يتخذ التعبير عن التخلف عدة أشكال كالتخلف السياسي والقومي والديني وغيره، وجميع أنواع التخلف تندرج ضمن اطار التخلف العقلي الذي يعبر عن نفسه بصور متنوعة تكشف عن قصور العقل في التعامل مع موضوعه أياً كان.. سياسي، قومي، ديني... ولهذا فأن من الناحية العلمية في فيما يخص موضوعنا هذا يجب توجيه اللوم الى السبب الأصلي وليس الى الوسيلة التعبيرية.. أي تقع المسؤولية هنا على الوعي والعقلية التي تتعامل مع الدين وليس على الدين، فالدين هنا وسيلة يتستر بها التخلف.

في أوربا وأميركا نلاحظ أهتمام شديد وحرص مبالغ به من قبل المسلمين في ألبحث عن الأطعمة التي يطلق عليها وصف الحلال مثل اللحم المذبوح على الطريقة الاسلامية وغيرها من الأطعمة، ومن يشاهد حرص غالبية المسلمين من مختلف القوميات على شراء الطعام الحلال يشعر وكانه امام ملائكة من السماء وليسوا بشرا، ولكن المفارقة المثيرة للأشئمزاز ان غالبية المسلمين - وليس جميعهم - يشترون الطعام الحلال بالمال الحرام الذي يحصلون عليه عن طريق الأحتيال على القوانين في أمريكا والدول الأروبية وكندا واستراليا، فهم يمارسون الكذب على مؤسسات الضمان الأجتماعي والبنوك ويعملون في السوق السوداء وغيرها من الممارسات التي تعتبر خرقاً للقوانين وغشاً وخداعاً للبلدان التي فتحت لهم أبوابها وقدمت لهم أفضل الرعاية الأنسانية وفرص العمل والتعليم!

طبعا ولاننسى جرائم الإرهاب التي يرتكبها بعض المسلمين ضد هذه الدول!!

وبما ان هؤلاء المسلمون جاؤا من بلدان لايوجد فيها ثقافة الولاء والأنتماء للوطن، فلا غرابة ان يصدر عنهم هذا السلوك المشين الغادر الذي أقل مايقال عنه انه يتصف بنكران الجميل، وايضا وجاؤا وهم محملون بثقافة دينية مشوهة ومتخلفة هي بالضد من القيم الاخلاقية النبيلة وعدالة الله التي ترفض الغش والخداع وغياب الأمانة والصدق في التعامل مع الأخرين بغض النظر عن ديانتهم وقوميتهم، فالقيم لاتتجزء والأمانة والصدق قيم أنسانية عامة ليس لها جغرافية ودين معين.

المضحك ان المسلمين الذين يبحثون عن اللحم المذبوح على الطريقة الاسلامية.. لايقارنون ما بين وساخة وقذارة اللحموم في بلدانهم التي يعشش فوقها الذباب، وبين مسالخ اللحوم في أمريكا واوربا وكندا واستراليا التي تتوفر فيها أفضل الخدمات البيطرية والفحص الدقيق، فالعقل يقول ان غاية الله من تشريعاته هي الحرص على مصلحة الأنسان، فأذا كانت اللحوم المذبوحة في أمريكا واوربا من الناحية الصحية هي أفضل بملايين المرات من اللحموم في البلدان الاسلامية، فقد تحققت الغاية من التشريع، وحتى في القرآن يقول (( طعام أهل الكتاب حل لكم...)) وطبعا هنا تدخل رجال الدين في وضع الحواجز بين اتباع الديانات وفسروا هذا الكلام على انه الطعام اليابس كالبقوليات وغيرها وهو تفسير يعبر عن تعصب وروح عدوانية تقف بالضد من التفاعل الأنساني بين البشر!

ولو كانت طريقة الذبح المتبعة في أمريكا واوربا فيها ضرر صحي على حياتهم مثلما يدعي المسلمون، فهل من المعقول سيصرون عليها ويعرضون حياتهم للخطر، وهل أن كلام رجال الدين الذين ليس لديهم أدنى خبرة في مجال الطب هو أكثر علمية ودقة من جامعات ومستشفيات ومختبرات وعقول خبراء أمريكا وأوربا؟!

وحتى لايفرح كثيرا المتعصبون من أصحاب الديانات الأخرى أقول : ان التخلف سمة عامة تشمل جميع المجتمعات والأديان، فأبناء المجتمعات المسيحية واليهودية والهندوسية والبوذية الذين يعيشون في أوربا وأمريكا ايضا يوجد بينهم فئات متخلفة تقوم بالأحتيال على القوانين والغش وتروج للبيع المخدرات وتجارة الرقيق الأبيض، ومثلما ظهر المجرم ابن لادن وعصابة القاعدة وحزب الله وحماس والاخوان المسلمون والخميني وصدام حسين وحافظ الاسد وبشار الأسد وغيرهم في المجتمعات الاسلامية، أيضا ظهرت في المجتمعات المسيحية نازية هتلر وهمجية تعصبه القومي، والشيوعية التي أشاعت الدكتاتورية والإلحاد ودعت الى تحطيم قدسية الأسرة وتفكيك العائلة وأرتكبت أبشع الجرائم ضد الانسانية!

فالتخلف جوهره واحد هو قصور العقل في التعامل السليم مع الحياة والبشر والدين والله، واذا ما أتخذ هذا التخلف طابعاً دينيا أوسياسياً أو قوميا.... فهو هنا يتخذ من هذه الوسائل طرقا تعبيرية، فمن حيث الجوهر لايوجد فرق في التخلف والهمجية بين بن لادن والقاعدة وولاية الفقيه الإيرانية، وبين الشيوعية ونازية هتلر.


[email protected]