مراد عباس من الجزائر: هددت "الحركة من أجل العدالة والديمقراطية" في التشاد، التي تحتجز عبد الرزاق البارا، الرجل الثاني في تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، منذ نحو ثلاثة اشهر باعالي جبال تبستي، فك اسره هو و مجموعة من رفقائه من قادة الجماعات الإسلامية المسلحة، وذلك على اثر تردد الحكومة الجزائرية وغيرها في التفاوض معها لتسلّم عبد الرزاق البارا المدعو "عماري صايفي" ومرافقيه، الذين تضعهم الادارة الاميركية في لائحة الارهاب الدولي.
واعلن الناطق الرسمي على لسان الحركة الانفصالية التشادية في باريس في تصريحات صحفية نقلتها وكالات الانباء اليوم، ان حركته لا يمكنها الانتظار كثيرا، وقال في بيان رسمي:"إذا لم تحدث تطورات جديدة سنضطر إلى اتخاذ قرارا واضحا في شأن مصيرهم"،في اشارة الى احتمال اطلاق سراحه.
و صرح وزير الداخلية الجزائري يزيد زرهوني امس بمناسبة تنصيب والي ولاية الجزائر العاصمة الجديد، بقوله "إن امر البارا لم يعد يهم الجزائر".
وكان وزير الداخلية قد اعلن في وقت سابق، ان الجزائر تجري مفاوضات مع خاطفي البارا، الا انه تراجع عن اقواله،اثر بروز بوادر ازمة دبلوماسية مع نجامينا، وقال زرهوني يومها إن الصحافيين قاموا بتأويل تصريحاته، وعاد فقال ان الجزائر لا تتفاوض مع المتمردين، وذلك اثر احتجاج حكومة نجامينا على هذه التصريحات، حيث قامت باستدعاء السفير الجزائري لديها، فاضطرت الحكومة الجزائرية الى وقف اتصالاتها مع حركة التمرد منذ منتصف شهر يوليو /تموز الماضي.
وكانت الحكومة الالمانية قد اودعت طلب مذكرة توقيف لدى الشرطة الدولية في سبتمبر / ايلول من العام الماضي، في حق البارا ورفقائه الذين قاموا باحتجاز عدد من السياح الاوروبيين، من بينهم المان، وفكت الجماعة السلفية اسرهم بعد دفع الحكومة الالمانيا فدية للبارا، وهو ما تنفيه برلين رسميا.
وكان قيادي بارز في الحركة من أجل العدالة والديمقراطية قد صرح للقناة الفرنسية الثانية الخميس الماضي، ان جماعته عرضت تسليم البارا لاية دولة تطلبه، ونفى ان تكون المانيا او الجزائر او الولايات المتحدة الامريكية قد قدمت طلبا بتسلمه.
وكشف الحارس الخاص للبارا، المظلي الفار من قوات الكومندوس الجزائرية، انه كان على اتصال بالرجل الثاني في تنظيم القاعدة بقيادة اسامة بن لادن، وتقيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي يقودها ابو مصعب عبد الودود المعين مؤخرا على امارة الجماعة، اثر فقدان اميرها الاسبق، نبيل صحراوي، صلات وثيقة مع تنظيم القاعدة.
واكد مرافقو عبد الرزاق البارا، في تصريحهم للقناة الفرنسية الثانية، انهم اختاروا الصحراء الشاسعة لاتخاذها كقاعدة خلفية لاعمالهم.
ويتولى قيادة المنطقة الصحراوية الارهابي، مختار بن مختار المدعو "الاعور"، والذي كان من ابرز مدبري عملية احتجاز السياح الاجانب في الصحراء الجزائرية في فبراير /شباط، ومارس /اذار من العام الماضي.
التعليقات