أحمد عبدالعزيز من موسكو: مازال مسلسل التفجيرات والسيارات المفخخة يتواصل في العاصمة الروسية، بعد يوم واحد فقط من العثور على عبوة ناسفة في العاصمة الروسية، ومخزنا للأسلحة والمتفجرات في ضواحيها. وإذا كان الإعلان عن هذا "المسلسل" في جميع وسائل الإعلام يهدف بالدرجة الأولى إلى إعادة ثقة الشارع الروسي في الأجهزة الأمنية، وإقناع الرأي العام بأن الإجراءات الأمنية التي سنها الكرملين أخذت طريقها إلى حيز التنفيذ على الفور، فهو يكشف من جانب آخر عن حالة من التسيب والفساد التي لا يستطيع أي جهاز أمني في روسيا، بما في ذلك الاستخبارات، تحديد مصدرها أو الوسط الذي يغذيها.

ففي وسط موسكو، بإحدى الحارات الجانبية، عثرت قوات الأمن على سيارة مفخخة بعبوات ناسفة من مادة (تراتيل). وأفادت الإدارة الرئيسية للدفاع المدني والحالات الطارئة بموسكو بأن السيارة الروسية من طراز (فاز-2107) التي تحتوي على لغم مضاد للأهداف البحرية، وعبوتان ناسفتان من التراتيل، كانت تضم أيضا عبوة ضخمة من البنزين، وتم زرعها بحارة (جراناتني) الكائنة بالقرب من (بحيرة البطريرك) في وسط موسكو تماما.

كما تم أيضا العثور على سيارة ثانية روسية الصنع من طراز (فاز-2105) بحارة (بوجوسلوفسكي) في وسط موسكو أيضا تحتوي على مجموعة من العبوات الناسفة، وألغام حربية من نوع (إم. أو. إن-500). وفي ما أفاد شهود العيان بأن قامت قوات الأمن وفرق الإنقاذ بإخلاء بعض المباني لإبطال مفعول العبوات الناسفة. ذكرت وكالة أنباء (إنترفاكس) أن السيارة لم تكن تحتوي على أي متفجرات.

وصرحت مصادر أمنية لوكالة أنباء (إنترفاكس) بأنه من غير المعروف إلى الآن كيف تم نقل هاتين السيارتين إلى وسط موسكو. وأكدت بأنها قامت باعتقال أحد المشتبه بهم، والذي اعترف بأنه كلف بنقلهما إلى شارع (قطوزوفسكي بروسبيكت)، وهو أحد أكبر شوارع موسكو الرئيسية المؤدية إلى مبنى الحكومة، وتسير به جميع سيارات كبار القيادات الروسية تقريبا. كما أعلن المصدر للوكالة المذكورة، بأن المشتبة به توفي بالسكتة القلبية عقب إدلائه بهذه المعلومات.

ومن جانبها أكدن وكالة أنباء (ريا نوفستي)، على لسان مصادرها في الأجهزة الأمنية الروسية، بأن كمية هائلة من المعلومات توافرت لديها بشأن تنفيذ سلسلة من التفجيرات في موسكو. وقامت هذه الأجهزة على الفور باتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي وقوع مثل هذه العمليات التي كان من الممكن أن تؤدي إلى نتائج غير محمودة العواقب للسلطة السياسية، وخاصة بعد مجموعة الكوارث التي أصابت روسيا في الفترة الأخيرة.