لندن: حث جون قرنق زعيم المتمردين الحكومة السودانية يوم السبت الى التوصل لحل سريع للقضايا المعلقة في المحادثات الرامية الى انهاء الحرب الاهلية السودانية في الجنوب لمعالجة أزمة دارفور في غرب البلاد.
وقال قرنق في مقابلة اذيعت في شبكة تلفزيون (سي ان ان) "في ضوء الوضع المتأزم جدا في دارفور من الملح جدا اكمال عملية نيفاشا بسرعة جدا." ويجري قرنق زعيم الجيش الشعبي لتحرير السودان وجناحه السياسي الحركة الشعبية لتحرير السودان وممثلون للحكومة السودانية محادثات منذ عامين في نيفاشا بكينيا للتوصل الى اتفاق ينهي حربا أهلية بدأت قبل 21 عاما وأدت الى قتل مليوني شخص .
وتجعل الاتفاقيات التي وقعت في مايو ايار الحركة الشعبية لتحرير السودان وحزب المؤتمر الوطني الحاكم الشريكين الرئيسيين في حكومة ائتلافية ولكن مازالت هناك قضايا معلقة قبل سريان الاتفاقية. ومددت الحكومة السودانية والمتمردون في الاسبوع الماضي الهدنة بينهما لمدة ثلاثة أشهر ولكن الجانبين لم يحددا موعدا لاستئناف المحادثات. وقال قرنق"ننتظر مجيء الحكومة الى نيفاشا."
وعلى الرغم من ان المفاوضات لم تشمل صراعا بدأ قبل 19 شهرا في اقليم دارفور بغرب السودان قال قرنق ان هذه المحادثات هي السبيل الى السلام هناك. وأضاف"أرى ان الحل لدارفور يأتي بشكل حقيقي من خلال عملية نيفاشا. ذلك بوجود حكومة وحدة وطنية في الخرطوم تكون أقدر على حل مشكلة دارفور. انه أمر ملح فعلا ."
وزير الخارجية السوداني يستبعد فرض عقوبات دولية على بلاده
من جانبه،استبعد وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل ان يفرض مجلس الامن الدولي عقوبات على بلاده بسبب النزاع في دارفور (غرب السودان) مؤكدا انه ليس منزعجا رغم اعلان واشنطن انها تعد قرارا جديدا حول السودان لعرضه على مجلس الامن. وصرح اسماعيل في مقابلة مع التلفزيون السوداني بانه لا يتوقع ان يفرض مجلس الامن عقوبات على السودان او ان يفرض "تدخلا اجنبيا" لتسوية النزاع في دارفور الذي اندلع قبل 19 شهرا.
واضاف انه يتوقع ان يطلب مجلس الامن "من الحكومة مزيدا من التدابير الامنية" من بينها نزع سلاح ميليشيا الجنجويد الموالية للحكومة وتقديم زعمائها للمحاكمة امام القضاء. وقال اسماعيل "لست منزعجا".
وكانت الولايات المتحدة اعلنت امس الجمعة انها تعد لمشروع قرار جديد تقدمه الى مجلس الامن الدولي حول ازمة دارفور في غرب السودان. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ريتشارد باوتشر "اننا نعد لقرار جديد وندرس مضمونه". ولم يعط المتحدث تفاصيل حول الاجراءات التي تفكر فيها واشنطن، الا انه اشار الى ان الولايات المتحدة ستبدأ "قريبا" المشاورات الاولية حول المشروع.
ومن جهته كرر الاتحاد الاوروبي السبت تهديده بفرض عقوبات على السودان اذا لم تف الخرطوم بوعودها بنزع سلاح ميليشيا الجنجويد العربية التي ترتكب تجاوزات في دارفور (غرب) وتوقيع اتفاق سلام مع الحركات المتمردة في هذه المنطقة. واقر مجلس الامن الدولي في نهاية تموز/يوليو القرار 1556 الذي يطلب من الحكومة السودانية وضع حد لاعمال العنف في دارفور في غضون 30 يوما تحت طائلة فرض عقوبات عليها.
وقدم الموفد الخاص للامين العام للامم المتحدة الى السودان يان برونك تقريرا الخميس وطالب بنشر "آلاف" المراقبين الاضافيين في دارفور مقترحا ان يكون ذلك من خلال الاتحاد الافريقي بهدف المساعدة على اعادة الامن. واخذ برونك على الحكومة السودانية اخفاقها في نزع سلاح ميليشيات الجنجويد. واكد الوزير السوداني في حديثه للتلفزيون ان الحكومة لا تعارض من حيث المبدا نشر مزيد من مراقبي الاتحاد الافريقي ولكنه شدد على ضرورة ان يتم ذلك "بموافقة الحكومة السودانية" التي يجب ان توافق على الدول التي سترسل مراقبين اضافيين. وقال اسماعيل ان الحكومة السودانية ترفض توسيع صلاحيات المراقبين مشددا على ان "حفظ الامن في دارفور هو مسؤولية" الحكومة السودانية.
واستنادا الى الامم المتحدة ادت معارك دارفور بين الجيش السوداني المدعوم من الجنجويد وبين حركتي التمرد، حركة العدل والمساوة وحركة تحرير السودان، الى سقوط بين 30 الف و50 الف قتيل منذ شباط/فبراير 2003.
من جهة اخرى تشهد المنطقة ازمة انسانية خطيرة مع نزوح اكثر من 1.2 مليون ولجوء نحو 200 الف الى تشاد.
وكان الصراع قد تفجر في دارفور في فبراير شباط عام 2003 عندما حمل متمردون السلاح ضد الحكومة بعد سنوات من الاشتباكات المحدودة بين المزارعين الافارقة والعرب الرحل صراعا على الموارد الشحيحة. وتقول الامم المتحدة ان القتال تسبب في مقتل ما يصل الى 50 ألف شخص وخلق أسوأ كارثة انسانية على مستوى العالم.
البشير: الحكومة ملتزمة بحل الازمة في دارفور
الخرطوم: اكد الرئيس السوداني عمر حسن البشير التزام حكومته بحل ازمة دارفور لدى استقباله امس السبت وفدا من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وعلى رأسهم الداعية الشيخ يوسف القرضاوي.
وقال البشير للوفد ان "الحكومة السودانية جادة في سعيها الى حل مشكلة دارفور في كافة ابعادها"، كما افادت وكالة الانباء السودانية. ويأتي تأكيد البشير في وقت اعتبرت فيه الاسرة الدولية جهود الخرطوم غير كافية لحل الازمة في الاقليم الواقع غرب السودان.
واكد الشيخ القرضاوي من جانبه على ضرورة "توعية سكان دارفور باصول دينهم وتوفير احتياجاتهم". وقال القرضاوي في تصريحات نقلتها الصحف السودانية اليوم الاحد ان مهمة وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين "تهدف للمساهمة في وضع الحلول الكفيلة باستقرار الأوضاع بدارفور بعد الوقوف على طبيعة الأوضاع".
وقال القرضاوي الذي وصل الخميس الى السودان ان "اطراف النزاع الدائر عناصر مسلمة وينبغي أن يحتكموا إلى صوت العقل". واضاف ان "هم الوفد هو اصلاح ذات البين ومد حبال الوصل بين الفئات المسلمة".
ولكن محللين في العاصمة السودانية يرون ان حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان المتمردتين قد تريان في الحفاوة التي استقبل بها القرضاوي ووفده اشارة الى ان الوفد يؤيد مواقف الحكومة السودانية وقد يؤدي ذلك الى افشال جهود الوساطة التي يرغب في القيام بها.
والتقى الوفد كذلك نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه ووزير الداخلية اللواء عبد الرحيم محمد حسين ووزير الشؤون الانسانية ابراهيم محمود حامد. وتم الترويج لزيارة القرضاوي عبر الاعلان عنها في الصحف الرئيسية بتمويل من الحكومة. وأم القرضاوي صلاة الجمعة في مسجد الشهداء في الخرطوم، وهو من المساجد الرئيسية في البلاد. ونقلت الصلاة مباشرة عبر التلفزيون الحكومي.
وفي خطبته، اتهم القرضاوي المنظمات الانسانية الدولية العاملة في دارفور بالعمل على تنصير سكان المنطقة مستفيدة من المساعدات المقدمة الى المنكوبين، واتهم الدول الغربية "بالتآمر" على المسلمين في العالم. وقال الشيخ القرضاوي "اننا نخوض معركة مع اعدائنا"، مضيفا ان هذه المعركة تتخذ طابعا سياسيا وعسكريا ودينيا. ومن المقرر ان يعقد القرضاوي قبل مغادرته السودان مؤتمرا صحافيا في الخرطوم.
وزير الداخلية السوداني في الاردن حاملا رسالة من البشير الى العاهل الاردني
إلى ذلك يزور وزير الداخلية السوداني اللواء عبد الرحيم محمد حسين الاردن حاملا رسالة شفهية الى العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني من الرئيس السوداني عمر حسن البشير حول الاوضاع في ولاية دارفور الغربية.
وافادت وكالة الانباء الاردنية (بترا) اليوم ان وزير الداخلية السوادني وصل صباح اليوم الى عمان حاملا رسالة شفهية الى العاهل الاردني "تتناول الاوضاع في السودان وخاصة في ولاية دارفور". وقال المسؤول السوداني ان هذه الزيارة تأتي ضمن جولة عربية بدأها من السعودية قبل الاردن بهدف "وضع القادة العرب في صورة الاوضاع في دارفور واطلاعهم على ما يدور هناك وموقف السودان بشكل عام" على ان يتوجه بعد عمان الى دمشق، بحسب المصدر نفسه.
وقد استؤنفت بعد ظهر امس السبت المفاوضات بين اطراف النزاع في اقليم دارفور والتي تركز على تجريد اطراف النزاع في هذه المنطقة غرب السودان من السلاح.
وكرر الاتحاد الاوروبي السبت تهديده بفرض عقوبات على السودان اذا لم تف الخرطوم بوعودها بنزع سلاح ميليشيا الجنجويد العربية التي ترتكب تجاوزات في دارفور وتوقيع اتفاق سلام مع حركتي التمرد في هذه المنطقة. الا ان وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل دعا الى ان يتزامن نزع سلاح الميليشيات الموالية للحكومة في دارفور مع تطبيق اتفاق نجامينا الذي يقضي بتجميع قوات المتمردين في مناطق محددة.
التعليقات