محمد الشايظمي الدار البيضاء: أفاد مصدر مغربي مطلع أن أكثر من خمسين مغربيًا، ما يزالون يقبعون في السجون العراقية التي تراقبها القوات الأميركية، و لم يجر بعد الترتيب لتسليم أيّ أحد منهم إلى السلطات المغربية كما تمّ في عملية سابقة. ولم يستبعد المصدر أنه قد يوجد معتقلون مغاربة ضمن المعتقلين السريين المائة، الذين يقبعون في سجن غير معلن عن مكانه أو اسمه في العراق، نظرًا لعدم تحديد هوية أي أحد منهم، وكذلك جنسياتهم، أو التنظيمات التي ينتمون إليها.وكانت مصادر متطابقة كشفت أن السلطات الأميركية و بتنسيق مع الشرطة العراقية رحّلت قبل أكثر من أربعة أشهر ثلاثين مغربيٍا إلى بلادهم، و ذلك على فترات متقطعة. وتمت عمليات التسليم وقتها و التي أشرفت عليها القوات الأميركية بعد اتصالات بين السلطات الأمنية في الولايات المتحدة الأميركية والمغرب، بخصوص وجود معتقلين مغاربة في أيدي القوات الأميركية المرابطة في العراق، وأنهم بعد تحقيقات مكثفة معهم من طرف المحققين في العراق، تبين أن بعضهم شارك من قبل في العمليات التي تستهدف القوات الأميركية هناك.
وكان المغاربة المعتقلون يعملون ضمن "المقاومة العراقية" في عدة مناطق عراقية، وحملوا السلاح في وجه قوات الاحتلال، لكن و بعد عمليات للجيش الأميركي اعتقل عدد منهم، إما بعد عمليات دهم لبيوتهم، أو خلال عمليات تعقب من الأجهزة الأمنية في العراق.
ومن بين المغاربة آخرون اعتقلوا على الحدود السورية العراقية، أو في مدينة الموصل، و هم يهمون بالمشاركة في القتال ضد القوات الأميركية و تلك المرابطة في العراق في ما يسمى (بقوات التحالف).
ويتحدر المغاربة المعتقلون الذين وقعوا في قبضة القوات الأميركية و كذا الشرطة العراقية من عدة مدن مغربية أهمها مدينتي الدار البيضاء و بني ملال(جنوب الرباط)، هذا إلى جانب وجود مغاربة من دول أوروبية و يحملون الجنسية المغربية من فرنسا و بلجيكا.
وكانت مصادر أخرى ذكرت أنه يوجد في سجون العراق أزيد من ثمانين مغربيا انضموا إلى صفوف المقاومة، أو ما يطلقون عليه اسم "القوات المجاهدة في العراق" بعد انتقالهم من الدول المجاورة أهمها سورية، و يقبع أغلبهم في سجن أبي غريب أو في سجن المطار.
ولم توضح المصادر ما إذا كان المغاربة خضعوا أثناء اعتقالهم لعمليات تعذيب على أيدي القوات الأميركية في سجن أبي غريب أو غيره، علما أن الشرطة العراقية أعلنت أنها اعتقلت مغربيين عقب تفجيرات كربلاء الدموية، قالت إنهما متخصصان في تفجير السيارات الملغومة، و يتبعان تنظيميا لحركة التوحيد و الجهاد التي يتزعمها الأردني "أبو مصعب الزرقاوي".
من ناحية أخرى سبق و أن كشفت أوساط إعلامية عن وجود عناصر من الاستخبارات المغربية ترابط على طول الحدود العراقية بغرض تتبع المتطوعين من المغاربة في صفوف المقاومة، و كذا الشبكات التي تستقطب المغاربة هناك، إلى جانب عناصر من أجهزة استخباراتية من دول عربية و أجنبية أخرى تمارس نفس المهمة.
التعليقات