تايبه- تلوح مخاوف من تصعيد جديد للتوتر بين بكين وتايبيه اثر دعوة الرئيس التايواني شين شوي-بيان الى تنظيم استفتاء حول مستقبل الجزيرة كما اعتبر محللون.
وقد حقق شين مفاجأة اثر اعلانه امس السبت ان الـ23 مليون تايواني وحدهم سيقررون مصير تايوان من خلال استفتاء. ويؤيد الرئيس التايواني انفصال الجزيرة وقد جعله انتخابه في العام 2000 العدو اللدود للصين التي تعتبر اعادة توحيد الجزيرة مع البر الصيني من اهم الاهداف الوطنية.&لكنه خفف منذ ذلك الحين لهجته فيما يتعلق بمطالبه الانفصالية ووعد بعدم تنظيم استفتاء حول الاستقلال خلال ولايته التي تنتهي في 2004.&
ورد ابرز حزبين معارضين، كومينتانغ وحزب الشعب الاول، على الفور محذرين من ان تصريحات الرئيس قد تسمم اكثر العلاقات مع الصين.
وعبرت بكين اليوم عن انزعاجها واكدت مجددا رفضها استقلال تايوان. وقال ناطق باسم وزارة الخارجية ان الصين "لن تتساهل ابدا مع اي تهديد لسيادة الصين ووحدة اراضيها".
واعتبر محللون ان شين يلعب بالنار من خلال رغبته الاستفادة من وجود رئيس محافظ في البيت الابيض مستعد لمواجهة التحديث السريع للقوات الصينية.&لكنهم استبعدوا احتمال تنظيم استفتاء في تايوان في مستقبل قريب.
وحذر يانغ كاي-هوانغ استاذ العلوم السياسية في جامعة سوشو من ان "تصريحات شين المتشددة تهدد بتعريض الامن الوطني في تايوان للخطر. وتصريحاته قد تستخدم من قبل قادة بكين لتأجيج المشاعر القومية ضد تايوان. ومن ثم فان العلاقات مهددة بالتدهور".
وقد هددت الصين بانتظام باجتياح تايوان في حال اعلنت الجزيرة استقلالها رسميا. يشار الى ان تايوان انفصلت عن البر الصيني مع وصول الشيوعيين الى السلطة في بكين عام 1949.
من جهته قال تشانغ هسين-تشاو الاستاذ في جامعة سان يات-سين ان "بكين تعلم ان هذه التصريحات هي سياسية اكثر مما تنطوي على مخاطر استقلال فورية".&ولا تملك تايوان قانونا يسمح لها باجراء استفتاء واي تعديل للدستور يتطلب غالبية ثلثي البرلمان وهو اكثر بكثير مما يمكن للرئيس شين جمعه كما يقول المحللون.
لكن شين لم يتحدث بشكل علني عن الاستقلال في تصريحاته التي ادلى بها متوجها الى التايوانيين في الخارج كما لم يحدد موعدا لاجراء استفتاء محتمل.&وتوقع محللون ان تقوم بكين ردا على ذلك بوقف اقامة علاقات مباشرة مع الجزيرة في مجالات النقل والتجارة والبريد.
وهذه العلاقات تطالب بها اوساط رجال الاعمال التايوانيين الذين استثمروا 40 مليار دولار في الصين ويشتكون خصوصا من زيادة الكلفة التي يفرضها غياب علاقات مباشرة بين طرفي مضيق فورموزا.
وحذر البروفسور يانغ الرئيس شين من الافراط في الثقة في العلاقات مع ادارة الرئيس جورج بوش المزودة الرئيسية للاسلحة للجزيرة لكن التي تدعو ايضا بكين وتايبه الى ضبط النفس.&وقال ان "تايوان يمكن ان تكون ضحية رد عكسي في حال اقتنعت واشنطن ان تايبيه هي مثيرة الاضطرابات في العلاقات الصينية-الاميركية".
وقد سمحت الادارة الاميركية السنة الماضية لشين بالتوقف في نيويورك، في بادرة رمزية ازعجت بكين كما انها وافقت على اكبر صفقة اسلحة للجزيرة خلال عقد تضمنت غواصات وطائرات مضادة للغواصات والسفن الحربية وطرادات.