يخوض ائتلاف التيار الاصلاحي المعركة الانتخابية اليوم الجمعة في مناخ انتخابي يرجح فوز التيار المحافظ، فبعد اقصاء عدد كبير من قائمة المرشحين الاصلاحيين من قبل مجلس صيانة الدستور المحسوب على التيار المحافظ.


واذا كان التيار الاصلاحي قد حشّد نشاطه في العاصمة طهران وقدم لائحة من 30 مرشحا هو عدد المقاعد المخصصة للعاصمة، فان تصريحات رموز هذا التيار تؤكد على ان الهدف الاساس الذي يطمح اليه التيار الاصلاحي هو ليس تحقيق فوز ساحق في انتخابات غير متكافئة الفرص، وانما ترسيخ مكانته في المجتمع الايراني وافشال مخطط التيار المحافظ الذي يسعى الى اقصاء الاصلاحيين نهائيا من الحياة السياسية في ايران. واعلن الرئيس الايراني السابق الدكتور محمد خاتمي عن مشاركة فعالة وواسعة لاحباط مخططات كثيرة وضعت ضد التيار الاصلاحي، ووجه خاتمي نقدا حادا للتيار المحافظ الذي أشار الى انه يسعى الى اعادة الاستبداد عبر تضليل الناسquot;.

ومع أن التيار الاصلاحي يرجح أن يفوز بمقاعد في البارلمان الايراني تضمن له دور أقلية مؤثرة ومعارضة قوية، على غياب تام من مؤسسسات ومراكز الحكم، الا أن إخفاق الاصلاحيين في تقديم قائمة موحدة قد ضاعف من فرص المحافظين، الذين نجحوا في توحيد صفوفهم لتجنب تشتت اصوات الناخبين، ويبدو ان المحافظين قد أفادوا من تجربة انتخابات رئاسة الجمهورية في العام 2005، حينما فاز مرشحهم الرئيس الايراني الحالي محمود احمدي نجاد، مقابل منافسين كانوا من كبار رموز التيار الاصلاحي، الا أن بعض المراقبين أكدوا لايلاف ان الانسجام والتنسيق بين الاصلاحيين تفوق بكثير مشاركتهم في الحملات الانتخابية السابقة، ولكنها لم تكن مع ذلك بمستوى تأسيس جبهة قوية تستطيع ان تنعش الامال بالفوز على المحافظين.


ويشارك في الحملة الانتخابية عدد من التكتلات والتحالفات السياسية في quot;جبهة المحافظينquot;، حيث تم اعلان تشكيل جبهتين اساسيتين تدخلان التنافس الانتخابي بشكل منفصل، وهما quot;الجبهة المتحدة للمحافظينquot;، فيما اطلق على الجبهة الثانية اسم quot;الجبهة الشاملة لكل المحافظينquot;، وتشمل عددا من الوجوه والشخصيات البارزة في التيار.

وثمة ائتلاف اخر هو ائتلاف التيار الثالث الذي يحاول الجمع بين التيار المحافظ والتيار والاصلاحي واطلق على نفسهquot;ائتلاف المحافظين الاصلاحيينquot;، محاولا للمقاربة بين اطروحات التيارين، املا في جذب اصوات مؤيدي الجناحين.

الشق الثالث من الخارطة السياسية الايرانية يمثلها التيار الاصلاحي اذ تم تشكيل خمسة تجمعات اصلاحية لخوض العملية الانتخابية، وتشمل حزب الثقة الوطنية والائتلاف الاصلاحي، الذي ضم عددا من الاحزاب الاصلاحية بما فيها حزب كوادر البناء وجبهة المشاركة الاسلامية ومنظمة مجاهدي الثورة، وتنظيمات اخرى.


ويرى قادة التيار الاصلاحي ان مقاطعة الانتخابات تضاعف من هيمنة التيار المحافظ على جميع مراكز القرار وتمكنه من الانفراد بها، وقد أشار الرئيس الايراني السابق الدكتور محمد خاتمي الى هذه النقطة حين دعا الى مشاركة فعالة في الانتخابات تفشل مخطط التيار المحافظ الساعي الى اقصاء التيار الاصلاحي.


واذا كان التيار المحافظ قد حاول ان يزعزع ثقة الناخب الايراني بالتيار الاصلاحي من خلال اتهامه بالارتباط بجهات خارجية، فان تصريحات الاصلاحيين قد أوضحت للناخب الايراني ان ثمة فرقا كبيرا بين سعي هذا التيار الى انهاء الاجواء المتشنجة بين ايران ودول اخرى وبين العمل لصالح دول اخرى، ومن ان استراتيجية تحسين العلاقات الخارجية لاتتنافى مع البيانات التي اصدرها التيار الاصلاحي والتي أدان فيها استشهاد عشرات من الفلسطينيين الابرياء في غزة، كما صرح أكثر من عضو كبير في التيار الاصلاحي وحزب مشاركة عن رفضهم لأي تدخل اجنبي في الشأن الايراني مؤكدين على ان مسيرة تحقيق الديمقراطية في البلاد هي شأن داخلي يرتبط بالارادة الوطنية.

وكان رئيس المركز الاعلامي بوزارة الداخلية موسى بور اعلن ان المعنيين في الوزارة سيسعون جاهدين لاعلان نتائج الانتخابات قبل بدء عطلة السنة الايرانية الجديدة (اعياد النوروز)

واشار موسى بور الى الاسلوب الجديد المتبع في الحملة الانتخابية لهذه الدورة من الانتخابات وقال انه تم حظر توزيع صور المترشيحن في الشوارع وتم بدلا من ذلك اتباع طرق اخرى مثل عقد المناظرات والقاء الخطابات وتوزيع الاقراص المدمجة (سي دي) وارسال الرسائل القصيرة عبر الهواتف الجوالة ما اضفى ذلك نشاطا وحماسا اكبر على الحملة الانتخابية.

واعلن رئيس لجنة الانتخابات في طهران ان عدد الناخبين في مدينة طهران وحدها يبلغ 6 ملايين و 403 الاف و 308 اشخاص وفي محافظة طهران 9 ملايين و 737 الفا و 565 شخصا.

وقال ان عدد مراكز الاقتراع في طهران يبلغ 5 الاف و 967 كما تم ايجاد 39 مركزا للاقتراع مخصصة للاقليات الدينية.

محمد الأمين

طهران