المواجهات على اشدها بين المقاتلين الكرد وقوات جيش الإحتلال التركي. في الأخبار الأخيرة ان مقاتلي قوات حماية الشعب( الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني) سددوا ضربات موجعة لوحدات الجيش التركي المتوغلة في منطقة (الزاب) حيث كمنوا للجنود الأتراك هناك فقتلوا 24 منهم و3 من المرتزفة الكرد. ونقلت مصادر في وكالة (بيامنير) الكردية إستناداً إلى quot;مصادر خاصةquot; ان قوات الجيش التركي حاولت نقل جثث جنودها لكنها فشلت في ذلك. في الحين الذي اكد فيه المقاتلون وفاة 3 جنود جرحى في ساحة المعركة نتيجة البرد الشديد. وفي منطقة (جمجو) ماتزال المواجهات قائمة بين المقاتلين الكرد ووحدات المظليين الأتراك.
باهوز أردال القائد العام لقوات حماية الشعب قال في تصريح له أمس بان خسائر الجيش التركي وصلت إلى 81 جندياً حتى الآن. والجيش التركي، وان كان يصر على رقم ال 15 الذي أعلنه منذ أيام، إلاّ ان مراسيم التشييع الكثيرة للجنود والضباط الصرعى تفيد بأن الأعداد الحقيقية لقتلى الجيش تفوق الأرقام المعلنة بأضعاف مضاعفة.
فضائية ROJ tv الكردية بثت مشاهد إسقاط المقاتلين الكرد لحوامة تركية من نوع (كوبرا) أميركية الصنع. المقاتلون الكرد أعلنوا عن أسماء ضابطين قتلا على متن الحوامة الساقطة. الضابطان هما ظفر كلنج وسركان جاكال. وما أن سمع الجيش التركي باسماء القتلى حتى اعترف بالواقعة وبمقتل ضابطيه، لكنه أرجع سقوط الحوامة إلى quot;أسباب غير معلومةquot;، بعد أن كان ينكر الواقعة جملة وتفصيلاً..
توغل الجيش التركي لم يكن نزهة مثلما كان البعض يروج. لقد منيت القوات التركية بخسائر كبيرة أضطرت معها وحدات كثيرة بالتقهقر والتراجع للوراء. ولعل قلب موازين المعركة لصالح المقاتلين الكرد( ذوو الخبرة الواسعة، والمتموقعين بشكل جيد، والمستعدين لملاقاة الزحف التركي منذ زمن طويل) هو الأمر الذي دفع الرئيس التركي عبدالله غل إلى إلغاء زيارته إلى عدد من الدول الأفريقية والتوجه على وجه السرعة لمبنى هيئة أركان الجيش في أنقرة لينضم لإجتماع مغلق مع كبار قادة الجيش لمناقشة الأوضاع والتطورات في اقليم كردستان العراق.
في دياربكر( معقل العمال الكردستاني) تظاهر عشرات الآلاف من المواطنين الكرد للتنديد بحملات الحرب التركية ضد الكرد. وحمل المتظاهرون الأعلام الكردية وهم يرددون الشعارت المؤيدة لحزب العمال الكردستاني ولمقاتليه والتي تندد بquot;القاتل أردوغانquot;. وقد ألقى كل من السياسية الكردية ليلى زانا ونائب رئيس كتلة حزب المجتمع الديمقراطي في مجلس النواب التركي صلاح الدين دمرتاش ورئيس بلدية ديار بكر عثمان بايدمير كلمات نددت فيها بالعدوان التركي وطالبوا الكرد بالتوحد. ومن اللافت أن الإنتقادات اللازعة توجهت لمواقف الرئيس العراقي جلال الطالباني الأخيرة، ودعمه غير المعلن لسياسة حزب العدالة والتنمية حيال القضية الكردية.
الهجوم التركي لم يحقق أهدافه المعلنة حتى الآن. وهو جوبه بمقاومة كبيرة من جانب حزب العمال الكردستاني. والأرجح ان الهجوم سيفشل مثل كل الحملات الكبيرة ال 24 التي شنتها تركيا في الماضي بغية quot;القضاء على العمال الكردستانيquot; ولم تنجح اي منها في التأثير حتى على 5% من القوى العسكرية للعمال الكردستاني. بل وانتهت احداها بمقتل ضباط كبار عندما نجح صاروخ اطلقه المقاتلون الكرد في تدمير حوامة عسكرية تركية، مما أضطر الجيش التركي للإنسحاب من ساحة المعركة وإنهاء عملياته العسكرية بquot;نصر كبيرquot; كالعادة..
مقاتلات ومقاتلوا العمال الكردستاني يدافعون الآن عن شرف وكرامة الشعب الكردي. هم يصدون العدوان عن كردستان ويردون على تركيا باللغة التي تفهمها، بعد ان تجاسرت كثيراً حينما شاهدت المواقف المترددة وسفسطات quot;العلاقات الندية الجيدةquot; والجبن الذي لاحّ على أكثر من صعيد...
الآن لسان حان المقاتلين الكرد يقول: لجوء الجيش التركي إلى تدمير الجسور والبنى التحتية في القرى الكردية لن يمر دون عقاب ورد قوي، لكن في الجانب العسكري وليس المدني....
طارق حمو
[email protected]
التعليقات