تبدي قيادات اخوانية اردنية في مكاتبها بالكويت تبرما واضحا من محاولة تيارات داخل الجماعة الام في عمان الانفصال تماما عن حركة حماس. وفي سعيها لافشال ذلك تحاول هذه القيادات تحريض الاخوان الكويتيين وحثهم على التدخل في نوع من الالتفاف على محاولات تيار الحمائم فك الارتباط التنظيمي مع حماس او تقليصه في اسوا الاحوال.
وتتسلح مصادر اخوانية في روايتها هذه بحقيقة ان حركة حماس في الكويت تحظى منذ الحرب على غزة بشعبية جارفة تكاد تؤثر على شعبية الاخوان انفسهم، اما اخطر ما تؤكده هذه المصادر فهو ملاحظة حجم الالتفاف الاخواني من الكويتيين حول الحركة التي تنشط بشكل مذهل على الارض الكويتية منذ نحو عام تحت سمع وبصر الاجهزة الامنية الكويتية التي تحاول منذ العداون على غزة التعاطي مع ردة الفعل الشعبية الغاضبة وامتصاصها.
مكتب الاخوان في الكويت هو تسمية تنظيمية بحتة المقصود منها اولائك المغتربين الاردنيين المرتبطين تنظيميا بالجماعة بحكم اقامتهم على الاراضي الكويتية، وقد سقت هذه القدمة بما تحوي من تسريبات للقول ان ثمة تيارات اخوانية تحاول التخويف من ان اي فك للارتباط مع حركة حماس من شأنه العبث بالقاعدة الجماهيرية لـ(الحركة الاسلامية) وهو مصطلح جامع يضم الاخوان وحركة حماس تحت لوائه .
ووفقا لهذه الرؤية ثمة من يرى ان فصل الاخوان عن حركة حماس يعني بالضرورة التخلي عن الصورة التقليدية والنمطية للحركة الاسلامية الجامعة لكل التيارات الاسلامية المتقاربة فكريا وتنظيميا.
التخوف الذي تجاهر به اصوات اخوانية هنا وهناك هو ان يكون فك الارتباط بحماس مقدمة لتفكيك الاخوان من الداخل، عبر التصويت لاحقا على فك الارتباط بذارع الجماعة السياسي الضارب جبهة العمل الاسلامي.
واستنادا لهذه المخاوف المشروعة، تبدي قيادات مكتب الاخوان في الكويت تصلبا في الاراء والمواقف تجاه ما يرون انه المسمار الاول في نعش الاخوان كتنظيم.
بيد ان المسألة برمتها بحسب مؤيدين لفك الارتباط التنظيمي بين الجماعة والحركة،لا تعدو كونها تصحيح داخلي للاساس البنيوي الذي قامت عليه جماعة الاخوان. وفق هذا الاساس يعرض البعض لقضية تغول حماس على الجماعة الام بشكل لا تستقيم معه الاستمرارية في التزاوج التنظيمي اكثر بعد اليوم .
وبشكل اكثر وضوحا وصراحة، لا يتوانى آخرون داخل الجسد الاخواني عن القول ان حركة حماس شكلت في اوقات معينة عبئا سياسيا على الجماعة من خلال بعض مواقفها وسياساتها. ويضرب هؤلاء مثلا على هذا التباين في عدم رضى الاخوان عن طريقة تعاطي حماس مع الحركة السلفية في رفح.
ورغم ان ايا من هذه التبرمات والانتقادات لم تخرج الى العلن وظلت حبيسة التجمعات الاخوانية الداخلية، وصالونات القواعد التنظيمية . الا ان مقربين ومؤيدين لحركة حماس في الاعلام والصحافة باتوا ينتقدون تصرفات الحركة بشكل قاس ومباشر.
ولعل ابلغ ما كتب في هذا الشأن الانتقاد الصريح الذي وجهه عبد الباري عطوان رئيس تحرير القدس العربي للحركة ومرر من خلاله تحذيرات شديدة اللهجة لقيادات حماس من الامور بدأت تنفلت من عقالها .
يقول الزميل ياسر ابو هلالة ملخصا مكمن المشكلة quot; نشأت حركة المقاومة الإسلامية حماس في فلسطين عام 1987 ، وعرفت نفسها بميثاقها بأنها جزء من جماعة الإخوان المسلمين . لكن قيادة الإخوان في الأردن لم تكن تتخيل في حينه، أن الفرع سيغدو أكبر من الأصل، وأن هذه الحركة ستكتسح الانتخابات وتشكل حكومة . وقبل ذلك سيكون لها ذراع عسكري ضاربا quot;.
علاقة حماس بالاخوان هي احدى تجليات العلاقة الاردنية الفلسطينية، واذا ما قدر لعلاقة هذين العملاقين ان تنتهي تنظيميا تحت الضغط فان ذلك قد يكون مقدمة للعبث بعلاقة اكبر واقدس واهم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كاتب وإعلامي من الأردن
التعليقات