عُثر بطريق الصدفة على ألبوم مصور يتضمن تفاصيل آلاف الأعمال الفنية التي سرقها النازيون وكانوا يعتزمون بناء متحف ضخم بها وتقديمه هدية الى هتلر.

كان هذا السجل بحوزة محارب اميركي قديم قاتل في المانيا من دون ان يعرف قيمة الكتاب الأخضر الثقيل ذي الغلاف الجلدي الذي كُتب عليه عنوان بريء يقول quot;غاليري مصور، لينتس 8quot;. وقد أخذه الجندي جون بستوني للذكرى من مقر هتلر الجبلي في بيرشتيزغادر عام 1945. ولكن متعهد غسالات يمارس هواية التاريخ في اوقات فراغه رأى الكتاب مركونا على رف في بيت بستوني قرب مدينة كليفلاند في ولاية اوهايو وقرر ان يجري تحرياته الخاصة على الانترنت. واتصل بمنظمة في دلاس أسهمت في ترميم وحفظ البومين مماثلين من قبل. وتوجه رئيس المنظمة روبرت ايدسل الى اوهايو، ومن اول نظرة ألقاها على الكتاب أدرك أهميته التاريخية.

كان هتلر نفسه طالب فنون فاشلا لكنه ظل مقتنعا بقدراته التشكيلية. وكان مهووسا بمجموعته من الأعمال الفنية، ولم يكف عن إلقاء محاضرات في الفن على ضباط اركانه ومرافقيه حتى عندما كانت قوات الحلفاء تدك ابواب برلين.

وكل عام في عيد ميلاد المسيح أو عيد ميلاد الفوهرر كان المحيطون به يقدمون البوما مصنفا بالأعمال الفنية التي سرقها النازيون وكان هتلر يخطط لعرضها في متحف عملاق يقيمه في مسقط رأسه، مدينة لينتس النمساوية.

كان مشروع هتلر ان يبني متحفا يضاهي متاحف درسن وميونيخ وتدخل بنفسه في اعداد التصاميم الهندسية التي اتسعت في النهاية باضافة مسرح ودار اوبرا وفندق الى مبنى المتحف الأصلي. وقُدم له ما مجموعه 30 البوما مصورا تشكل جردة كبيرة بكل الأعمال الفنية المسروقة. ونُقل نموذج مجسم من المتحف الى ملجأ هتلر المحصن في برلين.

الجزء الثامن من هذه الالبومات، الذي كان بحوزة الجندي الاميركي بستوني، يتضمن صور لوحات المانية ونمساوية رسمت في القرن التاسع عشر، الذي كان هتلر معجبا بفنونه. وغالبية الأعمال المسجلة في الالبوم من انتاج فنانين مغمورين لكنها تنسجم مع ذوق هتلر.

قدم بستوني هذا الالبوم الذي ظل معه 65 عاما الى متحف التاريخ الالماني في برلين الذي لديه 20 البوما آخر واصفا اللقية الجديدة بأنها quot;عمل ثقافي ثمينquot;. وما زال هناك 11 البوما مفقودة من الجائز ان تكون ايضا بحوزة جنود اميركيين سرقوها دون ان يعرفوا قيمتها. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن الجندي بستوني البالع من العمر 88 عاما اليوم، ان ما أخذه يوم كان جنديا يحارب في المانيا لم يكن عنده quot;سوى كتاب مليء بصور لوحات فنية. وكنتُ أُريد شيئا يثبت اني وصلت الى حصن هتلر في الجبالquot;.

كان نازيون وتجار اشتروا وسرقوا آلاف اللوحات والمنحوتات واعمالا فنية أخرى من مقتنين افراد في عموم اوروبا وكدسوها في مخابئ سرية الى حين بناء المتحف. وعُثر على الكثير من هذه الأعمال في مناجم ملح ومستودعات في نهاية الحرب ولكن قوات التحالف اخذت 31 البوما من الصور التي توثق الأعمال المسروقة وتصنفها.