رانيا حمود من بيروت: على مدى خمس ساعات متواصلة وقف رئيس الجمهورية العماد إميل لحود يتقبل تهاني عشرات الآلاف من اللبنانيين الذين تقاطروا الى القصر الجمهوري في بعبدا من كل المحافظات والاقضية اللبنانية ، في جو إحتفالي بامتياز، عبر خلاله اللبنانيون عن دعمهم لرئيس الجمهورية ومواقفه وخياراته الوطنية والاستراتيجية.

وتوافد المواطنون منذ الصباح الباكر في مجموعات ضخمة رافعين اللافتات المشيدة بمواقف الرئيس لحود والمجددة العهد والولاء له لمتابعة مسيرة تنفيذ خطاب القسم الذي هو حلم كل اللبنانيين، فضاقت بالحشود الكبيرة الطرقات المؤدية الى القصر الجمهوري ومداخله وباحاته الداخلية والخارجية, وتميزت المناسبة بالمظاهر العفوية حيث نظمت حلقات الدبكة والسيف والترس , وعزفت فرق الموسيقى التي قدمت مع الوفود الاناشيد والاغاني الوطنية , وعمّ جو إحتفالي شعبي داخل القصر الجمهوري وخارجه.وأصر الكثيرون على إلقاء الكلمات المشيدة بالرئيس لحود والقصائد الشعرية والمواويل الوطنية التي تتغنى بإنجازات الرئيس لحود القومية والوطنية وبمواقفه وخياراته.

وتقبل الرئيس لحود تهاني الشخصيات الرسمية والسياسية والوزارية والنيابية والادارية والروحية والقضائية والنقابية والعسكرية, ومؤسسات المجتمع المدني والجمعيات والاندية الاهلية والرياضية والثقافية والصحية والاجتماعية ووفود الاحزاب اللبنانية والفلسطينية ورؤساء المجالس البلدية والاختيارية من بيروت والمحافظات والاقضية اللبنانية كافة , ورجال الدين المسيحيين والمسلمين ورؤساء الهيئات الرقابية والقضائية وممثلين عن الاجهزة الامنية والوسائل الاعلامية المرئية والمسموعة والمكتوبة والنقابات والجمعيات وعشرات الآلاف من المواطنين.

وأعرب الرئيس اللبناني عن إمتنانه العميق للمشاعر الصادقة التي عبر عنها اللبنانيون اليوم بمجيئهم الى قصر بعبدا من مختلف المناطق اللبنانية, لتهنئته بتمديد مجلس النواب ولايته لثلاث سنوات إضافية.

وقال إن :" إن العواطف التي أظهرها اللبنانيون تحمّلني مسؤولية إضافية في أن أكون وفياً لآمال اللبنانيين وتطلعاتهم, وأكثر تصميماً على المضي في بناء دولة القانون والمؤسسات التي تستطيع, مع الخيارات الوطنية والاستراتيجية التي انتهجتها , أن تحمي لبنان وتقوّيه وتحصن وفاقه الوطني ليتمكن من مواجهة التحديات الماثلة أمامنا جميعاً ".

ودعا جميع القيادات السياسية والروحية الى المشاركة في تحمل مسؤولية بناء الوطن , تعزيزاً لأجواء المصالحة بين مختلف فئات الشعب اللبناني , ولا يجوز بالتالي أن ينكفئ أحد عن المشاركة في هذه الورشة الوطنية التي تنعكس إيجاباً على جميع اللبنانيين, سواء كانوا في موقع الموالاة أو في موقع المعارضة".وقال رئيس الجمهورية :" إن الفرصة سانحة اليوم لإعادة تفعيل المؤسسات الوطنية والادارية والتجاوب مع مطالب اللبنانيين في إدارة تكون في خدمتهم وليسوا هم في خدمتها , ولحماية القضاء العادل والنزيه المحصن من المداخلات والضغوطات, والذي يحمي حقوق الناس من أي تجاوز أو تسلّط . كذلك فإن الوقت حان لأن تكون أموال الدولة محميّة من أي هدر أو استغلال أو منفعة وأن تصرف على المشاريع الملحة ضمن إطار الانماء المتوازن الذي ينمّي المناطق اللبنانية كلها من دون تمييز".

واشار الى ان الحوار هو الوسيلة الوحيدة للتفاهم على القضايا السياسية , التي يتطلع اللبنانيون الى إيجاد تصور وطني واحد حولها , لا سيما ما يمكّنهم من المشاركة في صنع المستقبل. وإذا كان مثل هذا الحوار قد تعثر في الماضي , إلا أن وجود إرادة وطنية جامعة , على المشاركة فيه, كفيل بإطلاقه على نطاق واسع, وأنا من موقعي كرئيس للبلاد سأكون حريصاً على جعل هذا الحوار يؤدي النتائج المرجوة منه ".وختم الرئيس لحود مؤكداً تمسك لبنان بثوابته الوطنية والقومية وبالتنسيق الكامل مع الشقيقة سوريا التي تربطها بلبنان علاقات مميزة ووحدة المسار والمصير , لاسيما وإن هذه الخيارات حمت لبنان خلال السنوات الست الماضية واقامت حوله ستاراً واقياً في وجه تداعيات ما شهدته دول المنطقة من إضطرابات. وقال :" إن مثل هذا التنسيق سيستمر بهدف تحقيق السلام العادل والشامل والدائم الذي يعمم الاستقرار الذي ينعم به لبنان وسوريا على سائر دول المنطقة ".