اعتدال سلامه من برلين : في النقاش الدائر حاليا حول الوضع في إقليم دارفور السوداني عارضت برلين بشدة الموقف الأمريكي الذي يتحدث عن وقوع مجازر للسودانيين السود حسب التعبير الوارد بدراية من حكومة الخرطوم التي لا تبادر إلى إيقافها، والتدخل الخارجي وحده كفيل بذلك. فحسب قول الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية تتحدث الحكومة الألمانية عن مآسي إنسانية وخرق لحقوق الإنسان سببها حملات إبادة منظمة، ولو كان قد حصلت مجازر بالفعل لكان من واجب الأمم المتحدة القيام بمبادرة ما.
في الوقت نفس أشار إلى سعي برلين في مجلس الأمن الدولي لإيجاد إجماع لصالح مسودة القرار الأمريكي المطروحة حاليا على الأمم المتحدة. فهي جيدة لأنها تتضمن بنود تمكن من توسيع مهمات الاتحاد الإفريقي في دارفور ومنع الطيران الحربي السوداني من التحليق فوق الإقليم، ويُتوقع أن تفرض على الخرطوم عقوبات اقتصادية إذا لم تردع الميليشيات العربية.
وسيكون الوضع في دارفور موضوع بحث في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين القادم في بروكسل، وفي اقتراح سيدرس أيضا من أجل اتخاذ موقف أوروبي موحد لم ترد عبارة " مجازر شعبية "، عدا عن ذلك لم تتفق البلدان ال25 العضو في الاتحاد على صيغة لتأييد قرار لفرض عقوبات على الحكومة السودانية. وكما علم من مصادر دبلوماسية فان عبارة" العمل لفرض عقوبات اقتصادية" تلاقي معارضة خاصة من دول حوض البحر المتوسط مثل إسبانيا وإيطاليا واليونان، فمن وجهة نظرها لا يجب تهديد الخرطوم بإجراءات لن تنفذ أبدا، بينما تتمسك بها فرنسا وبريطانيا وسوف تسعيان لتثبيتها في مجلس الأمن الدولي، فيما لن تعلن ألمانيا عن موقف واضح وتتمنى حدوث إجماع أوروبي.
التعليقات