في أول تعليق على تصريحات وزير الخارجية الأميركي كولن باول التي حمل فيها حكومة السودان وميليشيات "الجنجويد" مسؤولية "الابادة" الجارية في دارفور، والمساعي الأميركية لاستصدار قرار من مجلس الامن لفرض عقوبات على السودان بسبب النزاع في إقليم دارفور, قال أحمد ابو الغيط وزير الخارجية المصري إن المحاولات الاميركية أمر مكرر وليس بالضرورة أن يستجيب مجلس الامن لهذه المساعي، خاصة وأن تصريحات يان برونك ممثل الأمين العام للامم المتحدة أمام مجلس الامن، كانت تشير إلى حدوث تقدم في الوضع الانساني بإقليم دارفور، وبالتالي فإننا لا نتوقع أن يقوم مجلس الامن بالمزيد من الضغط على السودان، وإن كنا نتوقع صدور قرار في الغالب ورؤية لملجس الامن يتناول الوضع في دارفور ويحث الحكومة السودانية وأيضا المتمردين على التوصل لتسوية سياسية.


وحول رؤية القاهرة لتطورات قضية دارفور ، أوضح أبو الغيط أن الامر ينقسم إلى شقين شق إنساني، وآخر سياسي وعلينا أن نعمل مع كافة الاطراف سواء الحكومة السودانية أو عناصر المعارضة والمجتمع الدولي وأعضاء مجلس الامن للعمل على تهيئة المناخ وامتصاص هذا الوضع وليس تعقيده بتهديدات أو غير ذلك.


سورية


وقال أحمد أبوالغيط عقب عودته من دمشق في ختام زيارة لم تستغرق سوى بضع ساعات إنه نقل رسالة من الرئيس حسني مبارك للرئيس السوري بشار الأسد، تضمن رؤية مصر بالنسبة لتطورات الأوضاع الراهنة في المنطقه عامة، وعلى وجه الخصوص ما يتعلق بالمسألة اللبنانية، وكذا الموقف بين سورية واسرائيل وايضا الوضع في العراق.


وعما اذا كان تمت مناقشة قرار مجلس الأمن رقم 1559 بشأن لبنان، أشار وزير الخارجية المصري إلى أنه تم مناقشة القرار بصفة عامة والرؤية السورية له، وأضاف انه من الواضح أن هناك تفهما عميقا على الجانب السوري لمضمون هذا القرار ومايهدف إليه وما يمكن ان يترتب عنه. وقال أبوالغيط إن الرئيس السوري استمع بكثير من الامعان والتدقيق لرسالة الرئيس مبارك، واتضح له "اتفاقه الكامل مع محتويات ومضمون هذه الرسالة كما كشف في الكثير من أحاديثه عن تقييم مماثل للموقف" مضيفا أن "الرئيس بشار الأسد حمله برد للرئيس مبارك في هذا الشأن".


عرفات قريع


وفي الشأن الفلسطيني كشف أبو الغيط عن جانب من الدور المصري في احتواء الخلافات بين رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات ورئيس الورزاء أحمد قريع, موضحاً أن الرئيس مبارك كان له حديث مطول مع عرفات وقريع وأن مصر تأمل أن تنتهي هذه الازمة وأن يتم تجاوزها في القريب.


وفي معرض تعليقه على التهديدات الاسرائيلية بابعاد عرفات قال وزير الخارجية المصري إنه من الواضح انه كلما زادت الجهود من أجل التسوية وكلما تعقد الموقف كلما لجأ بعض القادة في اسرائيل لمثل هذه التهديدات، وقال ابوالغيط اننا نري ان المجتمع الدولي قد اتخذ رأيه وقراره في هذا الشأن عندما رفضت الجمعية العامة وبوضوح شديد هذه الأحاديث الاسرائيلية.


وأكد أبو الغيط أن هناك نوايا لاسرائيل في الانسحاب من غزة، وأن لمصر رؤيتها في هذا السياق، وأنها تعمل على الجانبين الفلسطيني من أجل تهيئة الموقف وإعداد الفلسطينيين لهذه الخطوة بوسائل وإجراءات سياسية وأمنية، وكذلك على الجانب الاسرائيلي، لافتاً إلى أن هناك اتصالات ومشاورات مصرية دائمة مع الجانب الاسرائيلي تستهدف أن يتم هذا الانسحاب في إطار مفاهيم محددة متفق عليها يرضى عنها المجتمع الدولي بل يؤيدها ويدفع بها قدما وبخاصة من جانب المجموعة الرباعية الدولية الراعية لخارطة الطريق.


انتخابات العراق


أما في الشأن العراقي، وفي معرض رده على سؤال عما إذا كان ممكنا حتى الان الالتزام بالموعد المحدد لإجراء الانتخابات في كانون الثاني (يناير) القادم في العراق في ظل التصعيد الحالي هناك, قال وزير الخارجية المصري إن هذا أمر سوف تكشفه الايام والشهور القليلة القادمة لكن الوضع في العراق بالفعل متوتر ومتفجر ولا نستطيع أن نصل الان إلي نتيجة لكن الجانب العراقي سوف يصل إلي هذه النتيجة وسوف يعلنها على العالم في المستقبل القريب.


وفي ختام تصريحاته أعرب أبو الغيط عن آمله في أن تتحقق التهدئة في العراق حتى يتحقق الاستقرار ويتم تنفيذ المنهج وفقا لما هو مقدر له ونأمل أن ينتهي هذا الوضع المأساوي العراقي بأسرع وقت ممكن.