علي السلمان من الهفوف: نعت المرجعية الدينية وكبار رجال الدين الشيعة في العالم الفقيد السعودي العالم الكبير سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد سلمان الهاجري قاضي محكمة الأوقاف والمواريث في الأحساء (شرق السعودية) الذي توفي فجر يوم الاثنين 6/9/2004م - 21/7/ 1425هـ عن عمر يناهز 81 عاما قضاها في خدمة العلم والدين ونشر الفضيلة وحفظ مصالح أبناء المجتمع.
فقد أصدر كل من مكتب آية الله العظمى السيد علي السستاني, ومكتب آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم, ومكتب آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي, ومكتب آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي بيانات تعزية ومواساة, وكذلك سماحة الشيخ حسن الصفار عالم الدين والخطيب المعروف والمفكر السعودي الذي قال: فقدت المنطقة برحيله واحداً من أبرز فقهائها الورعين , وصدر بيان تعزية من مكتب العلامة الميرزا كمال الدين السُّليمي الحائري الإحقاقي في دولة الكويت جاء فيه الشيخ (شخصية علمية يشهد لها بالفقاهة المطلقة والتبحر في مختلف الفنون والعلوم), ونعى مكتب الإمام الشيرازي الفقيد الكبير. ( حاز-الشيخ الهاجري- على مستوى رفيع في الفقه والاجتهاد وتخرج على يديه العديد من الأفاضل النجباء ولما اشتهر بورعه ونزاهته وتقواه حمل أعباء القضاء الجعفري في الأحساء). والكثير من العلماء والشخصيات الدينية والاجتماعية, والمفكرين والكتاب في السعودية والخارج.
مجالس العزاء
وأقيم اليوم الثلاثاء في مجلس بوخمسين في الهفوف أول أيام مراسم تقديم التعازي والمواساة لأهالي ومحبي الفقيد وقد شهد المجلس حضورا كثيفا من رجال الدين والدولة وشخصيات اجتماعية وعشرات الألف من الناس من كافة منطقة الأحساء ومدن وقرى المنطقة الشرقية، وبعض المناطق السعودية، ووفود من الدول الخليجية واجب العزاء، وبهذه المناسبة أقيمت مجالس العزاء والمواساة في الكثير من المدن داخل السعودية والخارج لتقبل التعزية للفقيد الكبير.
التشييعوالدفن
وقد تمت عصر أمس الاثنين مراسم التشييع والدفن لجثمان آية الله العظمى الشيخ محمد سلمان الهاجري في مقبرة الهفوف شرق السعودية بحضور ومشاركة عشرات الألف من أهالي الأحساء ومن المناطق المجاورة ودول الخليج, ولشدة كثافة الحضور من مشيعين ومعزين تواجد رجال الأمن بأعداد كبيرة من وقت مبكر لتنظيم السير وفك الاختناقات المرورية كما تواجدت عدد من سيارات الإسعاف.
ونشرت الصحف الخليجية خبر وفاة الشيخ الهاجري وتعريف عن حياته وعن سيرته وأعماله, و نشر عدة صور للفقيد البعيد عن أضواء الإعلام طوال حياته.
تعريف
سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد سلمان الهاجري نسبة إلى القبيلة العربية المعروفة «الهواجر» المشهورة في شرق الجزيرة العربية, هو من اعلم العلماء في منطقة الخليج الذين يحملون مرتبة الاجتهاد, ولد في مدينة الهفوف بمحافظة الأحساء يوم 10/4/ 1344هـ حيث نشأ وترعرع فيها، وتلقى بداية التعليم «المطوع» على يد إحدى المؤمنات، وتلقى مبادئ الكتابة على يد المرحوم الشيخ أحمد البوعلي، ودرس المقدمات الحوزوية على يد آية الله الميرزا علي الحائري الإحقاقي في سنوات تواجده في الأحساء.
الدراسة بالعراق
في عام 1365هـ هاجر إلى مدينة كربلاء المقدسة للدراسة الحوزوية، وفيها درس «السطوح»- مرحلة متقدمة من الدراسة الدينية- على أيدي أساتذة معروفين بالفضل والأهلية، أمثال العلامة الشيخ علي الغيثان, والعلامة الشيخ محمد علي التبريزي الأذربيجاني, والتحق بدروس البحث الخارج عند المرجع الديني آية الله العظمى السيد مهدي الحسيني الشيرازي, والمرجع الديني آية الله العظمى الشيخ يوسف الخرساني وآية الله العظمى السيد محمد هادي الميلاني...، وعندما أنهى البحث الخارج مارس التدريس في كربلاء، لجملة من المتون الحوزوية مثل اللمعة والقوانين والرسائل، كما أنه قام في كربلاء بإلقاء دروس البحث الخارج على مجموعة من طلاب العلم، وحضر لديه: آية الله السيد مصطفى إعتماد الحائري، وآية الله العظمى السيد صادق الشيرازي, وآية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي - مراجع معاصرين، وآية الله السيد هادي المدرسي والشيخ إبراهيم نصر الله السوري النيلي، والسيد مجتبى الشيرازي, وآية الله الشهيد السيد حسن الشيرازي، واخرين..)
وتقديراً لكفاءته العلمية أجيز بالاجتهاد من قبل عدد من الفقهاء منهم:
سماحة آية الله العظمى الشيخ يوسف الخرساني، والمرجع الديني آية الله العظمى السيد عبدالله الشيرازي.
العودة للسعودية
وعندما عاد إلى مدينته الهفوف بالأحساء باشر في إلقاء الدروس في بيته على جمع من طلاب العلم الأحسائيين من أشهر تلاميذه من الأحساء: السيد هاشم السيد محمد الحسن، السيد حسين السيد محمد العلي، السيد عبدالأمير السلمان، الشيخ حبيب الهديبي، الشيخ عبدالوهاب الغريري، الشيخ حجي السلطان، الشيخ يوسف الشقاق، وغيرهم من العلماء الفضلاء, وفي عام 1411هـ شرع في إلقاء البحث الخارج في منزله على عدد من الطلبة لغاية آخر أيام حياته.
القضاء
في أواخر عام 1413هـ تولى آية الله العظمى الهاجري مهام القضاء ولازال في منصبه حتى أيامه الأخيرة, وقد شهد القضاء في أيامه تطورا كبيرا إذ تم تخصيص مبنى خاص بالمحكمة الجعفرية (الأوقاف والمواريث) وتنظيم العمل الإداري فيها.
مؤلفات
من مؤلفاته: رسالة البيع (غير تامة)، ورسالة حقوق الوالدين (فقهية استدلالية مبسوطة)، ورسالة في عدم التقدم على الإمام في الصلاة (وهي من فقه الصلاة).
من حياة الشيخ
الشيخ الفقيد هو ابرز العلماء والفقهاء الورعين في المنطقة-الخليج- الذين يحملون مرتبة الاجتهاد, و يحظى الشيخ الهاجري بمكانة كبيرة لدى جميع أبناء المنطقة باختلاف مدارسهم الفكرية والمرجعية, لدوره الكبير في خدمة العلم والدين وأبناء المجتمع, والسعي في حل الكثير من المشاكل الاجتماعية, والإصلاح بين ذات البين, وإنشاء الكثير من دور العبادة, وله علاقات طيبة مع رجال العلم ورجال الدولة في المنطقة, كما يتميز الشيخ بآرائه الصريحة والجريئة, وكذلك عدم التدخل في الشأن السياسي.
التعليقات