للمغني الفرنسي الجزائري ايدير
ترجمة حسان جمالي
تقفين كل صباح امام المرآة، تثبتين حجابك
لكي يبقى ثابتا في مكانه حتى المساء.
تقولين لي وداعاً
ملقية علي نظرة ثاقبة، قبل مغادرتك
البيت الى الكلية حيث تشيدين آفاق
المستقبل.
بقيت اليوم مسمراً في مكاني. وبقيت صورتك
منحوتة في ذهني مدركا لسعادتي اللامتناهية
كونك تعيشين تحت سقفي.
لم أقل لك يوما هذا الكلام، لا بصوت مرتفع
ولا بصوت منخفض. ولكن أنت تعرفين جيدا أنه،
في مجتمعنا، هناك أشياء كثيرة لا تقال.
عملت جهدي لأربيك أحسن تربية، حريصا
على تخليد القواعد واحترام التقاليد، تماما مثلما
فعل أهلي معي (ثقي بي و لا تجادلي)وﻜﻤﺍ يفعل
كل الرجال الذين التقي بهم في المسجد.
لقد ربيتك كما يفعل أمثالي. ولكن هل
هذا من أجل مصلحتك أو لمجرد تلقيد الآخرين?!
تطاردني الشكوك وأطرح على نفسي السؤال التالي:
لقد ربيتك أحسن تربية، ولكن هل أنت quot;سعيدةquot;؟
أعرف انني قاسي والمحظورات كثيرة. تعودين الى البيت كل مساء ولا تخرجين أبدا مساء السبت.
ولكن مع مرور السنين تعاودني أفكار لا أعرف كيف أطردها: ماذا يخطر في ذهنك، وانت حبيسة غرفتك، بينما اصدقاؤك ﻔﻰ ﻗﺍﻋﺔ ﺍﻠﺭﻗص؟
كل من يعرفك فخور بك، وكنت دوما تلميذة نجيبة؟
ولكن هل عرفت يوما شفاهك ابتسامة واحدة صادرة من القلب؟
أطرح هذا السؤال على نفسي، ولكن ليس أمامك، تعرفين يا ابنتي، عندنا كثير من الاشياء لا تقال.
ماذا لو قررنا أن يسكت الوﻋظﺍﺀ؟
ماذا، ولو لفترة قصيرة، نسينا كل الاعتبارات الضاغطة على أنفاسنا؟
ماذا لو كان لديك الحق أن تفعلي ما تشائين؟
ماذا لو ذهبت لترقصي مطلقة شعرك للريح.
أريدك أن تصرخي، أن تغني أمام العالم بأسره،
أريدك أن تلبي كل الرغبات التي تتفجر في أعماقك،
أريدك أن تخرجي، أن تضحكي وأن تتحدثي عن الحب
أريدك أن تعيشي ربيعك العشرين، ولو لعدة أيام.
كنت بحاجة لشجاعة كبيرة لكي أعبر لك عن مشاعري في هذه الرسالة.
أﺭﻴدك ان تدركي وبكل بساطة، أنني أحبك كمجنون هائم ولو لم تلاحظي ذلك ابداً.
تعرفين تماما يا ابنتي، أن عندنا، كثيرﺍ من المشاعر لا تجد طﺭﻴﻘﻬﺍ الى ﺍﻟﻜلمات.