدما حث القرار الحكومة الاميركية على دعم السوريين الناشطين في مجال حقوق الانسان والمعارضة الديمقراطية غير العنيفة، طالب ايضا بانهاء الاحتلال السوري غير الشرعي للجمهورية اللبنانية ووقف برامج تطوير اسلحة الدمار الشامل في سورية . ‏
ويتطرق نص القرار الى وضع حقوق الانسان في سورية، ويستشهد بتقارير وزارة الخارجية الاميركية ومنظمات حقوق الانسان التي ادانت سجل سورية في هذا المجال وخاصة لجهة اعتقال الناشطين في مجال حقوق الانسان في سورية ولبنان، وقمع المتظاهرين وحتى قتلهم، كما يتطرق الى وجود "مئات المعتقلين اللبنانيين" في السجون السورية، كما يشير الى قتل المتظاهرين الاكراد في نيسان " ابريل" الماضي.
من جانبه اعتبر وزير الاعلام السوري احمد الحسن ان هذا القرار يعطينا مثالا صارخا على القلق الكبير الذى ينتاب اللوبي الإسرائيلي في الكونغرس بمجرد شعوره باحتمال تحسن ولو طفيف فى العلاقات السورية الأميركية مؤكدًا ان القرار راعى بالدرجة الاولى مصلحة اسرائيل ولم يراع مصلحه اميركا واضاف الحسن ان توم لانتوس منذ فترة قريبة جاء بزيارة الى سورية ورفض الرئيس السوري بشار الاسد مقابلته، يقينًا منه ان الرجل متعصب ومتطرف ويضمر العداء الكريه لسورية .
اما التجمع الليبرالي في سورية والذي اعلن عن نفسه في بيان اصدره في 13 الشهر الجاري فقد قال احد مؤسسيه الكاتب نبيل فياض ل"ايلاف" ان الاعلام السوري ليس دقيقا وزيارة بيرنز الى سورية لم تكن ايجابية والا لما مرر القرار 363، وان السوريين ملوك التأجيل بينما اميركا باتت تصر على الحلول الجذرية لمسائل تتعلق بالعراق ولبنان والمنظمات التي تصفها بالارهابية ، وهناك طرح جديد سوف نعاني منه لاحقا وهو تدويل الانتخابات السورية وهو ما يعد تدخلا خارجيا في الشأن السوري والتجمع الليبيرالي يعلن انه ليس لنا علاقة باي طرف خارجي رغم محاولاتهم الاتصال بنا ، واكد فياض ان سورية تشهد في ظل عالم متغير تطورات ولكن بطيئة جدا وما قدمه نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام في الستينات لا يصلح ان يتم طرحه في 2004 ونحن نلح على الشفافية وانه ليس هناك احد فوق القانون وفوق المساءلة وفوق الانتقاد ، مشيرا الى ان سورية تعاني من الفساد وتفشي الرشوة يجب حلها واكد فياض ان من يتحدث عن التخريب هو الذي خرب ونحن كمواطنين سوريين كنا مجرد مراقبين وشهود فقط.
وعن القرار 363 قال ل"ايلاف "احد مؤسسي التجمع الليبرالي الكاتب السوري جهاد نصرة اننا لا نعول على أي طرف خارجي أي شيء ونحن لا نبني افكارنا على ذرائعية المصالح الاميركية بل ما يهمنا هو اننا اعلنا عن التجمع ولم يتم ضربه امنيا فعلاقتنا مع السلطة هي ما تعنينا .
وحول وصف المعارضة السورية بالتخريب قال نصرة نحن مفكري سورية وفقهاءهالا ناخذ شهادتنا في الوطنية من مراكز القوى فيها.