أعرب رئيس الوزراء الفرنسي جان بيير رافاران عن تفاؤل مشوب بالحذر إزاء احتمالات الإفراج عن الصحفييْن الفرنسيين جورج مالبرونو وكريستيان شيزنو اللذين اختطفهما مسلحون من جماعة تطلق على نفسها اسم الجيش الإسلامي في العراق في العشرين من الشهر الماضي. عاد وزير الخارجية الفرنسي ميشيل بارنييه الى باريس يوم السبت قادما من الاردن لاطلاع الرئيس جاك شيراك على الجهود الرامية الى انقاذ الصحافيين الفرنسيين المحتجزين في العراق وسط امال بالافراج عنهما قريبا.

ونقلت صحيفة "لو باريزيان" عن مصدر في بغداد قريب من مفاوضات إطلاق سراح الرهينتين قوله أن من الممكن أحياناً أن تفسد ذرة رمل واحدة سيناريو إطلاق سراحهما. من جانبه وجه الشيخ هشام الدليمي الذي يتولى عملية التفاوض مع الخاطفين، اللوم إلى التغطية الإعلامية وكثرة التدخلات الدولية حول الموضوع.

محمد بيشاري : الخاطفون كانوا يعتقدون ان الصحافيين الفرنسيين كانا جاسوسين
من جانبه أعلن محمد بيشاري، العضو في وفد المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية الذي زار بغداد ليدعو الى اطلاق سراح الصحافيين كريستيان شينو وجورج مالبرونو، ان خاطفي الرهينيتن الفرنسيين كانوا على يقين من انهما كانا "جواسيس لخدمة بعض الدول المشاركة في النزاع". وفي حديث نشرته الاحد صحيفة محلية "ايست ريبوبليكن دي نانسي" (شرق) قال بيشاري، رئيس الاتحاد الوطني للمنظمات الاسلامية في فرنسا ردا على سؤال حول السبب الذي يكون قد دفع الخاطفين ان يقوموا بهذا العمل، قال ان "راديكاليين كانوا يرغبون في اعدامهما بسبب علاقات كانا يقيمها الصحافيان مع دول اجنبية".واضاف "ان البعض دفع الخاطفين في هذا الاتجاه وفي الواقع سرت شائعات تقول ان كريستيان شينو وجورج مالبرونو جاسوسين في خدمة دول مشاركة في النزاع. وبالطبع قمنا بنفي هذه الشائعات ولم يكن ذلك صعبا سيما ان الصحافيين معروفان جيدا في العالم العربي وخاصة في فلسطين والاردن".
وقد عاد بيشاري مع العضوين الاخرين في وفد المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية امس السبت الى باريس.

وقال بارنييه انه يعتقد ان الصحافيين جورج مالبرونو وكريستيان شيزنو في صحة جيدة ويلقيان معاملة طيبة من جانب المتشددين الذين خطفوهما في 20 اغسطس اب. وقال دومينيك دو فيلبان وزير الداخلية الفرنسي ان فرنسا تأمل باطلاق سراحهما قريبا . وقال وفد اسلامي ذهب الى العراق في محاولة للمساعدة في اطلاق سراح الصحافيين ان العقبة الرئيسية أمام الافراج عنهما هي الصعوبات المتعلقة بترتيبات عملية تسليم امن على ما يبدو.

وقال بارنييه في بيان خطي"انني عائد الى باريس الان لاطلاع رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء على الجزء الاول من مهمتي" موضحا ان جهوده الدبلوماسية المكوكية في الشرق الاوسط ربما لم تنته بعد. وأضاف"وفقا للمعلومات الموجودة لدينا في الوقت الحالي فان جورج مالبرونو وكريستيان شيزنو في صحة طيبة ويعاملان بشكل سليم." ولم يشر بارنييه الى الموعد الذي قد يطلق فيه سراح الصحافيين .

وسيلتقي بارنييه مع شيراك صباح اليوم ومع رافاران بعد الظهر بعد محادثاته في الاردن وقطر ومصر. ولم يصدر أي شيء جديد عن الجيش الاسلامي في العراق الذي صدم فرنسا عندما خطف الصحافيين وطالب باريس بالغاء قانون يحظر الحجاب في المدارس الحكومية. ورفضت فرنسا هذه المطالب وبدأ سريان هذا القانون يوم الخميس.

وخطف عشرات من الرهائن من عشرات الدول خلال الخمسة اشهر الماضية وقتل اكثر من 20 في اطار حملة لتقويض الحكومة العراقية المؤقتة. وصدمت فرنسا لخطف اثنين من مواطنيها ولاسيما انها عارضت الحرب التي قادتها الولايات المتحدة في العراق وليس لها قوات هناك. وكان المسؤولون الفرنسيون الذين شجعهم الدعم الذي حصل عليه بارنييه بين الزعماء العرب والمسلمين قد أعربوا عن املهم باطلاق سراح الرجلين يوم الجمعة. ولكن الحكومة أضفت الان قدرا من الحذر على بياناتها . ويشعر المسؤولون الفرنسيون بقلق من احتمال ان يثير اي عنوان في وسائل الاعلام غضب الخاطفين أو متشددين راديكاليين اخرين قد يمارسون ضغوطا على محتجزي الصحافيين وقال رافاران يوم الجمعة انه توجد بعض العقبات التي يتعين التغلب عليها قبل اطلاق سراح الصحافيين .