نصر المجالي من لندن: تحدثت مصادر كويتية لخزنة معلومات "إيلاف" عن استهجان ديوانيات كويتية كثيرة، لدفاع وزير الإعلام محمد أبو الحسن عن نفسه حين دعا في اجتماع الأسبوع الماضي, ضم كبار موظفي وزارته ومديريها إلى الاهتمام بنظافة دورات المياه (الحمامات) في مبنى الوزارة، وقال قريبون من تلك الديوانيات التي تشكل عصب الحياة الكويتية على صعد عديدة "نشعر أن الوزير ترك القضايا الكبيرة التي تحيط الكويت داخليا وخارجيا للاهتمام بالحمامات"، وفي غضون ذلك، فإن الحديث عن التعديل الوزاري ، أو ما يسمى (التدوير) في التعبير الكويتي لا يزال يأخذ قسطا كبيرا من اهتمام الشارع الكويتي، حيث تؤكد مصادر عليمة أنه "آت لا ريب"، مع نفي وجود أزمة وزارية أو دستورية في البلاد.
وفي التفاصيل على الساحة الكويتية، حسب ما تتابعه "إيلاف" فإن وزير الإعلام وهو دبلوماسي مخضرم محمد أبو الحسن صرح لـصحيفة (الوطن) بأن "من يتجاهل صغائر الأمور يتجاهل كبائرها"، والوزير كان يرد على سؤال للصحيفة حول الضجة التي حملتها تصريحاته الأخيرة في الأسبوع الماضي، حين وجه كبار موظفي وزارته في اجتماع نشرت تفاصيله في مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة كويتيا مطالبا بضرورة "تنظيف الحمامات في الوزارة"، وذلك من خلال جملة توجيهات وجهها أبو الحسن لأركان الوزارة في الاجتماع المذكور.
يذكر أن الوزير أبو الحسن الذي تتوقع مصادر كويتية عديدة احتمال استبعاده من منصبه الحالي إلى موقع آخر، لانتقادات عديدة وجهت إليه طوال السنة الفائتة، نفى أول من أمس أنه سيستقيل من منصبه، على أنه كان نشر في جميع صحف الكويت أنه تقدم باستقالته رسميا لرئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الأحمد الذي جاء به لحقيبة الإعلام في يوليو (تموز) من العام الماضي من موقعه الأصل كمندوب لدولة الكويت لدى الأمم المتحدة.
وفي حديث لـصحيفة "الوطن" ذات الاتجاهات القومية، عن موضوع حمامات وزارة الإعلام، أكد وزيرها محمد أبو الحسن أن من يتجاهل الأمور الصغيرة لن يتوانى عن تجاهل الأمور الكبيرة، مستغربا "التضخيم الإعلامي غير المبرر" تجاه موضوع الصيانة الذي تقوم به الوزارة لمختلف مرافقها والتركيز على موضوع الحمامات.
وقال أبو الحسن "اجتماع الأسبوع الماضي لأركان الوزارة كان يهدف لمناقشة المشاريع الإنشائية المستقبلية للوزارة وكيفية صيانتها وخصوصا أن الوزارة مقبلة على جملة من المشاريع الإنشائية لتطوير مبناها الذي تم إنشاؤه عام 1977، واغلب مرافقه تحتاج إلى التجديد والصيانة".
لكن مصادر الديوانيات الكويتية التي تعتبر بمثابة "برلمان كويتي غير منتخب" استهجنت تصريحات الوزير والاجتماعات التي "يعقدها لكبار موظفي وزارته لمناقشة موضوع دورات المياه ونظافتها".
ونقلت صحيفة (الوطن) عن الوزير ابو الحسن انه تم خلال الاجتماع المذكور طرح موضوع «الحمامات» وضرورة صيانتها بشكل سريع ومختصر، "وهذا الأمر لا يستحق الهالة الإعلامية التي تمت إثارتها"، مضيفا "لا يوجد ما يمنع مناقشة جميع الأمور التي تهم الوزارة خلال الاجتماعات الدورية التي يتم عقدها، ومن يتجاهل بعض الأمور الصغيرة فإنه لن يتردد في تجاهل الأمور الكبيرة".
و برزت أمس مؤشرات عدة تؤكد انتهاء أزمة التعديل الوزاري الذي ظل الشارع الكويتي يترقب أنباءه طوال الأيام الماضية، بل إن بعض هذه المؤشرات شدد على أن هذه الأزمة لم توجد أصلاً حتى تنتهي.
وفي الوقت الذي كشف فيه مصدر حكومي رفيع المستوى أن مجلس الوزراء لم يتطرق خلال اجتماعه الأسبوعي أمس إلى موضوع التعديل الوزاري أو استقالتي وزيري المالية محمود النوري والعدل أحمد باقر اللذين حضرا بدورهما الاجتماع، نفى وزير الخارجية الشيخ د. محمد الصباح وجود أزمة حكومية داخل مجلس الوزراء قد تؤدي الى تعديل أو تدوير وزاري.
وكان الشيخ محمد قال في تصريح إلى الصحافة قبيل مغادرته إلى جدة لحضور اجتماع مجلس التعاون الخليجي هناك "ما تداولته الصحف في هذا الشأن لا يتطابق مع ما يدور في المجلس"، معتبرا أن "الصحافة ضخمت الموضوع"، وقال للصحافيين "إذا كانت هناك أزمة فهي في عقولكم، ونحن في مجلس الوزراء ليس لدينا أزمة، وانتم تتكلمونعلى أزمة ونحن في المجلس لا نرى أي أزمة".