سهى شامية: على مدى أكثر من أسبوعين أجرى موقع quot;شظايا أدبيةquot; حوارا مفتوحا مع الشاعرة الكويتية المتميزة سعدية مفرّح، مفسحا المجال امام مختلف انواع القراء لطرح اسئلتهم الادبية والفكرية والحياتية على صاحبة quot;مشية الاوزةquot;.
وفي الحقيقة فقد تنوّعت تلك الاسئلة حتى يخال المرء انها لم تترك جانبا في شعر وحياة سعدية الا وتناولته. أكثر من 200 سؤال كانت حصيلة الحوار.. وقد اجابت مفرح عنها جميعها بلا اعتذارات عن سؤال معيّن او تهرّب من آخر محرج.. فجاءت الحصيلة حوارا حيا عفويا صادقا يستحق ان تضمه دفتا كتاب.
عشرات الأسماء شاركت في الحوار وطرح الاسئلة مثل: الروائية الكويتية ليلى العثمان، الشاعر والكاتب اللبناني احمد فرحات، الروائي المصري ابراهيم فرغلي.... وقد حظي هذا الحوار quot;الماراثونيquot; بمشاهدة أكثر من 10 آلاف قارئ، بينهم الكثير من أصدقاء سعدية مفرح، أعدّه الصحافيان عارف سرور وعبدالله الفالح الذي استهله بمعارضة سعدية مفرح لمقولة إيميلي ديكنسون quot;الأصدقاء أوطان صغيرةquot;.. حيث تذهب صاحبة quot;مشية الاوزةquot; الى ابعد من ذلك فتقول quot;الاصدقاء أوطان كبيرةquot;.
وسأل الشاعر محمد السقاف عن سر استعارة سعدية لطير الاوز الذي لا يوجد في منطقة الخليج العربي؟
وكان جواب سعدية بأن هذا الطير لم يكن اختيارها، بل اختيار الاخرين لها.. وقالت بانها كانت تتضايق من وصف الاخرين لمشيتها بمشية الاوزة لانها لم تكن قد رأت اوزة في حياتها، لكنها حين رأتها على شاشة التلفزيون اعجبت بخطواتها المتعالية غير المبالية بنظرات الآخرين.. ومن يومها وهي تمشي خطوات شبيهة بخطوات الاوزة غير المكترثة بأعين الآخرين، وقد جمعت كتبها الستة في كتاب سمته بهذا الاسم: quot;مشية الاوزةquot;.
وأثار الشاعر حسين آل دهيم مسألة حرمان سعدية من حقها الطبيعي في حمل جنسية بلدها.. بينما سأل الكاتب أنور محمد اذا كان هناك وجود حقا لما يسمى quot;القصيدة الخليجيةquot;؟
وعن ذلك أجابت سعدية بالنفي قائلة انها لا تعتقد بوجود خصوصية في القصيدة الخليجية، بل تعتقد بوجود الخصوصية الفردية في تجربة كل شاعر.
وسأل الروائي عدنان فرزات عن علاقة سعدية بعالم التشكيل وكيف تنظر الى مسألة اقتراب القصيدة من عالم الرسم؟
واجابت سعدية بان الرسم حاضر في شعرها مثلما هو حاضر في حياتها، ومكتبها مليء بعشرات اللوحات.. والحائط الذي وراء ظهرها مليء بلوحات صديقتها سوزان عليوان لذلك وهي تسمي هذا الجدار بـ quot;طوفة سوزانquot; (الطوفة اسم الجدار في اللهجة الكويتية) وغالبا ما تردد بانها تحمي ظهرها بطوفة سوزان من طعنات الحزن الغادرة.
الروائي ابراهيم فرغلي سأل شاعرتنا عن تمايز قصيدة التسعينات في الكويت عن نظيرتها في الخليج، ومن ثم عن نظيراتها في الشام ومصر؟
فجاءت الاجابة بالنفي، مؤكدة ان قصيدة يكتبها شاعر مصري او لبناني يمكن ان تصدّق انها لشاعر كويتي او جزائري، معتبرة ان فضاء الانترنت وتلاقي الشعراء العرب فيه قرّب كثيرا بين قصائدهم.
وسأل الشاعر والكاتب أحمد فرحات عن ثقة سعدية بشعرها وبما تكتبه؟ كما سألها عن التهافت الحالي على الكتابة باسم الشعر؟
وأجابت سعدية بانها دائمة القلق تجاه ما تكتب، وانها حين تدفع نصها للنشر تفعل ذلك وكأنها مرغمة، ولا تعرف إذا كان ذلك مبعث ثقة أو لا ثقة.
وسألها الكاتب سليمان الفهد اذا ما كانت غواية الرواية قد اصابتها كما اصابت الكثير من الشعراء؟
فاجابت بالنفي، رغم انها قارئة رواية، لكن قراءة الرواية ممتعة على عكس كتابتها التي تبدو مملة بالنسبة لها.
الروائية الكويتية ليلى العثمان سألت شاعرتنا عن مساحة الحب في حياتها؟
وأجابت سعدية بأن الحب يحتل كل المساحات المكونة لسعدية مفرح، ولا يوجد تناقض بين انشغالها في الصحافة ومشروعها الشعري من جهة، وبين قدرتها على الحب من جهة اخرى.
ومن الطريف في هذا الحوار مشاركة ابنة أخ الشاعرة سعدية بسؤال مفاجئ ومحرج كشفت فيه ان سعدية تكتب الشعر الشعبي سراً من دون ان تنشره.
- آخر تحديث :
التعليقات