البصرة:يتدفق صوت العزف على الآلات الموسيقية ويتردد صداه في أرجاء الممرات في قاعة مركز مدينة البصرة في جنوب العراق بجوار منطقة شهدت انفجارا حيث لا تزال المباني مسودة وملطخة بالدماء اثر تفجير دام وقع في أول أغسطس اب.
ويعتقد رجال الدين الشيعة المتشددين في المدينة ان الكثير من أشكال الموسيقى وفنون التعبير مخالفة لتعاليم الاسلام.
ولكن في هذه المناسبة الخاصة استمتع أهالي هذه المدينة الساحلية بمقطوعات موسيقية عزفها 40 شابا وفتاة في سن المراهقة هم طلاب أكاديمية السلام من خلال الفنون وهي مدرسة تأسست تحت مظلة الفرقة الوطنية السيمفونية في العراق.

وكان من بين جمهور الحفل موسيقيون وفنانون وكتاب مثل الكاتب والناقد العراقي احسان وفيق السامرائي يتابعون العازفين الصغار وهم يعزفون أشهر المقطوعات الموسيقية الكلاسيكية.
وقال كريم وصفي قائد الفرقة ومؤسس الاكاديمية ان الهدف من الحفل هو المساعدة في تضميد جراح الحرب بين الاجيال الاصغر ومساعدتهم على التفاعل مع بعضهم البعض بطريقة بناءة.

وقال وصفي quot;الفكرة كانت كيف يمكن أن نتعامل مع المشاكل ومع المصائب التي يمكن أن تحل بالبلد من خلال مفهوم متحضر ومن خلال التعامل مع المفهوم الحضاري للثقافات الاخرى.. فهناك ثقافات أخرى.. هناك البصري الذي يتذكر قنبلة مصنعة في أوروبا أو صاروخ مصنع في أمريكا أو صاروخ مصنع حتى في العراق.. أو مشاكل كثيرة. الفكرة كيف يمكن أن نتعامل مع الجيل القادم مع جيل الصغار بشكل يؤهله أن يتعامل مع أجيال الشباب الاخرى في العالم.quot;
وأسس وصفي الاكاديمية في عام 2001 عندما كان يدرس في الولايات المتحدة لتشجيع الشبان العراقيين من مختلف الجماعات العرقية على الحوار فيما بينهم من خلال الموسيقى.

وقالت فادية خليل ابراهيم عازفة الفيولا في الفرقة ان الموسيقى طريقة لتوحيد الناس.
واشتهرت البصرة الى جانب كونها ميناء محوري في العراق كمركز ثقافي وبدأت تزدهر من جديد اعتبارا من عام 2008 .