عبد الجبار العتابي من بغداد: انطلقت مساء السبت في المسرح الوطني ببغداد فعاليات اول مهرجان سينمائي عراقي يحاول ان يرمي حجرا في بركة السينما العراقية الراكدة ويحمل عنوان (مهرجان الجوار السينمائي الدولي الاول) تقيمه دائرة السينما والمسرح بالتعاون مع وزارة الثقافة ومنظمة سينمائيون بلا حدود، حيث تشارك فيه عدة دول بمجموعة من الافلام السينمائية التي ستعرض لاول مرة،وتضمن حفل الافتتاح عدة فعاليات من بينها كلمة وزارة الثقافة التي القاها عقيل الندلاوي مديرعام العلاقات الثقافية في الوزارة وكلمة دائرة السينما والمسرح القتها الدكتورة عواطف نعيم معاون المدير العام، اضافة الى كلمة مدير المهرجان الدكتور عمار العرادي، وشاركت الفرقة القومية للفنون الشعبية بتقديم لوحات فنية فولكلوري راقصة مع فاصل للجالغي البغدادي، ثم عرض فيلم الافتتاح الروائي العراقي الطويل (ابن بابل) اخراج محمد الدراجي وسيناريو مثال غازي بمشاركة المخرج ذاته.

وكان حفل الافتتاح مميزا بالحضور الذي امتلأت به قاعة المسرح الوطني والذي كان يمثل نخبة كبيرة من السينمائيين العراقيين والعرب والاجانب فضلا عن وفود المهرجان لدول الجوار، فضلا عن وفود نمثل محافظات الديوانية وميسان والبصرة والسماوة واقليم كردستان، وقد عبر الاغلب عن سرورهم بالمهرجان الذي يمثل خطوة نحو انتاج سينمائي وتلاقح ما بين الدول القريبة من العراق، على الرغم من ان الاراء تباينت فيه، وقد علمنا ان وزارة الثقافة ستخصص ميزانية خاصة لانتاج الافلام السينمائية كما علمنا ان بعد المهرجان ستتم المطالبة بفصل قسم السينما عن (دائرة السينما والمسرح) ليكون مديرية خاصة تعمل على تشجيع الانتاج السينمائي وترسيخ الثقافة السينمائية.

ومن اجل قراءة في قيمة المهرجان على الرغم من تعطل عجلة السينما العراقية، ومعرفة هواجس وتمنيات اهل السينما جمعنا عددا من الاراء حول المهرجان.

عقيل المندلاوي مديرعام العلاقات الثقافية في الوزارة قال : قيمة المهرجان عالية تأتي لانعقاده في هذا الوقت ليكون رسالة تضامن جيدة من دول الجوار مع العراق، فرصة جيدة للسينمائيين العراقيين للاطلاع عن كثب على التجارب السينمائية لدول الجوار، فرصة ايضا لسينمائيي دول الجوار ان يطلعوا على التجارب العراقية.

واضاف حول دور وزارة الثقافة في تحريك عجلة السينما العراقية : ان شاء الله خلال السنتين المقبلتين ستكون هناك موازنة خاصة لانتاج افلام سينمائية، وثائقية وروائية، فضلا عن ان منظمات المجتمع المدني مدعوة الى ان تدعم الانتاج السينمائي، فلم تعد وزارة الثقافة هي المحتكر الوحيد للانتاج الثقافي في العراق.

اما قاسم سلمان مدير قسم السينما في دائرة السينما والمسرح فقال : المهرجان يؤكد ان السينما العراقية ستتقدم ان شاء الله بوجود هذه الافلام التي اقول اننا نتباهى بها وسوف نتباهى ايضا بالانتاج المشترك وبانتاج الافلام العراقية.

فيما تحدث د. عمار العرادي مدير المهرجان قائلا : المهرجان هذا مهم جدا، فنحن لم نصدق الان ان تقيم الدولة مهرجانا وترعاه، فهذا هو جهد السينمائيين جميعا وضغطهم على الدولة، هذا المهرجان سينعكس على مستقبل السينما في العراق، نحن لاول مرة نقيم وفي هذا الوقت مهرجان ترعاه الدولة وتهتم به وتلتفت له، انا في اعتقادي هذا خطوة عملية اولى بدأتها الدولة للالتفات وللنظر الى السينما، وبالتأكيد اذا استمر المهرجان لدورة اخرى واذا تشكلت له سكرتارية بعد انتهاء اخر يوم سيحفز السينمائيين العراقيين على انتاج سينما.
واضاف : املنا ان نخرج بتوصيات ندعو فيها الدولة ونبارك خطوتها هذه الى ان تلتفت الى فصل دائرة السينما عن دائرة المسرح ومنح السينما كيانا خاصا ومستقلا وميزانية خاصة ومستقلة لكي تبدأ في وضع مناهج وبرامج وخطط للنهوض بالسينما العراقية بواقع مستقل وخاص بها، هذا الذي نأمله اذا ما سمح لنا هذا الكلام ولم يجرح احدا ولم يحسب على امتيازات احد.

وقال الفنان حيدر منعثر : مفارقة مضحكة مفرحة ان تعاني السينما العراقية من الاهمال، تعاني من عدم وجود اي قاعة عرض سينمائي، تعاني من الاهمال الحكومي والقطاع الخاص وكل القطاعات ويقام مهرجان دولي اول باسم مهرجاد دول الجوار السينمائي العراقي الاول، انا اعتقد ان هذا محاولة من السينمائيين العراقيين لتحريك الساكن ولرمي حجر ثقيل في بركة راكدة اسمها السينما العراقية، ان تتحرك السينما العراقية فهذا يعني ان مفصلا مهما من مفاصل الفن والثقافة تتحرك وعليه انا اعتقد ان هذا المهرجان منصة لانطلاق سهام بأتجاه من يريد للسينما العراقية ان تموت وبالتأكيد ان الناس المقيمين على هذا المهرجان سيخرحون بثمار امرها احلاها لانه بالتأكيد نشاط سينمائي على الاقل يتلاقح السينمائيون العراقيون فيه مع دول الجوار مع السينمائيين الاخرين بدلا من جلوسهم في البيت يعانون الاهمال والاحباط والبطالة.

اما الناقد السينمائي ورئيس لجنة التحكيم مهدي عباس فقال : عندما تشاهدون المهرجان ستعرفون ان هناك سينما عراقية فأقليم كردستان هو جزء من العراق ويشارك بخمسة افلام روائية طويلة منتجة حديثا، افلام لها قيمتها الفنية والموضوعية، بالاضافة الى فيلم (ابن بابل) وهو انتاج عراقي.
واضاف : المهرجان خطوة لتشجيع السينما واكثر دول العالم حتى التي ليس فيها سينما يقان فيها مهرجان للسينما،هناك مهرجان في مسقط، وعمان ليس لها سوى فيلم روائي واحد، ومهرجان ترابيكا الدوحة وليس لها سوى فيلم واحد، وهذا المهرجان سيفعل الكثير لان في الحضور هناك منحون ومخرجون وممثلون من ايران وتركيا ودول اخرى وسوف تكون هناك مشاريع لانتاج مشترك، ونحن نتمنى ان يلفت المهرجان نظر الدولة لدعم السينما في العراق.

وقالت الفنانة فائزة جاسم : المهرجان في حد ذاته يحمل بوادر سينما عراقية من الشباب ولهذا ترى شبابنا عندما يشاركون في مهرجانات خارجية يحصدون افضل الجوائز، وقيمة المهرجانالتي نتمناها ان تدفع الى دعم مادي للسينما حتى تتحرك عجلتها وان شاء الله هذه الداء الجديدة تدخل ضمن كادرنا القديم وتتحقق سينما عراقية جميلة، انا اعتبر المهرجان هذا امتدادا لما قدمته السينما العراقية سابقا، ونحن نرى جيل الشباب في ظل الظروف القاهرة وعدم وجود ميزانية من الدولة والتحرك بجهود فردية مع الوضع الامني وعدم الاستقرار وعدم توفر الامكانات، ينتجون ويعملون ويطمحون، وليس من السهل انتاج شريط سينمائي، وهذا كان حتى عندما كانت السينما في عافيتها، كم فيلم عراقي مما انتج من الممكن ان تقول عنه (فيلم) بحق، ومع ذلك نحن نطمح وان شاء الله الشباب مع الجيل القديم مع دعم الدولة مع دعم المؤسسة السينمائية لهم تظهر بوادر جميلة، ولا اقول الا مبارك للجميع هذه الخطوة.

كما تحدث المخرج السينمائي هادي ماهود قائلا : نحن نطمح ان تكون لدنا مهرجانات سينمائية دولية وليست فقط اقليمية، وهذا مسعى كل سينمائي يحب السينما ويحب العراق، ولكن قبل اقامة المهرجانات يفترض ان تكون عندنا افلام حتى تكون في صدارة المهرجانات وبالتالي تتبارى مع افلام الدول الاخرى، ولكن ان لم تكن لدينا افلام ونعمل مهرجانات فأنا اعتقد هذا مضيعة للوقت، وكان يفترض ان تخصص هذه ميزانيات المهرجانات سواء التي في الداخل او الخارج وتستثمر لصناعة سينما عراقية، وبالتالي عندما تكون لدينا سينما نعمل مهرجانات ونستقطب دولا اخرى ونتبارى معهم.

واضاف : القيمة الاساسية لهذا المهرجان انه يعطينا فرصة لمشاهدة افلام الدول الاخرى ولكنك تشعر ان السينما العراقية ضائعة ومغيبة، فليست هناك سوى افلام من كردستان التي تكاد تكون دولة مستقلة ولها وزارة ثقافتها ودعمها، اما مشاركة فيلم (ابن بابل) فهو ليس من انتاج المؤسسة وليس انتاج الدولة العراقية بل انتاج المخرج محمد الدراجي بدعم دولي، لذا انا اتساءل اين الدولة من السينما، واين الانتاج السينمائي ؟.

* جوائز المسابقة الرسمية :

للمهرجان لجنة تحكيم يرأسها الناقد السينمائي مهدي عباس وتضم في عضويتها الفنانين:مدير التصوير حاتم حسين والمخرج حسين السلمان و المخرج رافين عساف ومدير التصوير الايراني شهريار اسدي وعلى الشكل الاتي :
ـ جائزة الفيلم الفائزبالترتيب الثالث،وقيمتها (10,000,000) عشرة ملايين دينارعراقي
ـ جائزة الفيلم الفائز بالترتيب الثاني، وقيمتها (15,000,000) خمسة عشر مليون دينار عراقي
ـ ائزة الفيلم الفائز بالترتيب ألأول، وقيمتها (20,000,000) عشرون مليون دينار عراقي
ـ جائزة الفيلم الفائز بالسيناريو (5,000,000)خمسة ملايين دينارعراقي
ـ جائزة الفيلم الفائز بالتصوير (5,000,000) خمسة ملايين دينارعراقي
ـجائزة الفيلم الفائز بجائزة الحكام (5,000,000) خمسة ملايين دينارعراقي

الافلام المشاركة في المسابقة :
العراق :
ـ ابن بابل اخراج محمد الدراجي (2010) تمثيل : ياسر طالب / شهرزاد حسين محمد / بشير الماجد
ـ همس مع الرياح اخراج شهرام عليدي (2009) تمثيل :عمر جاوشن / فخر محمد برزاني / مريم بوبان
ـ ضربة البداية اخراج شوكت امين كوركي(2009) تمثيل : روزان حمة جزا / شوان عتوف / كوار انورليلة الحساب حسين سيودين 2010
ـ زقاق الفزاعات اخراج حسشن علي محمود (2010) تمثيل : وليد معروف جارو / عبدال شوكت / سولاف غريب

ايران
ـ عصر اليوم العاشر اخراج مجتبى راعي (2010) تمثيل : هانية توسلي / محمد رضا عقدائي / افرين عبيسي / احمد مهران فر
ـ مملكة سليمان اخراج شهريار بحراني (2010) تمثيل : امين زندغاني / محمود باكنيات / مهدي فاغيه / /علي رضا كمالي
تركيا : ـ
ـ بعيد الاحتمال اخراج محمود فاضل كوشكون(2010) تمثيل : نادر سايرباك / غوركن يلتان / ارسان بايستال
ـ الحرية المفقودة اخراج عمر هوزائكي (2010) تمثيل : سردار تاباك / زاد بيرجنت

الافلام خارج المسابقة

العراق : ـ
ـ هيرمان اخراج حسين حسن (2009) تمثيل : كلبهار كانجو /هارمان طاهر / ركيش شاهباز
ـ ليلة الحساب اخراج حسين سيودين (2010)
ايران : ـ
ـطفل الارض اخراج محمد علي اهانكاري (2010)
تركيا : ـ
اسمي مارلون براندو اخراج حسين ككرابي (2010) تمثيل :حمه علي خان وجنكيز بوز ككورت
اسبانيا : ـ
سيلدا دانييل اخراج مونزون (2009) تمثيل : لويس توسار / البرتو امان / كارلوس بارديم