المخلوق الفضائي E.T. حرك قلوبنا ومشاعرنا لمدة 115 دقيقة عند عرض الفيلم لاول مرة عام 1982 من خلال علاقته بالطفل إليوت الذي احترمه وتقبله بالرغم من اختلافه التام عنه..يحتفل مخرج الفيلم ستيفن سبيلبيرغ بمرور 25 سنة على عرض الفيلم.. بإصدار 2 مليون اسطوانة دي في دي للفيلم.. وأتمنى أن يصدر أكثر من هذا العدد.. لأن الفيلم يحمل رسالة سامية وهي تقبل وتفهم الاخر مهما كان اختلافه.. وهو رسالة للكبار قبل الصغار.


يحكي الفيلم قصة مخلوق فضائي ضل سبيله عن السفينة الفضائية التي أتى بها من كوكب آخر وهبطت على كوكب الارض.. يصادقه الطفل اليوت ويتعاطف معه ليساعده الى العودة الى بيته (كوكبه أو وطنه) ولكن دون علم والدته أو الحكومة...حاول الطفل اليوت أن يتفهم طبيعة هذا المخلوق الفضائي.. حاول أن يعلمه الكلام ونجح في تعليمه النطق باسمه (اليوت) وكلمة Home.. أما الكبار فكان تعاملهم معه مختلف تماما.. فحاولوا تصيده.. وقرروا أن يخضعوه للتشريح والتحاليل المعملية.
شاهدت الفيلم مؤخراً مع طفلي هاشم.. جذبه الفيلم وخصوصا علاقة الصداقة بين الطفل إليوت وإي تي.. ووجه لي سؤال: هل يمكن أن يأتي إي تي عندنا؟ سؤاله جعلني أتخيل.. ماذا لو ضل إي تي سبيله الى سفينته الفضائية أثناء هبوطها على أرض عربية!! ماذا سيحدث له؟ كيف سيعامله الطفل العربي الذي نشأ ضحية ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية؟ والسؤال الاهم كيف سيتعامل معه الكبار في العالم العربي؟ خصوصا أن أحداثا كثيرة حصلت خلال 25 عاما على مستوى العالم العربي والعالم الدولي بشكل عام.

فهل سيموت إي تي من الجوع بسبب حصار غزة!
أو هل سيطلب منه أن يهدم البيت الذي اوى اليه مع صديقه حتى لا يتم هدمه على رأس الجميع مثلما يحدث في يافا أو اللد!!
أم هل سيحتار بين فتح وحماس؟
أو يمكن أن يتم اغتياله على مرآى من العالم أجمع دون أن يحرك أحد ساكنا؟
أو سينجح أحدهم بتجنيده لينضم الى جيش معين؟ أو ليقوم بتفجير انتحاري في العراق مثلا؟
أو قد يتعرض للاستغلال الجنسي بالرغم من طبيعته المختلفة!! أو للمتاجرة به!! أو للعنف المنزلي أو لسوء التغذية... أو سيصبح من أطفال الشوارع!!

لذلك سيقرر E.T. الرحيل.. سيختار العودة الى وطنه الى كوكبه.. ولكن قد لا تسنح له هذه الفرصة.. إذا وقع بين أيدي الكبار! فلن يسلم من التحقيقات... وستواجهه أسئلة كثيرة: جنسيتك؟ عقيدتك؟ مسلم أم مسيحي؟ سني أم شيعي؟ أنت مع...أم ضد...؟؟ وقد ينتهي به الحال في معتقل عربي ومن ثم الى معتقل غوانتانامو.. ولن يعرف أحد ما هي تهمته.. وهو في طريقه الى غوانتانامو.. نجح بأن يحمل حجرا بيده.. ولكن ليرم به... من؟! لك أن تتخيل!!


سلوى اللوباني
[email protected]