تورّط جهات إقليمية في دعم الحوثي وصالح يمنح الأمان لوالده

محمد الخامري من صنعاء : ما زالت أصداء الفتنة التي أشعلها الزعيم الديني المتمرد حسين بدر الدين الحوثي في جبال مران بمحافظة صعدة " 240 كيلو مترًا شمال العاصمة صنعاء " والذي لقي مصرعه الخميس الماضي مع مجموعة من أنصاره تتفاعل وتتجدد في اكتشاف أبعادها كل يوم ، إذ لا يكاد يمر يوم إلا وتتكشف بعض الخيوط وتبرز بعض الاتهامات هنا أو هناك لجهات داخلية في شكل أشخاص وأحزاب ، ومنظمات مجتمع مدني ، وجهات خارجية إقليمية ودولية.
وكان مصدر مسؤول بوزارة الداخلية اليمنية قد صرح مؤخرا بأن التحقيقات التي أجرتها الأجهزة الأمنية والوثائق والمستندات التي عثر عليها في قضية التمرد والفتنة التي أشعلها الحوثي ومن ناصره مباشرة أو غير مباشرة ، قد كشفت حتى الآن الكثير من الحقائق حول الدعم الذي تلقاه أولئك المتمردون على الدستور والقانون من بعض الجهات الإقليمية سواء عبر أجهزة استخباراتية في بعض الدول أو عبر الجماعات المذهبية والعقائدية أو الجمعيات الخيرية في المنطقة.

وأضاف المصدر المسؤول ان المعلومات التي حصلت عليها الجهات الامنية تشير إلى الأهداف المباشرة لتلك الجهات في دعمها للتمرد بهدف خلق نوع من عدم الاستقرار وإشاعة الفوضى والتخريب في المجتمع اليمني ، خاصة وان النجاح الذي حققته الجمهورية اليمنية في ترسيخ الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب قد خلق لها حالة من عدم الارتياح والغيرة لدى بعض الجهات على المستوى الداخلي والإقليمي الأمر الذي دفع تلك الجهات إلى دعم التمرد والتخريب حتى لا ينعم المجتمع اليمني بالاستقرار والأمن الذي تحقق خلال السنوات الماضية ، مشيرًا الى ان الوثائق والمستندات التي ضبطتها الأجهزة الأمنية قد أثبتت تورط بعض الجهات المحلية والإقليمية وشخصيات وأحزاب وجمعيات ذات توجهات عقائدية ومذهبية وانفصالية في دعم التمرد.وأكد المصدر تقديم تلك الوثائق والمستندات وكشوفات الأسماء لأجهزة العدالة لتأخذ مجراها بحق هؤلاء ، مشيدا بتعاون المواطنين في محافظة صعده وفي كل أنحاء الوطن والتفاهم وراء رجال القوات المسلحة والأمن وكتائب المتطوعين للتصدي للخارجين عن الدستور والقوانين النافذة وإخماد نار تلك الفتنة ،

الأمان لوالد الحوثي

من جانب آخر وعلى نفس الصعيد كشفت مصادر إعلامية مقربة من القصر الجمهوري بصنعاء أن الرئيس علي عبدالله صالح، منح الأمان للعلامة بدر الدين الحوثي والد حسين بدر الدين الحوثي.
وأفادت المصادر أن الرئيس صالح كلف البرلماني صالح الوجمان بإبلاغ بدر الدين الحوثي بالأمان الممنوح له وبأن بمقدوره التنقل والعيش في أي منطقة يريدها في ربوع الوطن اليمني بكل حرية وأمان.
من جهة ثانية أفاد مصدر مسؤول في السلطة المحلية بمحافظة صعدة أن القوات الحكومية عثرت على أفراد عائلة المتمرد حسين بدر الدين الحوثي، في أحد الجروف بمنطقة "شعب سلمان" وهم على قيد الحياة وذلك بعد تطهير المنطقة من عناصر التمرد.

وأكد المصدر أن جميع أفراد عائلة الحوثي الذي لقي مصرعه خلال الأسبوع المنصرم وهم أولاده وزوجتاه عوملوا معاملة إنسانية جيدة قبل أن يتم تسليمهم إلى أحد أشقائه.
ونسبت صحيفة التوجيه السياسي بالقوات المسلحة ( سبتمبر ) إلى مصادرها الخاصة ان ثمة لبس حدث في نبأ الإعلان عن مقتل إبراهيم بدر الدين الحوثي خلال الأسبوع الماضي، مضيفاً أن إبراهيم الحوثي ما زال على قيد الحياة وأنه من بين الأشخاص الذين تم القبض عليهم.
وأوضح أنه ونتيجة لتعدد أفراد أسرة المتمرد حسين بدر الدين الحوثي الذين ساندوه في تمرده وقاتلوا إلى جانبه فقد حدث ذلك اللبس في نبأ الإعلان عن وفاة المذكور، وحسبما أكد المصدر فإن عبد السلام يحي بدر الدين الحوثي نجل شقيق حسين بدر الدين الحوثي كان من بين الأشخاص الذين لقوا مصرعهم في منطقة "جرف سلمان".

منظمات تدعم الحوثي

من جانبه اكد علي صالح عبد الله – وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لقطاع التنمية وجود معلومات دقيقة تثبت أن بعض منظمات المجتمع المدني كان لها أياد وأدوار ودعم في فتنة التمرد التي أشعلها المدعو حسين الحوثي والذي أخمدت مؤخراً ، متهما اياها بتبديد الأموال التي تمنح لها من الدول والمنظمات الخارجية ، مشيرا الى ان منها من لا يخلو نشاطها من شبه العمل الاستخباراتي او بما يضر بالوطن ومصالحه.