كشف عن مشروع للنظام اللبناني يتجاوز الطائفية
أمين الجميل لـ"إيلاف": قانون الـ2000 جائر

أمين الجميل خلال المقابلة التي أجرتها معه الزميلة ريما زهار أمس

ريما زهار من بيروت: يكشف رئيس جمهورية لبنان الأسبق أمين الجميل لـ"إيلاف" أنه سيتقدم في وقت قريب بمشروع متكامل يرمي إلى تطوير النظام اللبناني ويعتمد على تجاوز النظام الطائفي.

الجميل، الذي يبدو هادئًا في مواقفه ويتريث قبل الكلام عن التصورات لما بعد مجيء الجنرال ميشال عون، يؤكد أن "خزعبلات" كرامي أدت إلى تطيير قانون القضاء وأن رئيس المجلس النيابي نبيه بري كان على استعداد للقيام بأي شيء لإبقاء الجنوب على حاله. وعلى الرغم من أنه يتمنى عودة المصالحة إلى حزب الكتائب، إلا أنه ينفي وجود أي خطوات في هذا الشأن.

والرئيس الجميّل الذي يتميز بثقافته السياسية الراقية والواقعية، يُضفي على محدّثه هذه الأيام إضافة إلى مسحة التفاؤل بالمستقبل، نظرة واقعية نحو القرار 1559 فيعتبره صورة حقيقية لاتفاق الطائف مشيرًا إلى أن معظم القيادات في المعارضة تطالب بنزع سلاح حزب الله ويجب البحث معه على الوسيلة التي تحفظ المصلحة الوطنية العليا.

ومن خلال تجربته كرئيس جمهورية في أصعب الظروف، يؤكد الجميل بحنكته المعهودة أن العهد الحالي ارتكب أخطاءً مميتة وأن موضوع التوطين أصبح للمزايدة وللابتزاز.

حوارنا معه كان شاملًا لكل مواضيع الساعة انطلاقًا من عودة العماد ميشال عون وانعكاساتها على الساحة اللبنانية وصولًا للانتخابات النيابية المقبلة والعلاقات السورية اللبنانية، مرورًا بحزب الكتائب وشجونه والقرار 1559 وسلاح حزب الله ووضع المعارضة الداخلي من دون أن ننسى اتفاق 17 آيار (مايو) ومشروع التوطين والعلمانية وإلغاء الطائفية السياسية. والأجوبة تميزت بالهدوء والاعتدال والشمولية.

وفي ما يأتي نص الحوار مع الرئيس أمين الجميّل:

العماد ميشال عون والرئيس أمين الجميل* فخامة الرئيس، عدتم إلى لبنان عام 2000 بعد نفي 12 عامًا في فرنسا هل غيرت هذه المرحلة نظرتكم الى الامور؟
النظرة تتغير كل يوم والوضع العام في لبنان وفي المنطقة يتغير فالمنطقة قبل 11 ايلول(سبتمبر) هي غيرها بعده والمنطقة قبل حرب العراق هي غيرها بعدها، وكل الامور تتطور والانسان يتطور معها والوضع في لبنان كذلك، الامر يتغير والقراءة تختلف من مرحلة الى اخرى واليوم في لبنان نعيش عصرًا جديدًا بعد الانسحاب السوري من لبنان وهناك تطورات واستحقاقات وتحديات جديدة تختلف عن التي كنا نواجهها قبل تلك المرحلة وهذا الانسحاب.

عون
* عون عاد الى لبنان بعد نحو 15 عامًا، ما هي تصوراتكم للتغيرات والمرحلة المقبلة بعد عودته؟
- يقتضي ان نتريث قبل الكلام عن هذا الموضوع لان الساحة اللبنانية باسرها تغيرت بعد اغتيال الرئيس الحريري ،وبعدما تحررت المعارضة وانخلطت الاوراق لا سيما وان مفهوم المعارضة اليوم تغير وهذه الانتخابات كذلك الامر ستفرز معطيات جديدة وكتل برلمانية جديدة ونمط سياسي جديد، يقتضي ان ننتظر الى ما بعد الانتخابات لكي تتوضح صورة الجغرافيا السياسية الحقيقية على الساحة اللبنانية.

إقرأ في إيلاف أيضًا
عون في لبنان بعد نفي 15 عامًا

عون حكاية صبي ابن حارة حريك (الحلقة الأولى)

عون ابن الحربية وقائدًا للجيش(الحلقة الثانية)

عون رئيسًا للحكومة ....وحرب التحرير(الحلقة الثالثة)

مؤتمر الطائف وإزاحة الجنرال (الحلقة الاخيرة)

* كمعارضة مسيحية الا تتخوفون من عودة الجنرال عون لأنه قد يمثل معظم المسيحيين؟
- اعتقد بان عند الجنرال عون ما يكفي من الوعي والادراك وهو يعرف تمامًا ان الديموقراطية التي ينادي جميعنا بها تقتضي الاعتراف بالآخر والتعاون مع الآخر لذلك نحن على تواصل مع الجنرال عون، وننسق في المواقف ولبنان هو للجميع بمسلميه ومسحييه وهناك احزاب وتيارات وهذا هو رونق لبنان وهذه ميزة لبنان انها فسيفساء جميلة وتتآلف هذه الفئات مع بعضها.
* اذا اعيدت عقارب الساعة الى الوراء هل كنتم ستعينون الجنرال عون رئيسًا للحكومة في الربع ساعة الاخيرة من عهدكم؟
- لنترك هذه الامور للتاريخ.

الانتخابات النيابية
* ماذا حدث ويحدث في المجلس النيابي لجهة تطيير قانون القضاء والعفو عن جعجع؟
- فوتنا على لبنان فرصة للانتقال بهدوء وبفعالية من مرحلة الى اخرى فجاءت هذه التدابير بحق الدكتور سمير جعجع وتأجيل قانون العفو واقرار هكذا قانون للانتخابات بمثابة اكثر من خيبة امل، وتحد للناس ومشاعرهم، كنا اعتبرنا ان لبنان امام صفحة جديدة تقتضي ان يتوقف الظلم او على الاقل الاحكام الاستنسابية اي كانت مسؤولية الدكتور سمير جعجع هناك من ثبت انهم ارتكبوا جرائم كبيرة وهم يسرحون ويمرحون وايًا كانت الظروف في تلك المرحلة كنا نأمل بان نطوي هذه الصفحة، وكما عاد الجنرال عون من المنفى، ان يخرج الدكتور سمير جعجع من الحبس وان تتحرر الاحزاب وان تعود وسائل الاعلام المصادرة كالMTV وغيرها الى الساحة، وهذا ما كنا ننتظره وهذا لا يتعلق بشخص الدكتور سمير جعجع وانما ما يهمنا بالامر المناخ العام في البلد وهو اعطاء انطباع للناس بان المياه عادت الى مجراها وعادت الديموقراطية تأخذ دورها وعادت حقوق الانسان تحترم في لبنان والتعاطي بمساواة مع الجميع، اما بما يتعلق بقانون الانتخاب فكذلك الامر فهو قانون جائر وباعتراف المحاكم اللبنانية العام 2000 اعتبرت انه قانون غير منصف ولم توافق عليه تلك المحاكم بعدما حصل الطعن في القانون ولم توافق عليه الا تلبية لحجة الدولة التي ادعت الظروف الاستثنائية ، ان هذا القانون يفصل المناطق على قياس بعض القوى وليس على الاطلاق عادلًا وديموقراطيًا ولا يساوي بين الناس، فكانت خيبة امل وسينعكس هذا الامر على الاجواء في المجلس النيابي المقبل، رغم ذلك اننا نعول الوعي الشعبي وعلى هذا التيار المعارض الكبير من اجل تطويق ذيول وانعكاسات هذا القانون الجائر وسنقود الانتخابات بقوة وبعزم ونأمل في كل الاحوال ان تأتي الاكثرية في المجلس النيابي العتيد لتحقق بعض اماني الناس.

* تحدثتم عن مناخ ديموقراطي يجب ان يسود ما هو العائق اليوم امام هذا المناخ وامام عدم الافراج عن سمير جعجع؟
- 30 عامًا من الوجود السوري والهيمنة السورية كانت مؤثرة في السياسة وفي المجتمع وفي كل المؤسسات وخلال هذه السنوات زُرعت سورية في العمق وعلى كل الأصعدة ومن الصعب ازالة هذه الرواسب والآثار في خلال شهر من تاريخ الانسحاب ، ولا يزال الطريق طويلًا امامنا من اجل معالجة ذيول هذه الحقبة، ولا يزال الشعب اللبناني متأثرًا من هذه الاوضاع المستجدة على الساحة.

امين الجميل في كلمات

ولد أمين الجميل عام 1942 في قرية بكفايا في لبنان. ووالده هو الشيخ بيار الجميل مؤسس حزب الكتائب ورئيسه لأكثر من أربعين سنة.

ودرس الجميل القانون والعلوم السياسية من جامعة القديس يوسف في بيروت وتخرج منها عام 1966، وعمل في المحاماة، ثم أصبح عضوا في المكتب السياسي لحزب الكتائب الذي كان يتزعمه والده. وفي عام 1971 أصبح عضوا في المجلس النيابي (البرلمان).

وفي عام 1982 وأثناء الحرب الأهلية اللبنانية انتخب أمين الجميل رئيسا للبنان بعد اغتيال أخيه بشير، وبعد انتخابه بفترة وجيزة سحبت إسرائيل معظم قواتها من لبنان، وحلت محلها قوات لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة. لكن الحرب حالت بينه وبين تشكيل حكومة منظمة.

وخلال فترة رئاسته ظل لبنان تحت وطأة الحرب الأهلية والاحتلال الإسرائيلي لأجزاء من البلاد. وترأس أمين الجميل المفاوضات مع الأطراف المتحاربة التي توصلت إلى اتفاق الطائف عام 1989 والذي انتهى بدوره عام 1990.

وعندما انتهت فترة رئاسة الجميل في أيلول(سبتمبر) 1988 لم يتفق البرلمان على مرشح الرئاسة الجديد، فعين الجميل العماد ميشال عون رئيسا للحكومة الموقتة.

*لكن سورية انسحبت؟
- رغم ان سورية انسحبت لا تزال تملك حضورًا كثيفًا و30 سنة من الهيمنة السورية على لبنان و30 سنة من الزرع السوري واختراق المؤسسات الدستورية ،واعني بذلك رئيس جمهورية والحكومة والجيش والقضاء وحتى في الاحزاب والنقابات فسورية عندما دخلت الى لبنان لاغراض امنية وسياسية ايضًا ولا اعتقد انها عندما دخلت كان في نيتها ان تخرج ونعرف تمامًا اطماع سورية في لبنان فتصرفت في لبنان ليس كقوة احتلال بل كأن لبنان جزء من سورية، واقارن مثلًا بين الاحتلال الاسرائيلي للجنوب الذي كان احتلالًا سطحيًا وقمعيًا للناس بينما ما حصل بالنسبة للعلاقات اللبنانية السورية فان سورية سعت الى تغيير المؤسسات بالذات والى اختراقها واعطي مثلُا على ذلك المجلس الاعلى اللبناني السوري الذي خضّع المؤسسات الدستورية لمشيئة سورية، كذلك الامر الاتفاقات الثنائية التي عقدت بين لبنان وسورية وهي جميعها غير عادلة وغير متوازنة وفرضت بشكل او بآخر على لبنان لانه لم يكن هناك توازنًا بين المفاوض السوري واللبناني هناك مفاوض سوري قوي جدًا ومفاوض لبناني ضعيف جدًا، فاتت كل هذه الاتفاقات بشكل طبيعي لصالح سورية، اذن سورية زرعت في العمق وسيتوجب علينا جهودًا كبيرة من اجل عودة الامور الى نصابها، ورغبتنا في ان نسرع في هذه المعالجة كذلك الامر من مصلحة الطرفين عودة العلاقة المتينة بين لبنان وسورية لان رغبة الشعب اللبناني هي في اقامة اطيب العلاقات بين لبنان وسورية، وانما ان تكون متوازنة من الند للند واحترام خصوصية ومصالح كل من الدولتين السورية واللبنانية.

* لم يتم اعتماد قانون القضاء في الانتخابات بل قانون العام 2000 هل يؤثر هذا الامر على الاصوات التي ستحصلون عليها في الانتخابات.
- كل قانون له سلبيات وايجابيات وكما ذكرت هذا القانون جائر وكل قانون جائر سيكون له تأثير سلبي على مجريات الانتخابات ،ورغم ذلك سنواجه السلبيات ونحاول ان نعوض عليها بمزيد من الجهد لتجييش وتعبئة الناس والناخبين بشكل قوي حتى نعوض على سلبيات القانون.

* من هم حلفاؤكم في الانتخابات النيابية خصوصًا وانه تم الحديث عن تحالف بين نسيب لحود وبيار الجميل(ابنكم) وغبريال المر اضافة الى ابراهيم كنعان عن التيار العوني؟
- هناك تحالفات ضمن لقاء البريستول نأمل ان يبقى هذا التلاحم مع الجميع وان يتم التعاون مع كل التيارات اكانت الاطراف العضوة في قرنة شهوان او اللقاء الديموقراطي وتيار المستقبل والعماد عون وغيرهم من التيارات.

* ماذا ستفرز الانتخابات النيابية وهل ترون ان هناك فعلًا تغييرًا جذريًا يحقق طموحات الشباب الذين كان لهم دور مهم في مرحلة ما بعد 14 آذار (مارس)؟
- هذا الامر هو الهاجس عندنا بان يترافق التغيير الاستراتيجي في المنطقة عامة والانعاكسات في لبنان ان يترجم ذلك في تغييرات كذلك الامر في ذهنيات وفي النهج وطريقة مواجهة التحديات والاستحقاقات، والمطلوب هو نقلة نوعية في السياسة اللبنانية ، ولبنان مر منذ حقبة الاستقلال بمراحل صعبة جدًا وعانى من مضايقات واحتلالات وتدخلات بشؤوننا الداخلية وهذا الامر لم ينقطع منذ العام 1943 حتى اليوم فيطمح الشعب اللبناني من الآن وصاعدًا ان تكون هذه الحقبة من الاحتلالات والتدخلات والضغوطات قد ولت وان يتمكن الشعب اللبناني من ان يدير شؤونه بنفسه، وهذا ما يقتضي ان نتحمل مسؤوليتنا كسياسيين وان نعطي الشباب دورهم في اعادة بناء هذا الوطن، ان شباب لبنان هو واع جدًا ويتمتع بكل الكفاءة اللازمة وبرهن في 14 آذار( مارس) قدرته على تحمل المسؤوليات وكانت مظاهرة رائعة لجهة الوحدة الوطنية والانضباط وتحمل المسؤوليات ونأمل ان كل هذه الامور الايجابية تؤدي الى نوع من نقلة نوعية للتعاطي في الشأن العام.

* الا ترون اننا ما زلنا ندور في الحلقة المفرغة ذاتها خصوصًا بالنسبة لمسيحيي بشري والجنوب والاشرفية؟
- هذا ما كنا نعنيه عندما تكلمنا عن القانون الجائر فهناك اتفاق الطائف ينص على ان تجري الانتخابات على اساس المحافظة بعد اعادة النظر بالمحافظات، وان تكون تعبر عن الواقع الشعبي على الارض وان تحقق الحد الادنى من المساواة ومن التمثيل الحقيقي للناس مع ضرورة الاخذ بعين الاعتبار الانصهار والعيش المشترك وهذا لم يتحقق ولم تبادر الحكومات المتعاقبة منذ اعلان الطائف على تطبيق هذا البند وهذا ما نعاني منه ولذلك اعتبرنا ان القضاء في الوقت الحاضر هو الطريقة الفضلى من اجل التمثيل الحقيقي للناس انما المناورات التي قامت بها السلطة وما قام به الرئيس عمر كرامي وكيف كان التعاطي مع تكليف الرئيس عمر كرامي ثم اعادة تكليفه والمماطلة في تشكيل الحكومة لحجج واهية ثم استقالته كل هذه الخزعبلات والمناورات اجلت في اقرار القانون في المجلس النيابي وفيما بعد وضعنا جميعنا امام الامر الواقع واقرار قانون ال2000.

* هل برأيك هذا السبب كان لاقرار القانون 2000 ام ان بعض المعارضة كان لها مصلحة شخصية انتخابية لاقراره؟
- كانت المعارضة منذ البداية متفقة على قانون القضاء في حكومة الرئيس عمر كرامي والرئيس الشهيد رفيق الحريري ومعظم القيادات اقرت هذا القانون، وفيما بعد بقينا نصر على هذا القانون ووقعت عريضة من قبل لقاء قرنة شهوان واللقاء الديموقراطي ونواب قرار بيروت في هذا الاتجاه وانما لم يطرح هذا القانون بهذا الشكل امام المجلس النيابي فكانت الحكومة ومن وراء السلطة هم من عرقلوا هذا القانون وتحميل بعض اطراف المعارضة مسؤولية ذلك وهي من الالاعيب السياسية المعروفة اي تحميل الغير تقاعس في بعض الامور البديهية.

من السهل تحميل المسؤولية انما نحن اكدنا على موقفنا ووقعنا عليه وحضرنا الى المجلس النيابي لاقرار هذا القانون فيما تقدمنا بعقد جلسة استثنائية لهذا الامر انما من الواضح بدءًا بالرئيس نبيه بري انه كان على استعداد بان يقوم باي شيء لابقاء الجنوب على حاله انتخابيًا والامساك بكل خيوط المعركة الانتخابية في الجنوب ونجح بذلك.

حزب الكتائب
* هل هناك مصالحة واعادة وحدة في حزب الكتائب؟
- هذا ما نتمناه وانما حتى الآن ليس من جديد على هذا الصعيد لأن هناك قيادة ممسكة بكل مؤسسات الكتائب النافذة من ادارة وليس من جديد على هذا الصعيد، وهناك اقتراحات خجولة من قبل القيادة الحالية لكن لا عرض مقنع في الامر.

القرار 1559
*هل تعتبرون ان القرار 1559 كان لصالح لبنان؟
- يجب ان نتفهم ان القرار 1559 لم يكن سوى صورة حقيقية لاتفاق الطائف الفرق الوحيد بينهما هو ان القرار 1559 برمج بعض بنود اتفاق الطائف التي كانت ترفض الدولة وسورية ان تبرمجها، وموضوع الانسحاب السوري بقي في اتفاق الطائف الى ما هنالك من بنود لم تطبق فلولا سورية ولبنان نفذتا اتفاق الطائف جديًا لما كان صدر القرار 1559. ولو ان المحاكم اللبنانية تصرفت بجدية وعدل لما كان صدر القرار 1559 الذي شكل لجنة تحقيق بجريمة قتل الرئيس الحريري، لان الوضع المذري على صعيد القضاء والطريقة الاستنسابية لتعاطي القضاء مع المواضيع المطروحة امامه هي التي شوهت سمعة القضاء في الخارج واعطت كل التبريرات للخارج لتكليف لجنة تحقيق دولية بجريمة قتل الرئيس الحريري.

* زاركم الفريق الدولي لتقصي الحقائق، هل هذه اللجنة ستكتشف الحقيقة وتعلنها؟
- الامر ممكن وعلى ما يبدو ان بعض الاجهزة المخابراتية في العالم تمتلك خيوطًا عدة، ممكن ان تكشف هوية الفاعلين، ومما لا شك فيه ان هذه الاجهزة ستضع هذه المعلومات في تصرف لجنة التحقيق.

مقالات ذات صلة

عون للتحالف مع الموالين لسورية

لقاء قريب بين عون ونصرالله

يوميات عون في منفاه الباريسي

خلط أوراق المعارضة اللبنانية

من قسم جريدة الجرائد في إيلاف

طلال سلمان: جنرال التمرد

علي حماده: أهلا بميشال عون

حسن مدن: عودة الجنرال

* كنتم من الداعين الى نزع سلاح حزب الله في حين اعتبرته بعض القيادات انها من الشؤون الداخلية، هل هناك فعلًا آلية محددة لنزع سلاح حزب الله؟
- مجموعة القوى اللبنانية تطالب بنزع كل سلاح غير شرعي عن الساحة اللبنانية معظم اعضاء المعارضة تعتبر انه آن الآوان لينتشر الجيش اللبناني في كل المناطق وان يزول كل وجود مسلح لا سيما وانه تمت المصالحة اللبنانية على نطاق واسع وانسحبت اسرائيل من الجنوب، وقضية مزارع شبعا اصبحت في الامم المتحدة، فلذلك كل المعطيات متوفرة اليوم من اجل البحث مع حزب الله على الوسيلة التي تحفظ المصلحة الوطنية العليا وانني اعتقد ان هذا الامر يقتضي ان يبحث مع حزب الله بالذات ومن اولى واجبات حكومة الاتحاد الوطني ان تجلس حول طاولة مع حزب الله لتبحث معه على افضل السبل، في ان تبسط السلطة اللبنانية سيادتها وسلطتها على الاراضي اللبنانية كافة واعتقد ان هذا من مصلحة حزب الله ايضًا ان تتسلم الدولة اللبنانية دون سواها هذه المسؤولية.

المعارضة
* حققت المعارضة مطلبين: الانسحاب السوري ولجنة تحقيق دولية لكن الكثيرين يقولون ان لا استراتيجية مستقبلية لها وانها اصبحت معارضات داخل معارضة، ما هي صحة هذه الاقوال؟
- لبنان "موزاييك" طوائف واحزاب وفئات وهذا رونق لبنان ولم يكن لبنان في تاريخه حزبًا واحدًا وكتلة واحدة جامدة اسوة بالبلدان ذات الحزب الواحد كالاتحاد السوفياتي سابقًا او كوبا او كوريا الشمالية. وهذه الفسيفساء تتفاعل مع الظروف والمستجدات.
وتجمعنا تحت شعار "حرية وسيادة واستقلال" وحققنا هذا الهدف بالطبع بالتعاون مع المجتمع الدولي والآن يقتضي اعادة بناء تلك المؤسسات وازالة ذيول كل الحقبة السابقة .

*هل سيفضي لقاء البريستول اليوم الى برامج محددة للمعارضة؟
- من الصعب ان يتحقق هذا الامر بالمطلق لان برامج المرحلة المقبلة لم تتوضح بعد وهناك استحقاقات تقتضي حوارًا دائمًا وجهدًا دؤوبًا والكل ينظر الى هذه الامور من زاوية مختلفة، ونحن الاهم في لقاء البريستول انه فسحة حوار وهذه مهمة جدًا ولا بد ان تبلور فسحة الحوار هذه افكارًا مشتركة ومشروعًا مشتركًا لان عند الجميع الشعور بالمسؤولية في الوقت الحاضر انما من الصعب ان يتفاهم الجميع على كل الامور دفعة واحدة ولا يتم ذلك الا باطار نظام ديكتاتوري وقرار احادي.
ونأمل الا يقع لبنان في هذا المنطق الدكتاتوري، ونحن نعول على لقاء البريستول كونه فسحة حوار مهم جدًا وتبين ان الاطراف المشاركة في هذا اللقاء مدركة تمامًا للمخاطر والتحديات .

* يطرح اليوم من قبل بعض المعارضة إقالة رئيس الجمهورية، ما هو رأيكم الشخصي بالموضوع؟
- مما لا شك فيه ان هذا العهد ارتكب اخطاء مميتة في حق لبنان ولم يشهد لبنان هذا النوع من الفساد كما شاهده الآن ،وأخطر ما حصل التمديد للرئاسة وكان ذلك بمثابة تحد، اولًا للشعب اللبناني والقيادات اللبنانية ولاقرب المقربين من العهد بالذات، وكذلك الامر تحد للمجتمع الدولي، والجهود كلها اليوم منصبة على موضوع الانتخابات فلتجر الانتخابات اولًا وننتهي منها وبعد هذه الانتخابات لكل حادث حديث.

17 آيار (مايو)
* اصدرتم توضيحًا حول اتفاق 17 آيار(مايو) كرد على الذين وجهوا الانتقادات، ما هو القصد من هذا التوضيح؟
- التوضيح لان مجرد ان جرى قراءات خاطئة من مقامات رسمية كبيرة مما اقتضت الظروف ان اضع النقاط على الحروف لا اكثر ولا اقل، الموضوع اصبح عمره اكثر من 20 عامًا واستغربت لماذا طرحه في هذه الظروف بالذات ان لم تكن لاسباب مغرضة.
* هل ترى ان مشروع التوطين سار في لبنان؟
- موضوع التوطين اصبح للمزايدة وللابتزازات وحتى الآن لم تتعاط معه الدولة على الاطلاق بجدية ورصانة ،واذا استمرينا بلعن الظلام بدون ان نجهد باضاءة شمعة فنكون نعمل من اجل التوطين وباتعس مظاهره.فعلى الدولة اللبنانية ان تتحمل مسؤولياتها في هذا الشأن وتضع خطة لمواجهة هذا الموضوع.


العلمانية
* هل تعتبر ان العلمانية والغاء الطائفية السياسية حل لإنقاذ لبنان؟ وما هي الطروحات البديلة عن العلمانية؟
- ساتقدم بوقت قريب بمشروع متكامل يرمي الى تطوير النظام اللبناني بشكل يحقق العصرنة ويحقق طموحات الشعب اللبناني ،وهذا المشروع يتجاوز كل المفاهيم الماضية ويؤسس لمرحلة جديدة تقوم على التوافق الديموقراطي بين الناس، وفي الوقت نفسه يحافظ على التقاليد اللبنانية وعلى مكونات المجتمع اللبناني.
* ما هي اهم بنود هذا المشروع؟
- مشروع في حينه وفي وقت قريب سنطرح تفاصيله وسيقوم على اعادة النظر في الممارسة الديموقراطية، ويعتمد اساسًا على تجاوز النظام الطائفي والعودة مباشرة الى الشعب في تحديد خياراته الوطنية.
* هل هو اذًا علماني؟
- كلمة علماني تخلق الشكوك ومفهوم العلمانية غامض والدولة اللبنانية في اساسها علمانية ليس هناك اي بند في الدستور يؤكد على ان رئيس الجمهورية يجب ان يكون مارونيًا، ورئيس الحكومة سني ورئيس المجلس النيابي شيعي، ولكن لم يطبق شيء من هذه العلمانية على الارض والممارسة السياسية ليست فقط طائفية بل مذهبية.