إذا كان لديك شك في إضطهاد النظام المصري للأقباط فعليك متابعة هذه القصة، التي هي من واقع الحياة، وأعتقد أن صاحبها محظوظ لأنني متأكد أن هناك عشرات مثله ولكننا لا نعلم عنهم شيئا. هاني نظير عزيز هو بطل قصتنا اليوم وهو إنسان مصري بسيط يعيش في جنوب مصر ويعمل أخصائي إجتماعي في أحد المدارس التابعة لمركز نجع حمادي بمحافظة قنا. وهو صاحب مدونة quot;كاروز الحبquot;. بدأت أحداث القصة في نهاية شهر سبتمبر من العام الماضي عندما قام الأبquot;يوتاquot; بنشر رواية (تيس عزازيل في في مكة) ردا علي رواية عزازيل ليوسف زيدان التي أعتبرها الأقباط أزدراءا للدين المسيحي. ولإن القانون المصري يجرم أزدراء الأديان!!! والحقيقة الجرم يقع علي من يتجراء ويقترب من بعيد او قريب للدين الإسلامي، أما الدين المسيحي فقل ما تشاء تشتم تتهكم تكفر تكيل الإتهامات فكل شئ مباح، ولا يتوقف الأمر عند الأباحة وعدم المحاسبة بل يتعدي ذلك بكثير، فالمغمورين يصبحون من المشاهير والجوائز تتدفق عليهم لتمتلي جيوبهم من الدولارات والدينارات والجنيهات وكل العملات لمجرد فقط الهجوم علي المسيحية.
ولإن ازدراء الإسلام يعتبر من الكبائر فقد عكفت أجهزة الدولة علي البحث عن الأب quot;يوتاquot;، ولأن الأب quot;يوتاquot; إنسان ذكي وعلي الغالب يعيش خارج حدود مصر quot;المحبوسةquot; فقد حرص علي ألا يكشف عن شخصيته الحقيقة لأي شخص. وعندما عجزت أجهزة الأمن علي التعرف علي شخصية الأب quot;يوتاquot; بالرغم من الجهود الجبارة التي بذلت من كل أجهزة وزارة الداخلية المصرية فكان لابد من تقديم كبش فداء حتي يتم تغطية الموضوع وحتي لا تظهر وزارة الداخلية في صورة العاجز والغير قادر علي الوصول للأب quot;يوتاquot;. وكان الضحية هو هاني نظير الذي قبض عليه في الثالث من أكتوبر العام الماضي بعد تقديم عدة بلاغات من أهل قريته يتهمونه فيها بإنه quot;يوتاquot;. وبالرغم من أن الاب quot;يوتاquot; ظل يمارس نشاطه بعد القبض علي هاني إلا أن أجهزة الأمن ظلت توجه نفس الإتهام لهاني!!!! وإنقطعت أخبار هاني عن الجميع حتي جاءنا تقرير الشبكة العربية لحقوق الإنسان وبعد أن تمكن المحامي النشط جمال عيد والذي قابل هاني نظير وعرف منه أن اجهزة الأمن تخيره بين إعلان إسلامة أو السجن مدي الحياة وإنه لن يري النور مرة ثانية إن لم يعلن إسلامه.
الغريب في الموضوع أن هاني قد قام بتسليم نفسة يوم الثالث من أكتوبر 2008 ثم تم إعتقاله وبعد خمسة وأربعون يوما تمت تبرأته أمام قاضي المعارضات ولكن الأجهزة الامنية رفضت الإفراج عنه وتم ترحيله مرة أخري للسجن في إنتهاك صارخ للقانون المصري. فكيف يسجن إنسان 11 شهر حتي الأن وبدون محاكمة؟. الحقيقة أنا عاتب علي كل المدونين والصحفيين الذين أهملوا متابعة القضية، فلو كانت هناك تغطية إعلامية ومتابعة لما حدث ذلك ولأفرج عن هاني بمجرد تبرئة قاضي المعارضات له في نوفمبر الماضي. وأقصي مدة كان يمكن أن يقضيها هي ثلاثة شهور ونصف. ولا أري سببا لتجاهل الإعلام لقضية هاني مع إنه زميل وما حدث له ممكن أن يحدث مع أي ناشط أو مدون مصري، وتخلي المدونين والصحفيين والنشطاء الحقوقين عن هاني سيعطي النظام الجرئة لإعتقال غيره من النشطاء فاليوم هاني وغدا قد تكون أنت.
أنني من هنا أدعو الجميع للتضامن مع هاني نظير، أدعو كل المدونيين والصحفيين والإعلاميين لمتابعة قضيته والنشر المستمر، فالكلمة هي أقوي الأسلحة التي تخشاها الأنظمة المستبدة. أدعو كل النشطاء والمنظمات الحقوقية في مصر والعالم بالإهتمام بهذه القضية، وأتسائل أينquot; المنظمة المصرية لحقوق الإنسان ومركز الكلمة لحقوق الإنسانquot; من قضية هاني؟؟؟؟؟. وأطالب نيافة الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي بمطالبة الأمن بإطلاق سراح هاني، فالأمن قد وعد الأنبا كيرلس من البداية أن هاني سيعود بعد إنتهاء التحقيقات معه، ولكن للأسف هذه التحقيقات لم تنتهي منذ أحدي عشر شهرا. وأنا عن نفسي أعاهدكم بعدم التوقف عن الكتابة حتي يتم الإفراج عن المدون المظلوم هاني نظير.......
[email protected]