لا زالت مسألة فتح السفارة الكويتية في بغداد والمغلقة منذ الغزو العراقي صيف عام 1990 محل جدال في الكويت على الرغممن العلاقات شبه الطبيعية بين الحكومة العراقية المؤقتة برئاسة اياد علاوي والحكومة الكويتية وعلى الرغم منالزيارات المتعددة للمسؤولين العراقيين إلى الكويت.
بيد أن موضوع فتح السفارة مجددا يشكل هاجسا سياسيا وأمنيا لدى عدد من السياسيين الكويتيين مما يصعب موافقتهم على الموضوع.
وقال النائب في مجلس الامة الكويتي جاسم الكندري (سلفي) إنه من المبكر فتح السفارة الكويتية خاصة في ظل الظروف الامنية الراهنة ،و طالب بالتأني الشديد في دراسة هذا الموضوع، منبها في المقابل الى مخاطر استغلال الاحداث الامنية المتفاقمة في العراق لاضعاف التيار الاسلامي في الكويت والمنطقة تحت وطأة الضغوط الخارجية وداعيا اركان وقوى هذا التيار بمختلف توجهاتهم السياسيةإلى ترتيب امورهم وصفوفهم واولوياتهم الوطنية في ضوء المخاطر التي تشهدها هذه المرحلة.
واعلن الكندري ان قضية السياسة الخارجية حيال العراق يجب ان تكون موضع اتفاق بين الحكومة ومجلس الامة وان الافضل هو مناقشة هذه القضية في جلسة خاصة ومغلقة للبرلمان مع مطلع دور الانعقاد الثالث للمجلس وهو ما نبحثه حاليا وربما نتقدم بطلب بشأنه مع بعض الزملاء وذلك من اجل وقوف اعضاء المجلس كافة على مختلف ابعاد هذا الملف وابداء رأيهم فيه من الجوانب السياسية والامنية والشعبية نظرا لارتباطها مباشرة باحاسيس الشارع ونظرا للتدهور الامني واستمرار استهداف الكويتيين وكل ما يمت بصلة لهم مثلما حصل اخيرا مع العاملين في احدى الشركات الكويتية".
وتساءل: كيف يمكننا ان نحفظ امن طاقم السفارة في بغداد، اذا كان الوضع في العراق وفي مناطق الوسط بالتحديد لم يسمح بحفظ حياة الاخوة المواطنين الذين سبق أن توجهوا الى هناك، او سلامة بضعة عمال في شركات كويتية لا ناقة لهم ولا جمل في التطورات السياسية، هذا عدا عن العجز الامني للقوات المتعددة الجنسية المدججة بأحدث انواع الاسلحة؟
واضاف: هذا من الجانب الامني، اما من الجانب السياسي فإن العديد من النقاط العالقة بين البلدين لم تحسم نهائيا بعد، والشارع الكويتي لم يطمئن تماما حتى الان لنوايا بعض الشخصيات ممنيقومون بدور مهم في المرحلة الانتقالية الحالية، كما ان التصريحات الاخيرة لبعض كبار المسؤولين العراقيين، وخاصة رئيس الحكومة الانتقالية اياد علاوي بشأن الكويت لم تكن كافية لطمأنة الكويتيين، عدا عن انها صادرة عن سلطة مؤقتة من المرجح ان تتغير بعد اجراء الانتخابات في العراق في العام المقبل.
وكان مجلس الوزراء الكويتي كلف الاسبوع الماضي وزير الخارجية الشيخ محمد الصباح بمتابعة مسألة إعادة تأهيل وضع السفارة الكويتية في بغداد والسفارة العراقية في الكويت.
وفي وقت سابق أعلن الوزير الشيخ محمد الصباح عزم الكويت ارسال وفد من وزارة الخارجية الى بغداد لتقييم الاضرار التي لحقت بالسفارة الكويتية للنظر حول امكانية افتتاحها في اقرب وقت ممكن لأن ذلك استحقاق واجب التنفيذ.
وكانت زيارة اياد علاوي إلى الكويت التي صادفت الثاني من آب(أغسطس) الماضي (اليوم الذي دخل فيه الجيش العراقي إلى الكويت عام 1990) تم خلالها مناقشة تسريع عملية فتح السفارة العراقية في الكويت والسفارة الكويتية في بغداد حيث رحب الجانب الكويتي بفتح السفارة العراقية وطلب التريث في فتح السفارة الكويتية في بغداد لأسباب أمنية.
التعليقات