تناسي بعض الإعلاميين الإسرائيليين حالة الجمود السياسي التي تعاني منها حكومة نتنياهو علي المستويين الأمريكي والأوربي.. وكسروا أقلامهم حتى لا تكتب عن قضية رفض المدارس قبول أوراق الأطفال اليهود من أصل أثيوبي أو عن قطع الطرق في قلب القدس أيام السبت من كل أسبوع أو قضايا الفساد المتهم فيها رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية السابقين، ثم شرعوها للتعريض بالدراما المصرية والعربية الرمضانية والنيل منها علي غير قاعدة او منهاج إلا الهجوم الموغل في عنصريته..

ويا لتيهم نقدوها من زاوية فنية تحظي بالإحترام عند مطالعة زبذة أفكارهم!! ويا ليتهم فندوا وجهة نظرهم وفق المعايير المتفق عليها فلنالوا التقدير، لكنهم انتهزوها فرصة لصب جام غضبهم علي كل ما اتصل بهذه الأعمال، فبانت علي الملأ فاشيتهم المخبأة وراء الكلمات.. الأمر الذي ذكرني ذكرتني بموقف سابق لمجموعة منهم من مسلسل quot; فارس بلا جواد quot; الذي عرض منذ بضعة سنوات..

لهم موقف عنصري جلي من مسلسل quot; ما تخافوش quot;.. فهم يرون أنه مختصر في كلمة واحدة بينما بقيته تقول quot; من الإسرائيليين quot;!! ذلك المسلسل الذي يجتذب في رأيهم quot; قمة المشاهدة في العالم العربي quot;.. يرون أن بطل حلقاته يعرض رؤيته للأحداث السياسية ويمارس دوره في الحياة quot; علي طريقة أحمدي نجاد quot;!! ليس هذا فقط، بل هو في رأيهم متجاوز لأبعاد دوره كمذيع في قناة الشعلة التلفزيوينة quot; إذ لا يصح دراميا أن يصاب بالإكتئاب حتى بعد أن تختطف عقيلته وهي في رحلة إلي أوربا ويعلم أنها قتلت quot;..

ولهم موقف مماثل من مسلسل quot; حرب الجواسيس quot; الذي ما كان يجب أن يعرض ndash; من وجهة نظرهم السياسية - في هذا التوقيت بالذات quot; بينما دعاوي السلام تتداعي من كل طرف ذو صلة بملف الصراع في المنطقة quot;.. ويعترضون علي حبكة مسلسل quot; الباب الثاني quot; الإنسانية التي تحكي قصة العلاقة الأخوية العميقة بين سيدة أعمال مصرية وجارتها الفلسطينية من خلال التعرض للحرب اللا انسانية التي اندلعت ضد ابناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة..

بكلام يملؤه الحقد الدفين يقول سمدار بيري في صحيفة يديعوت يوم 2 سبتمبر quot; كل مساء وبينما البطون تكاد تنفجر من كميات الغذاء التى تبتلعها علي موائد إفطار شهر رمضان شهر الصيام عند المسلمين quot; يجلس المصريون والعرب في كل بيت لمشاهدة التلفزيون ومتابعة الفضائيات!!..

رمضان بالنسبة للكاتب quot; عيد إسلامي ذو طابع عائلي quot; ليس للمسلمين فيه سواء من كبار السن أو الصغار ومتوسطي العمر quot; عمل لا في مجال الإنتاج ولا في حقل السياسية، إلا مشاهدة دراما تلفزيونية مصرية او عربية تزيد من حجم التوتر حيال المستقبل لدي الشباب، وتسمح لدموع الكبار ان تنهمر علي زمن مضي quot;..

يغمض الكثيرون ممن يشبهون الإعلامي الإسرائيلي سمدار أعينهم عن

مسلسل القهر اليومي الواقعي الذي يتعرض له الشعب الفلسطينى المحتل والذي تتناقله شاشات تلفيزيونات وفضائيات العالم علي امتداد العام..
ويتعمدوا غض الطرف عن مستويات التفرقة العنصرية التى تتنامي وتائرها داخل مجتمعهم بين اليهود الشرقيون الذين يستعدون للقيام بإضراب مطالبين بنصيب من الخدمات الصحية والتعليمية والإجتماعية التى تَحرمهم منها القرارت الجائرة..
- وينظرون بلا مبالاة لسياسات حكومات إسرائيل التى أدت كما يقول المحلل السياسي يسرائيل هارئيل إلي quot; عولمة كراهية إسرائيل quot;..

- ويسقطون من حساباتهم quot; فضيحة إنتخاب قضاة محكمة العدل العليا quot; كما تقول الكاتبة سوزي نبوت..

ويقفون بالمرصاد لأي عملي فني مصر وعربي يقوم بدوره في مجال التنوير..

فاشيتهم جعلتهم ينظرون إلي ما طرحته شركات إنتاج الدراما التفلزيوينة المصرية والعربية خلال شهر رمضان من زاوية..

1 ndash; انها وسيلة لنسيان صوم الجسد بالإقبال علي مشاهدة حلقات المسلسلات المتتالية..

2 ndash; أن التعاقد علي بيع المسلسل لخمس محطات فقط، يوفر الراحة للشركة المنتجة حتى موعد صافرة سباق العام التالي..

3 ndash; أنها تعيد المشاهد إلي الوراء وتُدخله في نفق ما قبل السلام مع إسرائيل..

4 ndash; أن تكرار المشاهدة يساعد علي غسل دماغ المشاهد، ويزيد من كمية السم المذاب مما يغمر المشاهد بأكوام من الكراهية لإسرائيل..

5 ndash; أنها يغري شركات الإعلان التى تدخل سوق المنافسة بتقديم حصلية كبيرة من الدعاية التى لا مكان لها إلا بين المسلسلات التى تهاجم إسرائيل..

أما أبعاد عنصريتهم فيُبينها بجلاء موقفهم من جائرة المليون دولار التى رصدها حاكم دبي quot; لأفضل عمل تلفزيوني هذا العام quot;.. بكل الحقد يتمنون أن يفوز مسلسل إجتماعي أو رومانسي أو كوميدى، ويدعون السماء أن لا يتقدم لساحة المنافسة أي من الأعمال الدرامية التي quot; تضع إسرائيل على خارطة الكراهية quot;..

الدكتور حسن عبد ربه المصري

استشاري إعلامي مقيم في بريطانيا [email protected]