أفضل ما يمكن قوله بشان من سيفوز في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الكردية في شهر تموز أن اسمه ليس مسعود البرزاني رئيس اقليم كردستان الحالي!

ذلك كان راي شبكة فضائية كردستان تي لسان حال الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود البرزاني. ففي اخر نتائج استطلاعات لها نشرت على موقع شبكتها فان حوالي 72 %صوتوا لعدم ترشيح مسعود البرزاني لمنصب رئيس الاقليم و وصوت فقط نسبة 25% بالمئة لصالح ترشيحه مرة اخرى لمنصب الرئيس.

الراي الاخر عبرت عنه جريدة واشنطن بوست الامريكية قبل امس وذهبت الى ابعد من ذلك قائلة ان معظم مواطني كردستان ينتظرون التغيير القادم وذكرت ايضا في تقريرها بان مشاكل الحزبين الكرديين لازالت قائمة على السلطة،وقد استطلعت الواشنطن بوست اراء بعض المواطنين الكرد ايضا حول اداء الحكومة الكردية في بلدة حلبجة التي قصفت في عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين بالاسلحة الكيماوية.


ويعتبر مسعود البرزاني زعيما من الوزن الثقيل لكونه يستطيع مناقشة المسائل المهمة والمعقدة دون حضور المساعدين او الاستعانة بمذكرات مطتوبة وله قدرة على فهم الناس بصورة غريزية، انه لامع ويزين الكلمات قبل الحديث، ارتقى الى السلطة بسبب ضعف غريمه الرئيس العراقي العجوز جلال الطلباني وهو ابن الزعيم التاريخي المرحوم ملامصطفي البرزاني رغم انه تنكر للكثير من تراثه السياسي والاجتماعي الا انه رجل رصين بالمعنى الواسع، انه يحاول التغطية على نقاط ضعف اقليم كردستان عن طريق تصعيد الموقف مع بغداد وانقره. انه يمتلك ثقة عالية بالذات وذات شخصية حديدية.


ويتفق المراقبون بان مسعود البرزاني توفق بدون شك في تحقيق التوازن السياسي مع بغداد وانقره واستجاب لدواعي الضرورة واعاد النظر في الفترة الاخيرة في سياسة الاقليم الخارجية وخاصة مع الدولة الجارة تركيا.

لكن الرئيس مسعود البرزاني الذي تاكلت سلطته خلال 4 سنوات بسبب التردد على الاقدام على الاصلاح بالاضافة الى التردي الاقتصادي خسرا كثيرا مما تبقى له من النفوذ السياسي. فالبرزاني اصبح يدرك الان انه يسير في طريق مسدود، ذلك ان قيادات حزبه يستطيعون ضمان احتفاظه بالسلطة ولكنهم لا يقدمون له برنامجا قويا.


لاصلاح الوضع في الاقليم،في وقت تزداد الاصوات المؤيدة للتغيير وهناك قوائم انتخابية كبيرة اصبحت اقرب الى خط الاصلاح والتغيير،والرئيس البرزاني لايزال يناور من اجل معركة كسب الوقت وحركة التغيير تكسب قوة ذاتية متزايدة. فحتى الاحزاب السياسية الرئيسية في الاقليم التي كانت متحالفة مع البرزاني في الاعوام الاربع الاخيرة دخلت الانتخابات بقوائم مستقلة والصحافة الكردية اصبحت ترفض الخضوع للقيود من جديد وتهاجم الرئيس برزاني بشراسة.


ومع ذلك وبالرغم من تراجع منزلته حسب الاستطلاعات الاخيرة لشبكة فضائية كردستان فانه لم يخرج من السلطة بعد وفي وسعه ان ينقذ نفسه فيما لو بدا بحملة الاصلاح داخل حزبه ضد المتورطين بالفساد وسرع خطوات الاصلاح وعدل من وضعية اقتصاد السوق في الاقليم.


ربما اصبحت ظاهرة اللجوء لاستطلاعات الراي مثل الحرب السايكولوجية للضغط على معنويات العدو حيث اصبحت عدة استطلاعات مغلوطة تقدم على اساس انها حقائق ثابتة من قبل الخصوم الا ان في حالة فضائية كردستان تي في تبقى تعبيرا صادقا عن احترام حزب البرزاني لاصول اللعبة الدميقراطية حينما قدمت المرشح مسعود البرزاني بانه ليس هو المرشح الاوفر حظا بالفوز في الانتخابات البرلمانية.


البرزاني يتطلع بكل تاكيد لا لان يبقى في الحكم وحسب وانما ان يكون حزبه منتصرا في الانتخابات لكن هل يقضي الانتخابات البرلمانية على رئاسته واحلامه؟

راوند رسول

[email protected]