أسامة مهدي من لندن، وكالات: اتهمت قيادة "المقاومة" العراقية مليشيات أحزاب الحكومة بالقتال ضدها إلى جانب القوات الأميركية، ووصفت تصاعد العمليات المسلحة بانه عرس مقاوم، فيما اعلن رئيس الوزراء اياد علاوي اعتقال 16 ارهابيًا من مجموع 21 مطلوبًا خلال اليومين الماضيين، في وقت اوضح قادة اميركيون ان تصعيد المواجهات الاميركية ضد المسلحين حاليًا يستهدف القضاء عليهم وتمهيد الاوضاع للانتخابات العامة المقررة مطلع العام المقبل. وفي بغداد، قتل 35 عراقياوجرح العشرات في انفجار سيارة مفخخة استهدف مقر قيادة الشرطة في وسط العاصمة العراقية صباح اليوم. وفي بعقوبة اصيب ثلاثة من ضباط الحرس الوطني العراقي اليوم عندما انفجرت عبوة ناسفة، حسب ما ذكر مسؤول في الحرس الوطني.


وقالت " قيادة قوات المقاومة والتحرير" في بيان ارسل الى "ايلاف" اليوم ان الاحداث اكدت ان المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق بزعامة عبد العزيز الحكيم وحزب الدعوة بزعامة نائب الرئيس ابراهيم الجعفري، "يمثلان قاعدة قوات الاحتلال في العراق" الى جانب الحزبين الكرديين الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود البرزاني، والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني "وعلى الاخص في جنوب العراق" ،واضافت ان مليشيات هذه الاحزاب الاربعة التي تحتل معظم المقاعد الوزارية في حكومة علاوي تشارك بشكل فاعل مع قوات الاحتلال " في كل معاركها ضد شعب العراق في الفلوجة ، والنجف وكربلاء ، وتكريت ، والموصل ، وسامراء ، وبعقوبة ، وبغداد الخ ، واكثر من 90% من الحرس الوطني العراقي أو الجيش العراقي وقوات الأمن مشكلة من هذه الاحزاب " التي ارتضت لنفسها ان تكون مطية للاحتلال ومخططاته الغاشمة" كما قالت .

ودعت الانظمة العربية والجامعة العربية بالسماح " للمقاومة" وقواها للتعبير عن ذاتها في البلاد العربية وفتحت لها المجال لايصال صوتها الى الجماهير العربية والعالم من خلال مؤسساتها الإعلامية حتى تكون منسجمة مع أقاويلها عن "رغبتها في مساعدة الشعب العراقي على التحرير ." وقالت ان على ايران والدول العربية المحايدة للعراق ان لا تكرر اخطاء مواقفها "المؤيدة والمحايدة من قبل البعض" لغزو واحتلال العراق. وقد ادركت ان المقاومة المسلحة العراقية اليوم تحمي انظمتها كما كان العراق قبل الغزو والاحتلال تماماً¬ فتقف الى جانب المقاومة لمساندتها على تحرير الارض وطرد المحتلين إن هي حقاً تسعى لتحرير العراق الذي لا يمكن تحريره عبر التعامل مع حكومة هي صنيعة الاحتلال وكل عناصرها عملاء "عاملون" في المخابرات المركزية الاميركية ، والمخابرات البريطانية على حد قولها .

وصفت تصاعد العمليات المسلحة بانها " عرس جهادي مقاوم من زاخو حتى الفاو ومن عريستان حتى القائم "واضافت ان عملياتها المسلحة وصلت في اليوم الواحد الى اكثر من مائة عملية "عدا المواجهات الناجمه عن محاولات قوات الاحتلال اقتحام المدن التي تسيطر عليها قوات المقاومة" . واوضحت ان عملياتها المسلحة خلال الفترة من الخامس الى الحادي عشر من الشهر الحالي ضد القوات العراقية والاميركية اسفرت عن قتل 315 من افرادها واصابة 400 اخرين اضافة الى تدمير 22 دبابة و71 الية واسقاط مروحيتين.

وتاتي الاتهامات الموجهة الى مليشيات احزاب الحكومة في وقت ذكر اليوم ان خمسة آلاف عنصر من الجيش العراقي الجديد نقلوا إلى محافظتي السليمانية ودهوك، ووزعوا على معسكرات تابعة لقوات "البيشمركة" الكردية. وجاءت هذه الخطوة بعد اسابيع قليلة على دعوة الطالباني الى تدريب عناصر الجيش الجديد في مناطق كردستان الهادئة امنياً بدلاً من ارسالها إلى دول الجوار.

وقال سعدون فيلي مدير تنظيمات الاتحاد في بغداد في تصريح صحافي أن لدى الاكراد رغبة قوية في مساعدة حكومة علاوي لتحقيق استتباب الامن في بغداد وبقية المناطق العراقية التي تشكل "بؤر عنف". واشار الى أن هذا الموضوع يخضع لمشاورات في مجال الاستخبارات والأمن بين الأكراد والحكومة لتحديد "خريطة طريق" لدور أمني كردي في مواجهة تداعيات الاشتباكات في الفلوجة والرمادي وبغداد والموصل وسامراء وبعقوبة. ولفت الى ان لدى الاكراد "امكانات وخبرات امنية" يمكن نقلها إلى الحكومة العراقية في وقت تبدو فيه بأمس الحاجة إلى المساعدة الامنية. واعتبر فيلي ان كركوك "مدينة كردستانية وجزء من كردستان العراقية موضحا ان الحزبين الكرديين "يؤمنان بأن كركوك مدينة كردية ويمكن ان تصبح نموذجاً للتعايش والتآخي بين الاكراد والعرب والتركمان والآشوريين". وقال: "نحن الاكراد نؤيد اقامة فيديراليات لكل محافظات العراق على ان تحتفظ مناطق كردستان بحق اجراء استفتاء على مصيرها السياسي ووضعها القانوني".

اعتقال 16 ارهابيًا
واعلن رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي اعتقال "16 ارهابيا" خلال المواجهات العنيفة التي شهدتها بغداد امس الاول من اصل 21 ارهابيا" ملاحقا موضحا ان "اكثرية المعتقلين من الاجانب" الذين اتهمهم " بالسعي الى الاساءة للشعب العراقي".
ووجه علاوي في تصريحات لفضائية العربية انتقادات حادة الى المجموعات المسلحة في العراق ووصفها بأنها "عصابات من المجرمين" تؤدي اعمالها الى "ضرب الشعب العراقي والبنى التحتية" " وقال ان عليهم القاء اسلحتهم والانخراط في العملية السياسية مشيرا الى انه التقى مع عدد من المسلحين ولم يفهم منهم مطاليبهم الحقيقية .
واعتبر علاوي ان خاطفي الاجانب في العراق يسعون "بشكل اساسي الى المال" حتى لو ان "البعض منهم يحاول ان يعطي عمليات الخطف طابعا سياسيا". ووصف العلاقات بين العراق والدول المجاورة بأنها "ممتازة". وتحدث بشكل خاص عن "تفاهم تام من القيادة السورية" في مجال التعاون الامني بين البلدين واشار الى ان "التعاون مع سوريا متقدم اكثر" منه مع ايران.

حملة عسكرية لانتزاع السيطرة على المدن
قال قادة عسكريون أميركيون إن الهجمات التي شنتها القوات الاميركية في الاسابيع الاخيرة على مدن عراقية يسيطر عليها المقاتلون تأتي في إطار حملة كبيرة لانتزاع السيطرة على هذه المدن قبل نهاية العام الحالي لتمكين قوات الأمن العراقية من الاشراف على الانتخابات المقررة مطلع العام 2005.
واوضح مسؤولون عسكريون كبار إن خطة المعركة التي وضعت الشهر الماضي تركز على مناطق الاضطرابات الرئيسية وهي تلعفر والفلوجة وسامراء والرمادي وأجزاء من بغداد ولكن نطاقها يغطي البلاد بأكملها ولها جوانب اقتصادية فضلا عن الجوانب العسكرية.

واشارالبريجادير جنرال ارف ليسيل نائب مدير العمليات في العراق في مقابلة مع رويترز "الاستراتيجية الاساسية هي انتزاع السيطرة على الأمن المحلي في كل المدن في شتى انحاء العراق بحلول نهاية كانون الاول ( ديسمبر) المقبل." واضاف "هذه السيطرة المحلية تعني تمكين قوات أمن عراقية قادرة.. أي الشرطة تدعمها قوات الحرس الوطني العراقي.. والسلطات المحلية المختصة من السيطرة على المدن حتى يمكن للحياة أن تمضى وحتى يمكن لعملية إعادة الاعمار أن تستمر وحتى يمكن إجراء الانتخابات."

وقام الجنرال جورج كايسي قائد القوات المتعددة الجنسيات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق بوضع الخطة بالتشاور مع القادة المحليين وصاغها بحيث تعكس المطالب الواردة في قرار مجلس الامن الدولي الاخير بشان العراق. وقال ليسيل "جزء من عهدنا طبقا لقرار مجلس الامن الدولي توفير بيئة آمنة للسماح
للعملية السياسية بأن تمضى قدما والسماح بأن تجرى الانتخابات في الاطار الزمنى المحدد.

وخاضت القوات التي تقودها الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة معارك شاملة أو نفذت عمليات قصف جوي داخل أو حول العديد من المدن بما في ذلك النجف والفلوجة والرمادي وتلعفر وبغداد. واستمرت مواجهة على مدي عدة أسابيع حول سامراء. وبعد مضي 17 شهرا على إطاحة القوات التي تقودها الولايات المتحدة بصدام حسين من السلطة ما زالت كثير من الجيوب في العراق خارج سيطرتها.

وقال الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان الاسبوع الماضي إنه يشك في أن يتسنى إجراء الانتخابات في الموعد المقرر قبل نهاية كانون الثاني (يناير) المقبل إذا استمرت أعمال العنف بمعدلاتها الحالية. واشار ليسيل إلى مدينة النجف حيث وافق جيش المهدي الموالي لرجل الدين الشيعي مقتدي الصدر على اتفاق لوقف اطلاق النار الشهر الماضي بعد أسابيع من القتال كنموذج لبقية المناطق التي يسيطر عليها المقاتلون.

وتتضمن خطة كيسي مزيجا مشابها من الضغوط السياسية والقوة العسكرية والمزايا الاقتصادية لمحاولة احداث نفس التغييرات في مدن أخري كما خطط للنجف. وحتى تنجح خطة كيسي الرامية لتهدئة الاوضاع في جميع المدن سيتعين في مرحلة ما خلال الشهور الثلاثة القادمة القيام بعمليات عسكرية في الفلوجة والرمادي حيث فشل الاقناع السياسي والاغراء الاقتصادي في تهدئة المدينتين حتى الآن.

اعتداءات
بغداد
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية ان انفجار السيارة المفخخة الذي استهدف مقر قيادة شرطة بغداد في وسط العاصمة العراقية صباح اليوم الثلاثاء اسفر عن سقوط 35 قتيلا وعشرات الجرحى. واوضح الناطق العقيد عدنان عبد الرحمن "ارتفعت الحصيلة الى 35 قتيلا وعشرات الجرحى". وفي مستشفى الكرخ القريب من موقع الانفجار، اكد المعاون الطبي حسين الجبوري ان "المستشفى استلم جثة 23 قتيلا واستقبل 53 جريحا". واضاف ان "اغلب القتلى والجرحى من الرجال ومن المدنيين وهناك طفل واحد جريح وشرطيان".

وفي مستشفى الكرامة، اكد مدير المستشفى كاظم عبود ان "المستشفى تسلم جثث ثلاثة قتلى واستقبل 28 جريحا". واوضح ان "بين الجرحى عدد من النساء والاطفال". وانتشرت جثث متفحمة على الارض، في حين كان رجال الاطفاء يعملون على اخماد الحريق الذي اندلع في عدد من السيارات.

وكان الضابط في الشرطة العراقية حيدر حميد قال في وقت سابق ان "الانفجار ناجم عن سيارة مفخخة استهدفت مقر شرطة الكرخ الذي يستخدم ايضا كمركز للتطوع". وشهد شارع حيفا الاحد مواجهات بين القوات الاميركية ومسلحين ادت الى مقتل واصابة العشرات من العراقيين. ووقع انفجار اليوم الثلاثاء بعد الساعة 10،10 بالتوقيت المحلي (الساعة 6:10 تغ). وبدأت مروحيات اميركية تحلق فوق المكان مع وصول سيارات الاسعاف والاطفاء. وشهد هذا الحي قبل يومين اعمال عنف بين القوات الاميركية ومسلحين اسفرت عن سقوط 13 قتيلا. والحي خاضع منذ الاثنين لحظر تجول من الساعة 00:20 الى الساعة الرابعة فجرا.

بعقوبة
وقال الضابط حسن اسعد ان "الضباط الثلاثة كانوا يستعدون لنصب نقطة تفتيش جديدة بالقرب من مقر مهجور للشرطة كان يستخدم في زمن النظام السابق في ناحية بهرز (5 كلم جنوب بعقوبة) وعندما حاول اثنان منهم التأكد من خلو المقر من اي من الجماعات المسلحة حصل الانفجار". واوضح ان "الانفجار وقع عند حوالي الساعة 15،9 بالتوقيت المحلي (15،5 تغ) ويبدو انها ناتجة عن عبوة ناسفة او لغم ارضي".

ومن جانبه، اكد يوسف جواد مساعد طبي من مستشفى بعقوبة ان "اثنين من الضباط اصابتهما بالغة واستدعت تدخلا جراحيا اما الثالث فيعاني من جروح بسيطة". وتشهد مدينة بعقوبة والمدن السنية المحيطة بها هجمات متكررة على القوات الاميركية وعناصر الشرطة العراقية والحرس الوطني العراقي.

منع بيع الاملاك لغير العراقيين
وعلى صعيد اخراعلن مصدر مسؤول في دائرة التسجيل العقاري التابعة لوزارة العدل العراقية ان الدائرة تقوم بتسجيل العقارات للمواطنين العراقيين فقط وعدم التسجيل للاشخاص غير العراقيين على ضوء قانون التسجيل العقاري المرقم (30) لسنة 1980 والذي ينص على ان جميع العقارات والاملاك التي يتم بيعها لغير العراقيين تعتبر غير قانونية وباطلة نافياً بذلك حصول بعض الاشخاص غير العراقيين على عقارات واراضي داخل العراق. وكانت جهات اعلامية وشائعات مغرضة تثير بين الحين والآخر لغطا حول تمليك اجانب في العراق وبالاخص منهم اليهود محملينهم اسباب ارتفاع اسعار العقارات.

ضوابط اعلامية
واعلن مصدر مسؤول في مجلس الوزراء العراقي ان هيئة الاعلام تستعد لاصدار مجموعة من الضوابط والتعليمات الصارمة التي ستكون ملزمة لجميع وسائل الاعلام العراقية. واضاف ان رئيس الهيئة ابراهيم الجنابي اكد ان معظم الصحف العراقية صدرت من غير تراخيص ولا اذونات من الجهات الحكومية في اشارة واضحة الى نية الهيئة في اعادة النظر في توجهات الصحف العراقية التي صدرت بعد احتلال العراق والتي بلغت اكثر من 200 صحيفة ومازال يصدر منها حتى الآن اكثر من 100 صحيفة.

واشار الى ان هيئة الاعلام ستطلب من جميع الصحف الحصول على تراخيص رسمية من اجل استمرارها في الصدور وستفرض الهيئة شروطاً محددة على الصحف قبل منحها هذه التراخيص ومن بين هذه الشروط هي ان لا يخلق التركيز على الظواهر السلبية حالة من اليأس لدى القراء ولا تنتهج نهجاً تحريضياً ضد قوات متعددة الجنسيات او ضد الحكومة العراقية.

وكشف عن توجيه انذار نهائي لعدد من هذه الصحف وفي حالة استمرارها على نهج التحريض للعمليات الارهابية في البلاد فانها ستغلق بشكل نهائي موضحاً الى ان الحكومة العراقية وبالتنسيق مع مركز الصحافة الدولي ستباشر بوضع التعليمات التي تحدد بها اصدار الصحف ووسائل الاعلام الاخرى.

الياور يؤكد من وارسو إجراء الانتخابات العراقية في موعدها
يفتتح في القاهرة غدا اجتماع وزراء خارجية الدول العربية يتم خلاله بحث عدة قضايا من بينها الأوضاع في العراق. ومن المقرر أن يعقد وزراء خارجية كل من تونس والجزائر والبحرين اجتماعا لبحث الملف العراقي قبل عرض النتائج على الاجتماع الوزاري الذي يستمر يومين. هذا في الوقت الذي أعلن فيه وزير الخارجية العراقية هوشيار زيباري أن العراق سيطرح مشروع قرار بخصوص الموقف العربي حيال بلاده، بينما أعلن الرئيس العراقي غازي الياور أن الانتخابات المقرر إجراؤها في شهر يناير/كانون ثاني المقبل ستتم في موعدها. وقال الياور في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره البولندي في وارسو التي يزورها ضمن جولته الأوروبية، إن الحكومة تعمل بلا كلل على مدار الساعة من أجل ضمان عقد الانتخابات التي وصفها بأنها أمر رائع للغاية. كما أعرب الياور عن شكره لبولندا لإرسالها قوات إلى العراق، منوَّها بتضحيات الجنود البولنديين الذين قضى ثلاثة منهم في كمين بالقرب من الحلة يوم الأحد الماضي.

ومن ناحيته، قال الرئيس البولندي ألكسندر كواسينوسكي إن التحول باتجاه الديموقراطية يسير على وتيرة أسرع مما كان متوقعا، مشيرا إلى أن قوات بلاده ستبقى في العراق حتى تحقيق مهمتها هناك. وكان الرئيس الياور عقد اجتماعات في وقت سابق اليوم مع رئيس الوزراء ماريك بيلكا، وسيجتمع غدا مع كل من رئيس البرلمان جوزيف أوليكسي وعدد من رجال الأعمال البولنديين.