عامر الحنتولي من عمان : قالت مصادر سياسية أردنية ودبلوماسية عمانية في العاصمة الأردنية عمان، إن ما تطرقت له وسائل إعلام عربية مؤخرا حول وجود أزمة صامتة في العلاقات السياسية بين الأردن وسلطنة عمان عار عن الصحة ولا أساس له. مؤكدة، أن تاريخ العلاقات الطويلة والمتينة بين عمان ومسقط لا يتأثر بحوادث فردية وقعت لطلبة عمانيين يدرسون في جامعات أردنية.
وأكدت المصادر التي طلبت عدم الإشارة لها اليوم، أن العلاقات بين البلدين في أحسن أحوالها، وأن سلطان عمان قابوس بن سعيد بعث برسالة تهنئة الى العاهل الأردني عبدالله الثاني بمناسبة الإسراء والمعراج، وسط معلومات مؤكدة تلقتها "إيلاف" الليلة الماضية وتشير الى عزم العاهل الأردني عبدالله الثاني التوجه الى العاصمة العمانية مسقط في زيارة عمل الشهر المقبل ضمن جولة خليجية ستشمل أيضا الرياض والدوحة والمنامة والكويت وأبوظبي، حيث سياتقي العاهل الهاشمي بأخيه السلطان قابوس بن سعيد، وكبار المسؤولين العمانيين.
وطبقا لمعلومات استقتها "إيلاف" من مصادر خاصة، فإن العاهل الأردني عبر لمسؤولين في حكومته عن غضبه، وإستيائه الواسع من الحوادث والإعتداءات التي تعرض لها في الأردن مؤخرا بعض طلبة الجنسيات الخليجية اللذين يقبلون منذ سنوت بكثافة للدراسة في الجامعات الأردنية الحكومية والأهلية. وقالت المصادر، أن ملك الأردن أحال ملاحظات ومقترحات لجنة شكلت الإسبوع الماضي من قبله للنظر في موضوع الطلبة العمانيين الى الجهات الأمنية المسؤولة بهدف وضع حد لإعتداءات وشجارات طلابية طالت مؤخرا طلبة عمانيين داخل الجامعات الأردنية.
وفي السياق ذاته قالت مصادر دبلوماسية عمانية في العاصمة الأردنية عمان، إن الحكومة العمانية ستبادر خلال الإسبوعين المقبلين الى رفع الحظر الذي فرضته قبل نحو شهرين، والقاضي بمنع ابتعاث طلبة عمانيين الى الجامعات الأردنية، وعدم اعتماد شهادة أي طالب عماني يتوجه للدراسة في جامعات أردنية، في وقت كانت تفكر فيه الحكومة العمانية سحب طلبتها الدارسين في الأردن والبالغ عددهم نحو أربعة آلاف طالب وتوزبعهم على جامعات عربية وخليجية قبل أن تبدأ مفاوضات مكثفة بين الجانبين الأردني والعماني قادت العاهل الأردني الى تشكيل لجنة تحقيق ملكية خاصة كلف برئاستها ابن عم العاهل الأردني الأمير طلال بن محمد وممثله الشخصي فيما هو أيضا صهر عائلة الزواوي أحد أكبر الأسر العمانية، والمقربة من القصر السلطاني.
في غضون ذلك تشير معلومات أخرى حصلت عليها "إيلاف"، قرب تأسيس شركة أردنية عمانية قابضة لتنفيذ مشروعات استثمارية كبيرة في الأردن خلال العامين المقبلين، حيث من المقرر أن يقوم العشرات من رجال الاعمال العمانيين بزيارة للأردن للبحث والخوض في شراكات إستثمارية مع رجال أعمال أردنيين ومستثمرين خليجيين في الأردن.
الجدير ذكره، أن العلاقات السياسية بين الأردن وعمان متطورة ومريحة منذ عشرات السنين، حيث كانت عمان الدولة الخليجية الوحيدة التي احتفظت بمنسوب علاقات مرتفع مع الأردن إبان غزو العراق للكويت عام 1991 وماتلاها من قطيعة خليجية للأردن انتهت على مراحل احتجاجا على الموقف الذي وقفه العاهل الأردني الراحل حسين بن طلال من احتلال الكويت ، حيث اعتبرته الأخيرة وباقي الدول الخليجية مؤيدا للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين.
التعليقات