تتصاعد نبرة التوتر بين العراق والاحزاب الكردية بصورة متسارعة وصلت الى درجة الأزمة الخطيرة، وعلى العكس من أزمات الأكراد السابقة التي حصلت مع الحكومات العراقية المتعاقبة، هذه المرة أخذت طابعاً اخر أشد خطورة اذ ان هناك تعاطفاشعبيا مع الحكومة في صراعها الراهن مع الاحزاب الكردية.


وهذا الأتجاه الجديد الذي طرأ على العلاقة ما بين الشعب العراقي والأكراد، تخطى مساحة الخلافات السياسية بين الحكومة والاحزاب الكردية، واخذ طابعاً شعبيا وطنيا من لدن اكثرية العراقيين الذين عبروا عن استيائهم من مطالب الاحزاب الكردية ومحاولاتها تجاهل سلطة الدولة العراقية.


من الواضح ان مستقبل العلاقة بين العراق والأكراد يتجه نحو الأسوأ وهو في حالة تدهور متواصل، ولعل القنبلة الموقوتة التي قد تنفجر في أية لحظة هي انفجار التوتر بين العرب في مدن : كركوك والموصل وديالى وبين الميلشيات الكردية المتواجدة في هذه المدن العراقية، ففي هذه المحافظات تبدو الأجواء مشحونة بالتوتر والعداء واستحالة التعايش على المدى المنظور.


ومن غير المستبعد نشوب مناوشات مسلحة بين العرب والميليشيات الكردية مما سيجبر الحكومة العراقية على القيام بواجبها الدستوري وحماية انباء الشعب المدنيين والتصدى للميليشيات والدخول معها في حرب مفتوحة قد تؤدي الى تدخل دولي ووضع قوات مسلحة من قبل الأمم المتحدة لحماية العرب المدنيين من خطر تعرضهم الى التطهير العرقي والإبادة الجماعية من قبل الميليشيات.


وعلى ضوء الأزمة المزمنة بين الحكومات العراقية والأكراد يبدو ان الحل الأمثل لها هو اقدام الحكومة العراقية من جانب واحد على منح مدن : اربيل والسليمانية ودهوك حق اعلان الدولة الكردية القائمة عمليا حاليا وقطع كافة الروابط المالية والادارية والسياسية معها وتخيير الاكراد المقيميين في ديالى والموصل وكركوك وبغداد وغيرها بين البقاء داخل العراق وبين الرحيل الى الدولة الكردية، اذ ان كافة المؤشرات تؤكد استحالة التعايش والشراكة السياسية ولذا لابد من انهاء هذه المشكلة الدائمة بشكل حاسم.

خضير طاهر

[email protected]