نبيل شرف الدين من القاهرة: نفى وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط الانباء التي تتحدث عن وجود أي رغبة أو محاولة من قبل الحكومة المصرية لتزكية أو الدفع في اتجاه محمد دحلان، مسؤولية الامن في قطاع غزة، مؤكدا ان مصر لا تتدخل اطلاقا في مثل هذه المسائل ، وان هذا الامر يتعلق بالقيادة الفلسطينية فقط.

وأضاف الوزير المصري قائلاً إنه يود معرفة رؤية ياسر عرفات للوضع وخطة عمله للفترة المقبلة، مشيراً إلى أهمية تهيئة الجو المناسب لزيارته إلى الاراضي الفلسطينية.

كما نفى أبو الغيط الذي التقى رئيس السلطة الفلسطينية اليوم الثلاثاء، أن يكون هدف زيارته فرض او ابلاغ عرفات بخطة سياسية عسكرية او شيء جاهز للتنفيذ وعليه ان يفعل هذا أو ذلك، قائلا ان هذا غير حقيقي ولا يمكن ان يحدث او تصور حدوثه، وأضاف "انني عندما اذهب إلى رام الله لابد من توفرالمناخ المناسب لاستقبال الرسالة واجراء حديث ايجابي مفيد".

وقال ابو الغيط ـ في مقابلة مع الإعلامية الشهيرة جيزيل خوري عبر فضائية العربية الاخبارية ـ ان الزيارة يجب ان تتم في جو صحي بعيدا عن اطلاق الرصاص بين الفلسطينيين والاسرائيليين وهدم المنازل في الاراضي الفلسطينية .

ومضى ابو الغيط قائلاً إن العمل المصري حالياً مع الفلسطينيين يستهدف مساعدة الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية على تحقيق هدف محدد يتمثل في تحقيق الامل في انشاء الدولة الفلسطينية على التراب الفلسطيني.

وحول الدور المصري ميدانياً على الارض بعد انسحاب اسرائيل المرتقب من غزة، اوضح ابوالغيط انه يتمثل في المساعدة على اعادة تأهيل السلطة الفلسطينية، واحداث وفاق فلسطيني داخلي، والاتفاق على الحد الادنى من الاهداف والعمل الفلسطيني المشترك في هذه اللحظة، واقامة الدولة الفلسطينية.

مصر والعراق
وفي الشأن العراقي نفى أبوالغيط أن تكون مصر تتتفرج على ما يجري هناك، وفسر رفض مصر إرسال قوات إلى العراق، بقوله إن القاهرة لا تريد أن تصطدم هذه القوات لأي سبب كان مع العراقيين لأن الوضع على الارض غير مستقر ومتوتر، لافتاً إلى أن هناك ائتلافا أجنبيا على الارض العراقية الاسلامية، وأضاف إنه لا يمكن لاي قوة عربية اسلامية ان تظهر على هذا المسرح، موضحا ان مصر تعمل على مساعدة الشعب العراقي على تجاوز هذه المحنة والسيطرة على مقدراته وبناء قدراته من خلال تدريب دبلوماسيين عراقيين وكذلك تدريب بعثات طبية عراقية ، اضافة إلى انشاء محطات كهرباء واجهزة اتصالات في العراق، ليخلص أن "مصر دولة اقليمية رئيسية في منطقة الشرق الاوسط وان الكثير من المسائل تتحسب باخذ وجهة النظر المصرية في الحسبان ولها دور قوي في العراق"، على حد تعبير الوزير المصري.

وفي معرض تعليقه على الأنباء المتضاربة حول اعتقال عزة ابراهيم الدوري قال ابو الغيط ان عزة الدوري احد الزعامات العراقية المريضة للغاية، ولم يكن له تاثير، وبالتالي فإن القبض عليه لا يعني الكثير، في تقدير الوزير المصري.

وتوقع وزير الخارجية المصري أن يبقي الوضع العراقي الراهن لفترة من الزمن حتت يتم التوصل إلى لحظة يمكن أن يستعيد العراق فيها قدراته على الارض ، معربا عن امله أن تكون الصورة في النهاية براقة وليست قاتمة مثلما هي الان، كما انه لا يعتقد ان يحدث تقسيم للعراق ، او تحدث حرب اهلية، والفيدرالية امر مطروح ولكن يجب ان تكون من خلال قرار يحسمه الشعب العراقي.

أما في ما يتعلق بتعامل مصر مع الحكومة العراقية فقال ابوالغيط ان مصر تتبني ما يتبناه المجتمع الدولي ، مشيرا إلى قرار مجلس الامن الذي يقول ان الحكومة العراقية الحالية حكومة انتقالية تقود إلى حكومة اخرى ثم حكومة نهائية، مؤكداً أن بلاده مع الحكومة العراقية، لأن المجتمع الدولي قبل بهذه الحكومة، واصدر قرارا دوليا يؤيد هذه الحكومة، وان الخط الدقيق الفاصل بين ما هو شرعي في العمليات المسلحة التي تجري في العراق يتوقف على النوايا المقصود بها هذه العمليات، فهناك كثير من عناصر التخريب والاجرام، ولكن هناك أيضاً تيارات عراقية وطنية تتصدي لقوات الاحتلال، معتبراً أن "هذا امر مقبول ويجب ان يكون لان العراق ارض عربية واسلامية ويجب الدفاع عنها وعن مستقبلها".

دارفور ولبنان
وأعلن وزير الخارجية المصري أن بلاده ضد القرار الدولي الخاص بلبنان، قائلاً إن حكومة لبنان الرسمية ممثلة في رسائل ارسلها وزير الخارجية اللبناني إلى سكرتير عام الامم المتحدة قال له لا تتدخل، مشيرا إلى ان مسألة الوجود السوري في لبنان يحسمها الشعب اللبناني والحكومة اللبنانية فقط.

أما في ما يتعلق بالوضع في دارفور ، فقد اعترف أبو الغيط بأن أحداً لا يمكنه أن ينكر وجود وضع انساني غير مقبول ومرفوض في دارفور، وانه ينبغي على الحكومة السودانية والحكومات العربية ان ترفضه وان تسعي إلى تحسينه والعمل على انهائه ، مؤكدا ان الوضع الان على الارض بدأ يتجه إلى التحسن، موضحاً أن مصر اتفقت مع الحكومة السودانية على ضرورة تنفيذ التزاماتها الموقع عليها مع الامم المتحدة ، ولكن من ناحية نطالب المجتمع الدولي ان يساعد الحكومة السودانية على تحمل مسئولياتها من خلال تقديم الدعم المإلى واللوجستي، واختتم وزير الخارجية المصري مطالباً المجتمع الدولي أن يتحدث مع القبائل المعارضة للحكومة، حتى لا تصمم على المضي في نهجها متصورة أنها قامت بتدويل هذه القضية، والآن يلعب الجميع لصالحها" على حد تعبير الوزير المصري.