أسامة مهدي من لندن: حذر وزير الدفاع العراقي حازم الشعلان من حرب طائفية يستعد لشنها اصوليون مسلحون متشدون وقال ان تسرب تفاصيل وتوقيت خطة عسكرية لهجوم كبيرعلى بلدة المدائن للقضاء على مسلحين سيطروا عليها يبلغ عددهم حوالي 700 عنصر ادى الى هروبهم الى مناطق مجاورة لكنه قال ان قوات من الجيش تطاردهم حاليا للقضاء عليهم واكد عدم وجود اي تدخل ايراني في المدينة واشار الى ان تأخر اعلان الحكومة الجديدة عطل استكمال عمليات بناء الجيش العراقي.

واضاف الشعلان في حديث هاتفي مع "ايلاف" من بغداد اليوم ان قوات الجيش التي دخلت الى المدائن مع فصائل الشرطة قبل يومين لم تلمس اي تدخل ايراني وهو امر يخالف ما اشار اليه وزير الداخلية فلاح النقيب الذي اتهم المخابرات الايرانية بالتدخل في ازمة المدينة وقال لكن وجودا لاصوليين متشدين مسلحين هناك امر مؤكد حيث كان يتراوح عددهم حوالي 700 عنصر واوضح انهم هربوا من المدينة التي تقع على بعد 30 كيلومترا جنوب بغداد بعد ان تسربت اليهم تفاصيل الخطة الهجومية التي اعدتها وزارتا الداخلية والدفاع للقضاء عليهم غيرانه لم يوضح الكيفية التي تم بها هذا التسريب.

واضاف الشعلان ان المعلومات التي تملكها وزارته تشير الى توجه المسلحن الى منطقة اللطيفية جنوب بغداد والتي تعرف بمثلث الموت حيث هاجمتهم القوات العراقية اليوم وقتلت 20 منهم واعتقلت 35 بينما توجه اخرون الى المناطق المحيطة بمدينة بعقوبة شمال شرق بغداد حيث تلاحقهم القوات هناك بعد ان انتشروا في القرى المحيطة بالمدينة . واشار الى عدم وجود اي معلومات مؤكدة عن اختطاف رهائن من شيعة المدائن قيل ان عدهم يتراوح بين 80 و150 شخصًا.

وقالت تقارير اليوم ان القوات العراقية والاميركية اغلقت جميع المنافذ المؤدية الى مدينة بعقوبة بشكل كامل "حيث تتردد انباء عن احتمال وجود عناصر بعثية سابقة من جماعة عزة الدوري نائب الرئيس المخلوع صدام حسين سابقا وكذلك وصول رهائن شيعة اختطفوا من المدائن على ايدي ارهابيين" . و قال عدد من أبناء المدائن أثناء لقائهم الإعلاميين إن المشرف على تدريب الجماعات المسلحة في المدائن كان آمرا في الكلية العسكرية إبان نظام الحكم السابق.

واوضح الشعلان ان مشكلة المدائن تشير الى ان المسلحين الاصوليين المتشددين من تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد وادي الرافدين بقيادة الاصولي المتشدد المطلوب الاول في العراق الاردني ابو مصعب الزرقاوي المرتبط بتنظيم القاعدة يستعدون بالتعاون مع عناصر مؤيدة للنظام السابق بكل قواهم لخوض معركة طائفية معربا عن امله في استمرار جهود المراجع الدينية الشيعية والسنية لوأد الفتنة الطائفية وقال ان هذه الحرب الطائفية قد بدات باشعال حريق سوق الشورجة وسط بغداد اعرق واوسع الاسواق العراقية نهاية الاسبوع الماضي والذي بلغت الخسائر الناجمة عنه حوالي مليار دولار ثم افتعال ازمة المدائن وقال انه يخشى تدبير عمل ثالث اخطر قد يؤدي الى اثارة عواطف واحاسيس العراقيين طائفيا . ومعروف ان الزرقاوي كان هاجم في رسالة له مؤخرا الشيعة العراقيين الذين سيشكلون غالبية لحكومة العراقية بعد فوزهم في الانتخابات الاخيرة وهدد باحراق الارض من تحت اقدامهم واصفا اياهم بالمردين اعداء الله .

وكانت جماعة الزرقاوي اتهمت امس في بيان على الانترنت، السلطات العراقية بالسعي للقضاء التام على السنة امس بتنفيذها مخططا بدأ في المدائن. وزعمت ان ما يجري في المدائن ما هو الا مشروع لتهجير اهل السنة من هذه المنطقة كخطوة اولى نحو ازالة أهل السنة من حزام بغداد كاللطيفية والحصوة والمحمودية ليتمكنوا اخيرا من تطويق بغداد واحكام السيطرة على منافذها ثم الانتقال الى مرحلة اخلائها من الوجود السني على حد تعبيرها.
واشار قائد الحرس الوطني في بغداد مظهر المولى امس الى أن معتقلاً من تنظيم القاعدة اوقف اخيراً اعترف بوجود الزرقاوي في مثلث الفلوجة والمسيب والمدائن مشيراً الى أن هذا المعتقل الآتي من أفغانستان كان يحمل رسالة من زعيم القاعدة اسامة بن لادن الى الزرقاوي واضاف أن القوات العراقية والأميركية تفرض طوقاً شبه تام حول مثلث الفلوجة والمسيب و المدائن مشيراً الى أن اعتقال الزرقاوي بات وشيكاً.

وعن مدى تأثير تاخر تشكيل الحكومة العراقية الجديدة المكلف بها مرشح قائمة الائتلاف العراقي الشيعية ابراهيم الجعفري اكد الشعلان ان هذا الامر اخر فعلا الاستمرار في عمليات استكمال بناء الجيش العراقي بشكل كبير وقال انه كان من المفترض ان تنتهي الوزارة الشهر المقبل من تشكيل عشرة فرق عسكرية تضم 120 الف عسكري اضافة الى اربع فرق لحرس الحدود تصم 50 الف عسكري اخر "لكن هذا لن يحصل بسبب توقف القرارات الحكومية وصرف التخصيصات المالية نتيجة عدم وجود حكومة" معربا عن خشيته من استغلال المسلحين لهذه الاوضاع في توسيع عملياتهم الارهابية . واضاف ان هذا الوضع سيؤخر من جهة اخرى عمليات رحيل القوات المتعدة الجنسيات من المدن العراقية "لان هذا الاجراء مرتبط باستكمال بناء القوات العراقية والتاخير الحاصل في هذا يؤخر بشكل طبيعي مغادرة القوات الاجنبية للمدن" .

وحول حقيقة الاوضاع في مدينتي القائم وحديثة القريبتين من الحدود السورية واللتين تشهدان مواجهات عنيفة بين المسلحين والقوات العراقية والاميركية التي تفرض حظر جزئيا للتجول هناك قال وزير الدفاع العراقي حاز الشعلان ان مسلحين متسللين من سورية يتمركزون فيهما وقد ارسلت القوات العراقية مؤخرا تعزيزات الى هناك قوامها لوائين مسلحين حيث تم فعلا القضاء على الجزء الاكبر منهم وهما يتعاملان حاليا مع جيوب صغيرة هنا وهناك واشار الى عدم وجود تنسيق مستمر مع السلطات السورية حول هذا الامر لكنه اشار الى انها ساعدت في اعتقال سبعاوي ابراهيم لحسن الاخ غير الشقيق لصدام حسين قبل اسابيع معربا عن امله في استمرار هذه المساعدة للتمكن من اعتقال بقية القيادات البعثية العراقية السابقة التي ينشط عدد من عناصرها على الاراضي السورية.