القذافي يطالب واشنطن بإلغاء الكونغرس
ويؤكد أن الإرهاب يعيش عصره الذهبي


نبيل شـرف الدين من القاهرة: طالب العقيد الليبي معمر القذافي، الولايات المتحدة بأن تحذو حذو ليبيا، وتقتدي بالنظام الجماهيري المطبق فيها و"أن تلغي الأحزاب والكونغرس وغيره من المؤسسات التقليدية، التي لم تعد تواكب العصر، الذي اصبح يحتاج إلى قوالب اخرى جديدة"، على حد تعبيره
ودعا القذافي العالم أن يقدم لبلاده ما أسماه "الضمانات الكفيلة بعدم استخدام أسلحة الدمار الشامل ضد ليبيا"، خاصة بعد ان أقدمت طواعية على التخلص من برامجها لانتاجها، وقال القذافي "يجب ان تكون هناك ضمانات دولية لأمن ليبيا"، موضحاً أنها يمكن ان تكون في شكل معاهدة دولية تضمن عدم استخدام تلك الأسلحة ضدها في المستقبل، وأعرب القذافي عن أمله في ان تقتدي الدول الأخرى بالخطوة التي أقدمت عليها ليبيا بالتخلص بارادتها من برامج أسلحة الدمار الشامل.
ومضى العقيد الليبي قائلاً إن امتلاك الولايات المتحدة للأسلحة النووية دفع روسيا إلى الاقتداء بها، ثم الصين, مما دفع الهند إلى امتلاكها لمواجهة بكين, فاضطرت باكستان بدورها إلى السعي لامتلاكها لمواجهة الهند، بحسب تعبير العقيد.
وفي الخطاب الذي القاه في سرت بمناسبة بدء الاحتفالات باعياد "ثورة الفاتح"، أدان القذافي اختطاف الأجانب في العراق وتساءل مستنكراً: كيف يخطفون مواطنين من فرنسا التي تقف موقفا معارضا للحرب في العراق ? وقال لقد كان من المفروض ان يحاربوا قوات الاحتلال الأميركية، ووصف القذافي خطف النساء والاطفال بانه أمر مرفوض ومخالف لتعاليم الاسلام.
وأضاف القذافي ان الارهاب يعيش في الوقت الراهن عصره الذهبي , وأن ليبيا ادركت ان الحوار والتفاهم مع الاخرين أفضل من الصدام, وأنها تمكنت من حل أزمة لوكيربي من خلال اتباع الوسائل القانونية مع الولايات المتحدة وبدون حرب كما حدث في العراق.
وأوضح ان ليبيا خلصت إلى ان التحاور مع الولايات المتحدة من خلال العقل والضمير أفضل من مواجهتها عسكريا بالنظر إلى ان تلك المواجهة لن تكون مجدية، وأكد أن التعويضات التي تطالب لها ليبيا عن حقبة الاستعمار الإيطالي لاراضيها هي حق لليبيين, مشيرا إلى أن التجربة الاستعمارية تعتبر "غلطة وجريمة تاريخية" ثبت فشلها ونبذها العالم، على حد تعبير العقيد الليبي.
وأكد القذافي ان النفط والمياة سببان رئيسيان للصراع في العالم في الوقت الراهن, مشيرا إلى ان النفط بالذات يعد من الموارد غير المتجددة في العالم، وان الاقدام على احراق ابار النفط يعتبر أكبر خطأ يمكن ارتكابه مهما كانت المبررات التي تقال في هذا الصدد.
وفي الشأن السوداني قال القذافي إن الحرب لن تؤدي إلى حل مشكلة اقليم دارفور السوداني, وانه ينبغي حل تلك المشكلة في اطار الاتحاد الافريقي، معرباً عن اعتقاده بأن القوة لن تحل المشكلة, وانه لو كانت القوة هي الوسيلة المثلى لحلها، لكانت ليبيا أول من يسارع باستخدامها بالنظر إلى انها أقرب الدول إلى هذا الاقليم، على حد تعبيره.
واختتم القذافي معلناً تخصيص جزء من عائدات البترول الليبي المجمد لتقديم قروض للمواطنين، لاستخدامها في اقامة مشروعات استثمارية وبناء المساكن الجديدة.