أعيان حيرسي من البيداء الى برلمان الاراضي المنخفضة
بد الرحمن الماجدي من أمستردام: الشهرة التي حققتها طالبة اللجوء السياسي السابقة "أعيان حيرسي علي" جعلت الاحزاب السياسية في هولندا تتسابق لضمها لها خاصة ان تلك الشهرة بلغت ذروتها ابان الاستعداد لانتخابات البرلمان الهولندي في كانون الثاني (يناير) الماضي، حيث اخذت "اعيان علي" تصعد من حدة انتقاداتها للاسلام والمسلمين في الصحف والتلفزة الهولندية الامر الذي ادى الى تهديدها من قبل مسلمين هولنديين بالقتل فاختفت عن الانظار لاسبوعين قضتهما في اميركا لتعود ملبية لاول دعوة من حزب الشعب الديمقراطي الحر (يمين) بعد ان كانت تعمل كمنسقة لشؤون الاندماج والهجرة في حزب العمال (يسار) المنافس لحزبها الجديد، وهي خطوة مفاجئة فسرها المراقبون بحيز الحرية الذي اشترطته في الحزب اليميني الذي سيلبي طموحها في مقعد بالبرلمان الهولندي بعد ان كانت مقيدة ربما بالاعتدال الذي يتصف به حزب العمال بالاضافة الى العلاقة التي تربط حزب العمال بالفعاليات العربية والاسلامية في هولندا حيث يصوت له معظمهم في كل انتخابات. وضعها الحزب اليميني ضمن الاسماء المنتقاة في قائمته وراحت الصحافة والتلفزة تلاحقها وتاخذ منها التصريحات تلو التصريحات مهاجمة المسلمين ونبيهم لتفوز كأول صومالية واجنبية لم تقض سوى 10 سنوات في هولندا بمقعد تحت قبة البرلمان الهولندي مواصلة طموحها الذي بدأته بدراستها العلوم السياسية في جامعة لايدن بعد ان كانت تعمل كمترجمة محلفة في معسكرات اللاجئين من 1995 حتى 2001 وكانت هي نفسها طالبة لجوء عام 1992 في ذات المعسكرات. أعيان حيرسي علي في احد جلسات البرلمان الهولندي
تقول"اعيان علي" إنها عاشت لفترة عشر سنوات تشعر بالامتنان للاسلام لانه تركها على قيد الحياة اذ كانت تظن ان وأد البنات شريعة اسلامية كما كانت تشاهد في الافلام المصرية القديمة عن العصر الجاهلي أيام طفولتها، وتضيف ان الرجال المسلمين لا يتوانون عن ضرب زوجاتهم لابسط الاسباب فهم نتاج مجتمع ذكوري لا يرى للمرأة سوى الطاعة. فرد عليها المسلمون في هولندا بان معلوماتها ناقصة عن الاسلام، وهي تفعل ذلك من اجل الشهرة. لترد عليهم بانفعال صارت تعرف به بانها تركت الاسلام نهائيا وتسعى لتحرير النساء من الرجال المسلمين.
![]() |
اعيان حيرسي علي |
وكانت "اعيان علي" انهت تعليمها الثانوي في كينيا بعد هجرتها مع عائلتها من الصومال حيث ولدت في مقاديشو عام 1969 في عائلة ليبرالية اقامت عشر سنوات في المملكة العربية السعودية وكينيا ثم ترك الوالد العائلة منشغلا بعمله في المعارضة الصومالية لتلجأ "اعيان حيرسي علي" الى هولندا عبر المانيا وتقيم في احد معسكرات اللجوء عام 1992 لتبدأ طموحها باستغلال الحرية المتوفرة في الاراضي المنخفضة وهي تشاهد المرأة الهولندية تشق طريقها بمفردها بلا مساعدة من الرجل. خاصة ان بلد متعدد الثقافات مثل هولندا يشجع تفوق الاجنبي اذا وافق على شروط الاندماج فيه اجتماعيا.
راحت"اعيان علي" تشق طريقها بعصامية اذ عملت كمنظفة وتواصل دراستها بعد حصولها على الاقامة ثم الجنسية الهولندية التي ستمكنها لاحقا من التصويت في الانتخابات البلدية والعامة بل والترشح ودخول الساحة السياسية. فكان لها ما ارادت اذ تجلس "اعيان علي" كأول صومالية تحت قبة البرلمان في لاهاي تندد باستغلال النساء المسلمات في هولندا منتقدة قانون الرعاية الاجتماعية الهولندي لانه يمكن الرجل المسلم، كما تردد، من اضطهاد زوجته داخل هولندا، وتعلو الانتقادات من الجاليات المسلمة ضدها، لتظهر في التلفزيون الهولندي مفجرة في وجوه منتقديها تصريحا جديدا تجرأت فيه على الرسول والدين الاسلامي.
ويرد منتقدوها بانها لو كانت ملحدة كما تقول فلمَ تنتقد الاسلام فقط ولا تنتقد باقي الديانات؟
لكن اعيان حيرسي علي لاتكف عن المناكفة فتطلب من وزارة التعليم الهولندية مع بدء العام الدراسي الجديد بمراجعة وتفتيش مناهج المدارس الاسلامية في هولندا الممولة من الدول الاسلامية، فهي، والقول لاعيان حيرسي، تشجع على الكره وتكذب مذبحة اليهود في الحرب العالمية الثانية.
لكن وزيرة التعليم الهولندية تقول انها لم تلاحظ ذلك في المدارس الاسلامية، لكنها ستضاعف التفتيش فيها؛ الامر الذي يضيف لتلك المدارس مأزقا جديدا من قبل الوزارة التي تراقب بجد طريقة تدريس ومناهج هذه المدارس التي لا يدرس فيها جميع المسلمين في هولندا البالغ عددهم مليون مسلم. انما يفضل بعض اولياء الامور المدراس المسيحية الكاثوليكية فالمدارس الحرة تعلم الاولاد حسب اولياء امور الطلبة الفاظا نابية والاسلامية تجعلهم يتكتلون ضمن تجمعات اثنية في مجتمع يسعى الى تعدد الثقافات والاندماج.
![]() |
اعيان خلال زيارة عمل لمدرسة ابتدائية بهولندا |
اصرار أعيان حيرسي علي ضرورة تطبيق خطة اندماج وتعايش جديدة للمسلمين في هولندا وتحرير المرأة المسلمة خاصة زاد من حظوظها في الترشيح لشغل منصب وزيرة الاندماج في هولندا الامر الذي يجعلها تذهب بطموحها عاليا ربما لتشكل وزارة يوما ما في هولندا انما ليس كطموح بيم فيرتاون المثلي الذي سرق الاضواء من السياسيين الهولنديين بتصريحاته المثيرة وكاد يرأس الوزارة قبل 3 سنوات لولا رصاصات أحد الشباب الهولنديين محبي البئية لتسقطه قبل ان يرى فوز حزيه الذي رأس الوزارة لاشهر قبل ان تنهار وتعاد الانتخابات من جديد لتدخل أعيان حيرسي علي في احد المقاعد البرلمانية كنائبة عن احد احزاب اليمين الهولندي (VVD) .
التعليقات