سمية درويش من غزة: اتهم المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في غزة قوات الاحتلال الإسرائيلي، باقتراف المزيد من جرائم الحرب في عدوانها واجتياحها المتواصل على المناطق الفلسطينية في شمال قطاع غزة. وفجّر جنود إسرائيليون، أمسقنبلة خبأها نشطاء فلسطينيون في جبّانة للمسلمين في مدينة بيت لحم، ممّا أثار احتجاجًا عنيفـًا لدى الفلسطينيين، الذين قالوا إن إسرائيل قد انتهكت بهذا العمل حرمة المقابر.
وأكد المركز في بيان تسلمت "إيلاف" نسخة منه ، ان حصيلة الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال في شمال القطاع كانت استشهاد أربعة مواطنين حتى إعداد هذا التقرير، من بينهم طفل في العاشرة من عمره وإصابة نحو 53 مدنيًا بجراح معظمهم من الأطفال وصفت جراح العديد منهم بالخطرة موضحًا ان الشهداء الأربعة سقطوا في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين.
واتهم المركز قوات الاحتلال باللجوء الى الاستخدام المفرط للقوة المسلحة المميتة ضد المدنيين العزل دون اي ضرورة او تمييز، محذرًا في ذات الوقت من ان استمرار تواجد تلك القوات داخل هذه البلدات شمال القطاع ينذر بكارثة حقيقية، على غرار ما حدث في بلدة بيت حانون قبل نحو شهرين ونصف.
وعبر البيان عن قلق المركز الشديد من التصعيد الإسرائيلي الخطير، الذي تواصل قوات الاحتلال تنفيذه في الأراضي المحتلة خاصة في قطاع غزة .
وحذر من ان الأعمال الانتقامية التي ينفذها جيش الاحتلال ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم، تشكل انتهاكا صارخا لمبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
الجيش الإسرائيلي كان قبل عدة أسابيع قد اجتاح مدينة بيت حانون شمال القطاع، حيث خلف وراءه خرابا واسعا في المباني والبنية التحتية للمدينة. |
وذكر بيان المركز المجتمع الدولي بانتهاك قوات الاحتلال لقواعد اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 بشأن حماية المدنيين في وقت الحرب، والتي تحظر العقاب الجماعي وتعتبر ان تدمير واغتصاب الممتلكات على نحو لا تبرره ضرورات حربية وعلى نطاق كبير بطريقة غير مشروعة وتعسفية من الانتهاكات الجسيمة التي ترتقي لجرائم الحرب. وجدد المركز الفلسطيني عبر البيان مطالبته للإطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 بواجباتها القانونية، بضمان احترام الاتفاقية واتخاذ إجراءات فاعلة لوضع حد للانتهاكات الجسيمة التي تقترفها قوات الاحتلال .
تفجير قنبلة في مقبرة للمسلمين في بيت لحم
وقالت مصادر إسرائيلية إن اللوم في ما نجم من ضرر، عندما فجّر الجنود القنبلة التي كانت مخبأة في مقبرة خالية، يقع على عاتق النشطاء الفلسطينيين. ويشار إلى أن لهذا الموقع حساسية خاصة، لأنه يقع بالقرب من قبر راحيل، الذي يعَدّ بؤرة للتوتر في الضفة الغربية، كما أنه مكان مقدس لدى اليهود. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، يعكوف دلال: "لم ندنس المقبرة، وإنما أبطلنا مفعول قنبلة".
مع ذلك، فإن الانفجار دمّر المقبرة المجاورة أيضًا، وهي لفلسطيني يبلغ من العمر 60 عامًا، وأغضب السكان المحليين، الذين قالوا إن الجنود انتهكوا حرمة الجبانة الوحيدة للمسلمين في بيت لحم. وقال رئيس الوقف الإسلامي في بيت لحم، نصر نوفل، الذي يشرف على المقبرة، إنه حتى وجود القنبلة لا يبرّر الإجراءات التي اتخذها الجيش، وإنه كان يتعين عليه أن ينسّق الأمر مع السلطات الدينية الإسلامية. وأوضح نوفل أن "هذه أول مرة نرى فيها رفات الموتى تنثر في العراء. إنه انتهاك للشريعة الإسلامية، انتهاك خطير للغاية". وأضاف يقول: "حتى دخول جندي إسرائيلي إلى المقبرة محرَّم".
تعتبَر مدينة بيت لحم مكانـًا مقدّسًا للمسيحيين أيضًا باعتبارها المكان الذي وُلد فيه السيّد المسيح. |
وقال شهود عيان إن الجنود الإسرائيليين عثروا على القنبلة مخبأة داخل مقبرة خالية فوق سطح الأرض. وقال الجيش إن نقل القنبلة لتفجيرها في مكان آخر كان أمرًا محفوفـًا بالمخاطر. وقد أدّى الانفجار إلى تدمير مقبرة محمد خليل، الذي توفي عام 2001 لأسباب طبيعية. وقال قريب له إن اسرته نقلت رفاته إلى مقبرة جديدة بعيدة جدًا. كذلك، قال مصطفى معالي إنه كان من المؤلم جدًا رؤية هذا المشهد المخزي والمروِّع. وتتاخم الجبانة الإسلامية قبر راحيل، الذي يعتبره اليهود مثوى زوجة النبي يعقوب. ويقول المسلمون إن قبر راحيل الحقيقي يقع في مكان آخر، وإن المكان المعني يضمّ مسجدًا قديمًا ذا مكانة خاصة، هو مسجد بلال بن رباح، الذي حُظر عليهم دخوله منذ استولت إسرائيل على الضفة الغربية في حرب حزيران/يونيو عام 1967.
التعليقات